تمنّيتُ ، فاحتارتْ سطورُ صباحاتي وأطرقتُ أستهدي شــآبيبَ دمـعاتي
أعوذُ بظلّي حين شفّ خِطابُهُ من الهجْر ، محمولاً على همْسِ تائاتي
عسى ينتفي خَفقُ التساؤلِ عن فمي وأحمُلني تـلـقـاءَ نبضِ ابتهالاتي
تناجي بأوصافِ الضِّفافِ شواطئي وكم أزبدتْ وقتَ الصــفاءِ مناجاتي
فيا جيرةً رقّ الزمانُ لذكرها تعالَيْ نغنّي عن نخيلِ بداياتي
ونُغضي عن الإيهامِ طَرْفَ فصاحةٍ لتـنـأى مع الواشي مَجاهيلُ آهاتي
تُـقـبّـلُ أفنانَ البقاءِ بصيرتي وتنشرُ للآتين عِطرَ المســرّاتِ
فمن لغةِ الميقاتِ بَدْءُ رسالتي وحولَ حمى بلقيس طافت حماماتي
إذا أبهرَ الصرْحُ الممرّدُ إخوتي فقلبي وماضي العرشِ مستقبلٌ آتِ
وإنّي من الأنجامِ صغتُ قلائدي وما أغفلت عينايَ رؤيا النبوءاتِ
فِــداءً فؤادُ الدهرِ كلّ خريدةٍ تمنّت ، فأغشتْها عيونُ السمواتِ
فلا الدربُ أضواها ولا ساءَ منزلٌ ولكن بهــاءٌ ماحـــقٌ بالجــراحــاتِ
كقابِ كتابينِ السجلُّ طواهما فلستَ بخافٍ يا وميضَ العباراتِ
تــأبّى شراعي عنهما متماهياً مع المَـنِّ والسلوى ، فكانت قصيداتي
ألا فاحملوا ما استفَّ من فيه هُدهُدي جواهـــرَ وصْفٍ من أرائكِ جنّـاتِ
وسارعْ أخا الفادين فالحسْنُ وارفٌ تـيـمّـمْ بــهِ ، واذكــرْ فُراتَ صباباتي
هوامرُ غيثِ الحبّ تحتلُّ سِدْرتي فباحَ بما يهوى حنينُ خميلاتي
لذاكَ صرفتُ النفسَ بالروح قانتاً أُداعبُها صِرفاً ومزجاً بكاساتي
بنقطةِ باءٍ قـد تكسّرَ بوْحُها فكان الهوى ما كان من فَيْءِ واحاتي
وكنتُ الذي أبكى جِرارَ هدوئهِ فلاذت بما أجراه كــلُّ المجرّاتِ





