ذنب الكتابة

ذنب الكتابة




وَطَنِي .. وَيَبتَعِدُ السُّؤَالُ عَن الإِجَابَة
وَالوَقْتُ يَزرَعُ فِي دَقَائِقِهِ الرَّتَابَة

وَطَنِي .. وَأَفئِدَةٌ تُرَاوِحُ نَبْضَهَا
رَحَلَ الرَّبِيعُ وَلَمْ تَعِشْ يَوْمًا شَبَابَه

وَطَنِي وَلَا زَالَ الهَوَى فِي مَهْدِهِ
يَقْتَاتُ مِن ثَديِ التَّغَرُّبِ وَالغَرَابَة

حَرْفٌ تَثَاقَلَ عَن مُوَاجَهَةِ الدُّجَى
سَطرٌ كَفَخٍّ زَيَّنَتْهُ يَدُ الرَّقَابَة

وَقَصِيدَةٌ ثَكلَى تَقُولُ لِهَاجِسِي
نَضُبَ المِدَادُ .. أَمَا شَبِعتَ مِن الكَآبَة

لَيلٌ يُمَارِسُ فِي السَّمَاءِ مُجُونَهُ
وَالفَجْرُ يَنْشُدُ عَطفَهُ وَيَدُقُّ بَابَه

مِن أَينَ نَأتِي وَالمَدَاخِلُ أَوصِدَتْ
فِي وَجهِنَا .. وَحُضُورُنَا استَحلَى غِيَابَه

مِن أَينَ نُشْرِقُ وَالجِبَالُ تَحَجَّبَت
بِاللَيلِ .. وَالتَارِيخُ تَسكُنُ فِيهِ غَابَة

وَتَرُ الجِرَاحِ يَخَافُ مِن أَلْحَانِنِا
وَالنَّايُ يُسهِبُ فِي مُغَازَلَةِ الرَّبَابَة

صَارَ النَّشَازُ اليَومَ أُغنِيَةً .. فَمَا
بَالُ المُغَنِّي لَم يَعُد بِاللَحنِ يَابَه

مَلَأَ السَّرَابُ كُؤُوسَنَا.. نَسْتَمطِرُ الــ
آَلَامَ وَالظَّمَأٌ استَحَالَ بِنَا سَحَابَة

وَطَنٌ تَزَاحَمَت المَشَاعِرُ فِيهِ .. غَا
زَلْنَاهُ لَكِنْ لَم نَجِدْ مِنهُ استِجَابَة

مَاذَا نَقُولُ لَهُ وَقَدْ أَعيَتْهُ أطـــ
ــنَانُ الحُرُوفِ وَمَلَّ مِن سَيلِ الخطَابَة

مَضَت القُرُونُ وَلَم يَزَل فِي صَمتِهِ
يَهذِي بِأَشبَاهِ الحَدِيثِ وَمَا تَشَابَه

يُهدِي لِصَنعَاءَ العِتَابَ – كَأَنَّهُ –
وَكَأنَّهَا صَمَّاءُ لَم تَسْمَع عِتَابَه

وَيَشُدُّ لِلعَدَنِ الجَرِيحَةَ رحلَهُ
فَتَفِرُّ مِنهُ كَأَنَّهَا تَخْشَى اقْتِرَابَه

أَوَلَم تَكُن بِنتًا لَهُ؟؟ أولَم تَكُنْ
دَومًا تُنَادِي طَيفَهُ الرَحَّالَ: ( يَا بَه )؟؟!!

يَمضِي يُجَرجِرُ خَلفَهُ ذَيلَ الدُجَى
عَارٍ يَخِيطُ بِشَعرِ شَارِبِه ثِيَابَه

فِي الضَّالِعِ اغتَالَ الرَّدَى أَزهَارَهُ
وَتَهَامَةُ انتَحَرَت بِهَا قَهرًا شَذَابَة

وَتَبَرَّأتْ مِنهُ العَوَاصِمُ كُلُّهَا
وَجَنَى الزَّمَانُ عَلَيهِ مَا استَوفَى حِسَابَه

فِي الشَّرقِ وَالغَربِ الظَّلَامُ قَبِيلَةٌ..
وَالجُوعُ والتَّجْهِيلُ وَالعَدْوَى عِصَابَة

نَفْسُ الحِكَايَاتِ التِي تُروَى هُنَا
تُروَى هُنَاكَ .. وَنَفْسُه الرَّاوِي.. ذٌبَابَة

أَدْمَتْ بِخُبثٍ مُقلَةَ الأَسَدِ الَّذِي
شَابَتْ مَخَالِبُهُ وَلَم نَرَ قَطّ نَابَه

وَأَنَا وَأَجْنِحَةُ الهُرُوبِ تَطِيرُ بِي
فِي عَالَمِ الخَوفِ المُعَبَّدِ بِالرَّهَابَة

نَجتَرُّ فِي تِلكَ المَسَالِكُ حُلْمَنَا
سِيَّانَ غَسْلُ المَوتِ أَو غَسْلُ الجَنَابَة

