أنا والحقيقة / للشاعر محمد حسين البهلوان

انا والحقيقة

محمد البهلوان

	مُتأجّجٌ شوقـي وصَبِّـي بالجـوى والوجْـدُ أضنـى مقْلتـي ومقالـي كمْ عانقتْ روحي طُيـوفَ جمالِهـا ورأت عُيوني مـا يفـوقُ خيالـي فـإذا الحَقيقَـةُ والخيـالُ تَـوحَّـدا في بوْتَقِ الذكْـرى فهُـمْ أسْمالـي الحُـبُّ والشَجَـنُ المُـؤَرِّقُ بينَنَـا والذكْريـاتُ و سـكْـرَةُ الإقْـبـالِ تَسْقي عِيوني بلآحِـظٍ منهـا روى أرضَ الهـوى و النَفْـسَ بالآجـالِ لمَّـا تّدانـتْ جُـنَّ قلبـي لقُرْبهـا وغَـدا الوجُـودُ مُوَحَّـدُ الأوْصـالِ فإذا أفَقْتُ إلـي وجُـودي مَسَّنـي منهـا الحَنيـنُ بلـوْعَـةٍ لــدَلالِِ وإذا سَمَوْتُ إلـى سَمائـي سامهـا منِّـي البَهـا بالنـورِ والإجْــلالِ بين الحَقيقَـةِ والخَيـالِ تَواجُـدي بيـن الأَنـا ومَراتِـبِِ الأحْــوالِ في لُجِّ بَحْرِ العِشْـقِ ذَابَ وجودُنـا في سِـدْرتِ الْلُقْيَـا رأيْـتُ كَمالـي فـي قُبْلَـةٍ الدَهْـرُ فيهـا لَمْـحَـةٌ والكَوْنُ صِفْـرٌ والوجُـودُ ظِلالـي مـا مِـنْ زَمـانٍ أوْ مكـانٍ حدَّنـا أوْ ناظِـريـنَ فكلِّـهـم أجْـفـالِ منْهـا نَهِلْـتُ فمـا لِظَمَـئ آخِـرٌ حتَّـى سكِـرْتُ بكَوْثَـرٍ وزُلالــي كَشَفتْ عَنِ السِرِّ المَصونِ فَضَمَّهـا قَلْبـي إلَـيَّ برَجْـفَـةٍ وسُـؤالـي هلْ ذَاقَ غَيْري سرُّ ذاتِكِ يا تُـرى أمْ أنَّهُ الهَذّيـانُ بالفَـرضُ المُحـالِ قالت هُمُوا كُثْـرٌ ولكِـن صَبْوَتـي تَرْنـو إلَيْـكَ بسَرْمَـدِ الأجـيـالِ أنا ما عَشِقْتُ سِـواكَ فـي أزَلـي وهَلْ ذَاقَ الهَوى إلاَّ كَ والْشُمَّ العَوالِ مِنْ قَبْلِ قبل القَبْلِ كُنْـتُ عَشِقْتُـكَ فَكَنَـزْتَ مِـنْ دُرِّي كُـلَّ الغَوالِـي وحَجِبْتُها فلِغيْـرِ ذَاتِـكَ لـمْ أبُـحْ أبَـداً بوَلَهـي واشْْتِياقـي وحالـي وظَلَلْتُ فيْ الْتسْهِيدِ أرْقُـبُ وصْلَنـا والدَهْـرُ يمْضـي مُثْقَـلُ الأثْقـالِ أَوَ بَعْدَ عِشْقِ الْعِشْقِ يسْألُ يا تُـرى أمْ أنْتَ تهْذِي من جَميـلِ وِصالـي فَضَمَمْتُها بالحُـبِّ أرْتَشِـفُ المُنـى أنْـتِ وُجُـودي وَمَنْبَتـي ومَآلـي أنت الْشُموسُ وما حَـوتْ أفْلاكُهـا أنـت الخَلِيقـةُ بحْرُهـا وجِبـالـي أنت الحَيـاةُ برَوْضِهـا وجَحِيمهـا أنت الحَقيقَـةُ أنـت كُلِّـي ومالـي

بقلم / محمد المصطفى حسين البهلوان

لله درُ قائها !!!

أشكرك أستاذي على نقلك لهذه القصيدة الرائعة ...
ربما أجد بعذ الوقت لأضع في منتدى الشعر الفصيح قصيدة طويلة لشاعر يمني ضمن جميع سور القرآن في قصيدة عدد أبياتها 67 بيتاً على ما أظن ...

ختاماً دمت بخير

خالص التحايا والتقدير لكما [/font][/size][/align]

لله درك استاذ مصطفى

نقل مميز ولو أن لي بعض الملحوظات ربما كان للإملاء دور في وجودها

دمت لنا

الاحبة تحية لكم جميعا

الاخ الشاعر صاحب القصيدة ههنا بيننا وقد وجدتها ضمن نص لاحدى ردوده ولم ادر لمَ لم يقم بنشرها بنفسه , لعله يعاني من مشكلة فنية ما, وارجو منه الحضور لمتابعة رأي الاخوة في نصه فكما يبدو ان اخي سلطان يرى بعض الملاحظات الاملائية ويريد تنقية القصيدة من الشوائب

لكم التحية جميعا

الأخ العزيز / مصطفى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لكم أسعدني ما قمت به من نقل القصيدة , لساحة الحوار والنقد , وأسأل الله أن يثيبكم جزيل الخير على ذلك .
يشرِّفني أن أسعد بنقدكم وتصحيحاتكم , لما وقع مني من أخطاء في أنا والحقيقة .
أشكركم جزيل الشكر , وكل الأخوة الَّذين ساهموا في هذا الحوار .
وإلى اللقاء
محمد البهلوان

تقدم هذه القصيدة شاعراً ذا موهبة أصيلة وقوية تجعله في رتب الفحول تعبيراً. أعجبتني بحق وأشكر قائلها وناقلها.

