جَرَتْ شؤونُكَ إذ تشدو عنِ الطَّلَلِ ما بالُ بالِكَ يهجـونا بلا كـلَلِ !؟
أنتَ الوسيمُ ، فلا غابتْ لنا مُقَلٌ عن ناظريـكَ ، وما أهدتْ منَ القُبَلِ
فامْنُنْ برِفْقٍ ، ولا تبْخَلْ فِداكَ أبي فالعُمْرُ يعْـزُبُ ، تبقى أعيُنُ الجُمَلِ
جَرَتْ زمانًــا ، شذيّاتٌ مواسمُها فهلْ مَلَلْتَ السَّنا ، أم بِتَّ في شُغُـلِ ؟
رَقيْتُ سَعْدَكَ إذ رقَّيْتَهُ جَلَدًا تَجِلُّ عنْ وصْـفهِ حَمَّـالةُ العَسَلِ
وعُدْتُ جَرْسَكَ محمولاً على شغفي فما رأيتُ ســوى كاساتِ مُـبـتهلِ
واليومَ تسألُني الغِزلانُ عن لُطُفٍ أروى حِماها بثغـرٍ باسِمِ الغَـزَلِ
فلو دلفتَ إلينا عائذًا أنِفًـا وارسُمْ حنانَيْكَ ، عُــدْ بي للصِّبا الثَّمِلِ
واجْزِ المُحبّين ، نَفِّسْ كَرْبَ ذائقةٍ تاقَتْ إليـك ، إلـــى أيَّـامِها الأُوَلِ
جَرَتْ وكم فَجَّرَتْ للفجرِ من لُغَةٍ كالسَّلْسَبيلِ ، تضاهـي سـالفَ المُثُـلِ
ألْبَسْتَها سُنْدُسًا ، أَوْدَعْتَها حِكَمًا والآنَ تزهـو بها من تالـدِ الحُلَــلِ
والآن .. أنتَ لها الموهوبُ عاطفةً تهمي سحائـبُها للباسِلِ البَطَـلِ
غَنَّتْ سَوانحُهـا للوعْـدِ مُقبلةً للإلْفِ ، للودِّ ، للأجيالِ للعمَلِ
روحيّةً - شِئتَ - أو صوفيّةً سمَقتْ كمالُها الواردُ النِسْبيُّ فــي الأَزلِ
جَلَّتْ مراسيمُها رِزْقًـا وفلسفةً أو بالحَقيقةِ حاكتْ صَفْوةَ المِللِ
فليس يحجُبُ مَسْعاها بَطارقةٌ وليس يُثني قِواها رَيْبُ مُنتحِـلِ
للقلبِ ، للفكر ، قبل النفسِ ناهضةٌ روحٌ تداركها نورٌ من الرُّسُلِ
وهفهفتْ صُــورٌ ، واستعذبت غُدُرٌ وراقني أثرٌ من صادقِ السُّبُلِ
وهَبْتَها من صفاءٍ ليس يدركهُ مُغَفَّــلٌ باقِلٌ يَسْتَنُّ بالحِيَـلِ !
أم كيفَ تسبقُهُ هيفاءُ متعبةٌ تلهو فما سَكبَتْ إلا صَدى النِّحَلِ
فقلتُ – والدمعُ أسرابٌ بلابِلهُا – أفِقْ ، وسَلْ ، وارتقِبْ ، وانهَلْ بلا وَجَلِ
واقرأ ، تمعَّنْ ، تلقَّفْ مِسْكَ حَرْفنةٍ مَوْدودُهـا موجِعاتُ الدَّهْــرِ لم تزلِ !
سَلَوْتُ في حُسْنها رَكضَ السِّنينَ وكم لامَ المُليحُ صَميمًا غـيرَ مُرتحلِ
أرِقُّ ، أرقُبُ ، أسْتَسْني ، وبين يدي خمسون بدرًا ، تساخى حولها زجَلـي !
جَـدَّ المَطيُّ بها تلقاءَ مَعرفةٍ وهل سوى مَسْرحِ الأشـعارِ من أمَلِ ؟
مُسْيُ المِلاحِ كإصباحِ الحِسانِ بهِ أشهى الرسائلِ في المَجْـزوءِ والرَّمَــلِ !
يُعنى الحياءُ بأوصافِ الحياةِ وما أجدى البديعُ من الألوانِ والظُّلَلِ
مآثرٌ آثرتْ إرثًـا بلا شبَهٍ في مَتنها حَلَّمَـتْني ، مُطْلقَ الشُّعَـلُ
في صِرْفها غَنَجٌ ، في مَزجِها هَزَجٌ فحرْفُها أبلجٌ ، من دونما مَثَلِ
تختالُ في وَهَجٍ ، من وحْي مُبتَهَجٍ تمتاحُ من أرَجٍ ، لا ، ليس من بَلَلِ !
ذكَرْتُ فيها رفاقًـا مَعْ أساتذةٍ أكابِـرَ القَوْمِ والأحبابِ والأهَـلِ
ورونقُ الشِّعْر موفورٌ بلا سَرَفٍ لِثُلَّةٍ سَحَروا الفُصحى على مَهَلِ
وَفَيْتُ بالمَدْحِ غِبَّ الفَخْرِ تحملُني رغائِبٌ من نَسَيبٍ حالَ مُرْتَجِلِ
حاوَرْتُها انتبهتْ ، عانَقْتُتها فبكتْ يا ريمُ ما فعلتْ ، دنياكِ بالرَّجُــلِ ؟
فمهجتي احترقتْ ، لم أدْرِ ما فعَلتْ لكنّها طفِقَتْ تحدو مع الإبلِ !!
حتى إذا أسفرتْ ، عن بعضِ ما سترتْ حيالـها أزفتْ ، لُقيا مـن الأزلِ
يا ريمُ يا مَن سَرَت ، بين الحشا وجَلَتْ لولاكِ ما صـدحتْ ، أشواقُ مُكتهلِ
في سِرِّهِ نُظِمَتْ ، من ذوقه برِقتْ وحسْبُها أنِفَتْ ، غَـيَّاظةَ العِلَلِ
هزَزْتها انتهضتْ ، قَبَّلْتُها اضطربتْ تركتها انتفضتْ ، شَرْقيّةَ الحُمُلِ
فارتعْ - غذَوتُكَ - ممّا جاد مَعْدنُنا في وصْفِ تَغْريــدِهِ احْلَوْلَيْتُ كالحَجَلِ !
ندبتُ فيه جُمانَ الدرِّ فاجتمعتْ شتائتُ الفضْلِ من قوْلٍ ومن عَمَلِ
فلمْ يَحُلْ عن قريضي يومَ أُنشِدُهُ مَسُّ الجَريضِ ، ولا خَوفٌ منَ القُلَلِ !
ذِهْني نسِيٌّ فلم أحفظْ سوى وَطَنٍ مِدادُهُ المَجْدُ ، أبكى عَلقمَ الغِيَلِ
يجودُ بالأرْيِ لم يذكرْ خصاصتَهُ وما لهُ غيرُ رأيٍ باذخِ الأسَـلِ !
غداة آبَتْ علوجُ الموْتُ طامعةً كأنَّ واحدهم في الناسِ كالجُعَلِ !
................. بقيّةُ الحالِ أتلوها عسى بغدٍ ،



رد مع اقتباس

.