يَا أَيُّهَا الذَنبُ الذِي أَحيَا بِهِ
تُبْ إِنَّ بَعضَ الشِّعرِ مَقبُولُ الإِنَابَة

مَا لِي أَرَاكَ مُدَجَّجًا بِمَتَاعِبِي
بَينِي وَبَينكَ أَيُّهَا العَاصِي قَرَابَة

إِنْ جَارَ فِي ظُلمِي هَوَاكَ فَحَرفُكَ الْـ
جَانِي عَلَيَّ بِثَورَتِي يَلقَى عِقَابَه

كُلُّ الذُّنُوبِ صَغِيرُهَا وَكَبِيرُهَا
مَغفُورَةٌ عِندِي خَلَا ذَنبِ الكِتَابَة

مختار محرم
1فبراير 2014م

مَلَأَ السَّرَابُ كُؤُوسَنَا.. نَسْتَمطِرُ الــ
آَلَامَ وَالظَّمَأٌ استَحَالَ بِنَا سَحَابَة

كُلُّ الذُّنُوبِ صَغِيرُهَا وَكَبِيرُهَا
مَغفُورَةٌ عِندِي خَلَا ذَنبِ الكِتَابَة



ما شاء الله
نصٌ مترع بالجمال
أجدت وأمتعت أستاذي الشاعر الكبير د. مختار
نعم القصد والقصيد فلا فض فوك
تقبل خالص تحيتي وتقديري

كتبت وأبدعت وصورت
ولوحة فنية رسمت ..


راقت لي بِحُزنِها جملة وتفصيلا
أنحناءة أعجاب وتقدير تليق بك أستاذي الفاضل.

مَلَأَ السَّرَابُ كُؤُوسَنَا.. نَسْتَمطِرُ الــ
آَلَامَ وَالظَّمَأٌ استَحَالَ بِنَا سَحَابَة

كُلُّ الذُّنُوبِ صَغِيرُهَا وَكَبِيرُهَا
مَغفُورَةٌ عِندِي خَلَا ذَنبِ الكِتَابَة



ما شاء الله
نصٌ مترع بالجمال
أجدت وأمتعت أستاذي الشاعر الكبير د. مختار
نعم القصد والقصيد فلا فض فوك
تقبل خالص تحيتي وتقديري

أشكر ثناءك الطيب ومرورك الكريم أستاذة أميرة .. لك التقدير

كتبت وأبدعت وصورت
ولوحة فنية رسمت ..


راقت لي بِحُزنِها جملة وتفصيلا
أنحناءة أعجاب وتقدير تليق بك أستاذي الفاضل.

شكرا لك أيها الحسن الكريم
رفع الله قدرك أيها العزيز
محبتي

وَتَبَرَّأتْ مِنهُ العَوَاصِمُ كُلُّهَا
وَجَنَى الزَّمَانُ عَلَيهِ مَا استَوفَى حِسَابَه

هذا هو شعر اهلنا في اليمن السعيد صاحب الامجاد و الاصالىة
يالك من شاعر
ذكرتني بشعر الربابة وقول يا عم جابر عندنا زمان
اخي د مختار محرم
رائع و الروعة ديدنك
خليتني اقول ياسلالالالالالالالالالالا لالام
دمت بكل هذا المد في الروعة ايه البحر العذب

لله درّك ما أروعك
مبهر أنت يا أخي مختار وكم تسعدني
القراءة لك..
لا فضّ فوك ولا نضب معينك..
أخي العزيز الشاعر الكبير وأنا أرشف شهد ما نثرت
هنا أحسست بهذه الأحاسيس فانظر فيها علّك تجد
فيها ما ينفع..

حَرْفٌ تَثَاقَلَ عَن مُوَاجَهَةِ الدُّجَى
سَطرٌ كَفَخٍّ زَيَّنَتْهُ يَدُ الرَّقَابَة
أحسست أنّ هذا البيت غريب عن هذه الخريدة فكأنّما أقحم
إقحاما فضلا عن أنّني وجدت غموضا في معناه..

مَلَأَ السَّرَابُ كُؤُوسَنَا.. نَسْتَمطِرُ الــ
آَلَامَ وَالظَّمَأٌ استَحَالَ بِنَا سَحَابَة
قرأت العجز هنا: استحال الى سحابة..

مَاذَا نَقُولُ لَهُ وَقَدْ أَعيَتْهُ أطـــ
ــنَانُ الحُرُوفِ وَمَلَّ مِن سَيلِ الخطَابَة
السيل لا يناسب فعل ملّ كما لا يناسب الخطابة ليتك تأتي بكلمة
أنسب..

نَجتَرُّ فِي تِلكَ المَسَالِكُ حُلْمَنَا
سِيَّانَ غَسْلُ المَوتِ أَو غَسْلُ الجَنَابَة
أخطاء مطبعية..
المسالكِ..سيّانِ
أخي مختار
شكرا لك على ما تنثر من جمال
خالص مودتي وإعجابي

وَتَبَرَّأتْ مِنهُ العَوَاصِمُ كُلُّهَا
وَجَنَى الزَّمَانُ عَلَيهِ مَا استَوفَى حِسَابَه

هذا هو شعر اهلنا في اليمن السعيد صاحب الامجاد و الاصالىة
يالك من شاعر
ذكرتني بشعر الربابة وقول يا عم جابر عندنا زمان
اخي د مختار محرم
رائع و الروعة ديدنك
خليتني اقول ياسلالالالالالالالالالالا لالام
دمت بكل هذا المد في الروعة ايه البحر العذب

يا سلام على مرورك الكريم أخي الطنطاوي
أشكر لك كل هذا العبق الذي فاح من كلماتك
محبتي

لله درّك ما أروعك
مبهر أنت يا أخي مختار وكم تسعدني
القراءة لك..
لا فضّ فوك ولا نضب معينك..
أخي العزيز الشاعر الكبير وأنا أرشف شهد ما نثرت
هنا أحسست بهذه الأحاسيس فانظر فيها علّك تجد
فيها ما ينفع..

حَرْفٌ تَثَاقَلَ عَن مُوَاجَهَةِ الدُّجَى
سَطرٌ كَفَخٍّ زَيَّنَتْهُ يَدُ الرَّقَابَة
أحسست أنّ هذا البيت غريب عن هذه الخريدة فكأنّما أقحم
إقحاما فضلا عن أنّني وجدت غموضا في معناه..

مَلَأَ السَّرَابُ كُؤُوسَنَا.. نَسْتَمطِرُ الــ
آَلَامَ وَالظَّمَأٌ استَحَالَ بِنَا سَحَابَة
قرأت العجز هنا: استحال الى سحابة..

مَاذَا نَقُولُ لَهُ وَقَدْ أَعيَتْهُ أطـــ
ــنَانُ الحُرُوفِ وَمَلَّ مِن سَيلِ الخطَابَة
السيل لا يناسب فعل ملّ كما لا يناسب الخطابة ليتك تأتي بكلمة
أنسب..

نَجتَرُّ فِي تِلكَ المَسَالِكُ حُلْمَنَا
سِيَّانَ غَسْلُ المَوتِ أَو غَسْلُ الجَنَابَة
أخطاء مطبعية..
المسالكِ..سيّانِ
أخي مختار
شكرا لك على ما تنثر من جمال
خالص مودتي وإعجابي

أستاذي القدير محمد تمار
يكتمل النور بمرورك وقراءتك العميقة التي تثري النص
وملاحظاتك محل اعتزازي وتقديري وتزيد من محبتي لك وستكون محل عنايتي دوما
لك المودة والسلام أيها القدير

قصيدة مدهشة يا مختار أطربت الذائقة بمبناها وأرضت الخاطر بمعناها رغم بعض اختلاف في الراي حول بعض الأمور ، ولكنها قصيدة رائعة بتكثيف المعاني وتوظيف المفردات والإسقاطات المذهلة فيها والرصد الفكري والسياسي دون أن يكون هذا بالمرة على حساب الشعر.

هي قصيدة أقتبس كل أبياتها إعجابا وتقديرا ، ولعلني أستأذن أخي الشاعر المبدع محمد تمار في أن أختلف معه في ما رأيى إلا ملحوظة خطأ التشكيل السعو في البيت:
نَجتَرُّ فِي تِلكَ المَسَالِكُ حُلْمَنَا
سِيَّانَ غَسْلُ المَوتِ أَو غَسْلُ الجَنَابَة
وأضيف بأن الصواب هنا هو تشكيل غين الغسل بالواو فالغُسل هو تمام الغسل للجسد كله وهو ايضا بات مصطلحا شرعيا.

أما بخصوص البيت الأول فما وجدته غامضا ولا مقحما بل هو مقدمة أساسية للحديث حول حرية التعبير عن الرأي في مواجهة الدجى المتمثل في لجم الأفواه المخالفة ومقص الرقيب ومحاسبة منكر ونكير لمن لا يسبح بحمد صاحب القرار الجزار.

وأما البيت الثاني فالفعل استحال فعل متعد ايضا ويصح لغة أن يقال استحال الظمأ سحابة واستحال زهر ثمرا ، وإن كان الاعتراض على بنا فالأصل هنا هو أن الباء حرف جر بمعنى في، كما ورد في قوله تعالى "إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة" أي في مكة ، والمعنى للشطر يكون استحال الظمأ فينا سحابة.

وأما البيت الثالث فقد رأيت توظيفا ذكيا للمفردة "سيل" دلالة على التدفق بلا هدف وبلا اتجاه محدد ودلالة على الاندفاع والتشتت والانهمار المزعج ، وليس ثمة ما يعاض استخدامها كناية عن كثرة الكلام هادفا وغير هادف وتدفقه دون توقف أو تدبر أو توجه ، وأما الملل فهو دليل على أنه سيل من غثاء لا ينفع الناس ولا يمكث في الأرض وإنما يسبب الإزعاج والثرثرة المملة ، والبيت برأيي بيت جميل ومعبر.

للتثبيت استحقاقا

ودام هذا الألق الباهر!

تقديري