أما وقد أصبح قائلها الشاعر محمد البهلوان بيننا ويرحب بمبدأ التناصح فسأقوم بالإشارة إلى بعض ملحوظات مستأذناً:

لمَّا تّدانـتْ جُـنَّ قلبـي لقُرْبهـا
وغَدا الوجُـودُ مُوَحَّـدُ الأوْصـالِ
هذه الياء زائدة تكسر الوزن وما من مسوغ لغوي أو عروضي لخطفها كي يستقيم الوزن.
أما في العجز فالنصب هو من حق "موحد" خبراً لـ"غدا"

في لُجِّ بَحْرِ العِشْقِ ذَابَ وجودُنـا
في سِدْرتِ الْلُقْيَـا رأيْـتُ كَمالـي
بل "سدرة" بالتاء المربوطة.

ما مِـنْ زَمـانٍ أوْ مكـانٍ حدَّنـا
أوْ ناظِـريـنَ فكلِّـهـم أجْـفـالِ
حقها الرفع هنا لا الجر.

منْها نَهِلْـتُ فمـا لِظَمَـئ آخِـرٌ
حتَّـى سكِـرْتُ بكَوْثَـرٍ وزُلالـي
أما الأولى فخطأ في رسمها وتسبب خللاً في وزن البيت. وأما الثانية فما أجد ضرورة لياء النسب إلا أن يلحقها أيضاً بكوثر.

كَشَفتْ عَنِ السِرِّ المَصونِ فَضَمَّها
قَلْبـي إلَـيَّ برَجْفَـةٍ وسُـؤالـي
ذات الأمر السابق فإما حذف الياء من سؤالي أو إلحاقها أيضاً برجفة.

هلْ ذَاقَ غَيْري سرُّ ذاتِكِ يا تُـرى
أمْ أنَّهُ الهَذّيانُ بالفَـرضُ المُحـالِ
كسر في الوزن. المفترض أن تكون الحروف باللون الأحمر هي التفعيلة الثالثة في البيت (إما متفاعلن أو مستفعلن) وكما يبدو جلياً هي ليست كذلك.

أنا ما عَشِقْتُ سِواكَ في أزَلي وهَلْ
ذَاقَ الهَوى إلاَّ كَ والْشُمَّ العَـوالِ
كسر في الوزن مجدداً ، ويشبه سابقه.
وأجد ضرورة إلحاق الياء بالعوالي فتكون "بالشم العوالي"

مِنْ قَبْلِ قبل القَبْلِ كُنْـتُ عَشِقْتُـكَ
فَكَنَزْتَ مِـنْ دُرِّي كُـلَّ الغَوالِـي
لا يجوز إشباع الحركة في العروض دون تصريع.
ثم هناك كسر واضح في الوزن في العجز في آخر تفعيلتين.

وحَجِبْتُها فلِغيْرِ ذَاتِـكَ لـمْ أبُـحْ
أبَداً بوَلَهـي واشْْتِياقـي وحالـي
اللفظة هنا تكسر الوزن لتحرك اللام فيها ، ثم هناك كسر آخر في آخر تفعيلة.

فَضَمَمْتُها بالحُبِّ أرْتَشِـفُ المُنـى
أنْتِ وُجُـودي وَمَنْبَتـي ومَآلـي
كسر في الوزن في تفعيلتين ، يخرجك منها أن تقول: أنْتِ الوُجُـود وَمَنْبَتـي ومَآلـي

أنت الحَياةُ برَوْضِهـا وجَحِيمهـا
أنت الحَقيقَةُ أنـت كُلِّـي ومالـي
كسر في الوزن في التفعيلة الأخيرة.



تحياتي

	الأخ العزيز د/ سمير العامري السلام عليكم زرحمة الله وبركاته من بؤرة الوجدان , ومن لبِّ اللباب , جزيل الشكر لكم لهذا الجهد المبذول في قصيدةٍ , نظمها شاعرٌ يقول الشعر بالسليقة , فقد شاء لي الله أن أكون مهندساً زراعيَّاً , ليس لي من اللغة إلا ما درسته في القسم العلمي , ومع هذا أقول الشعر بالسليقة , إفرازٌ فطري , وأسعد جداً عندما اكتشفُ أخطائي اللغوية , والعروضية , وحيث أنَّ (أنا والحقيقة) هي أولى قصائدي منذ ما يذيد عن ربع قرن , ففيها وفي غيرها من الأخطاء النحوية , والإملائية , والعروضية الشئ الكثير . وحيث أنَّ الملقى على عاتقي في هذه الأيام الشيء الكثير , فأنا لا أجدُ الوقت الكافي ولا الكفاءة اللغوية لتصحيح هذه الأخطاء , ذلك لأنَّ هناك أشعارٌ على مدى يذيد عن ربع قرن كتبت بهذه الطريقة , وأهم ما يهمُّني أن يصل محتواها الفكري للآخرين . ولكن يسعدني أن تُعَلِّمُني وتُعْلِمُني أخطائي حتى أُصَحْحِحُها , فيبْرأُ القصيد من الأخطاء وهذه تصحيحاتُ ما أشرت إليهِ , وقد يكونُ بها بعضُ الأخطاءِ التي سهوتُ عنْها , وأنتظرُ تصحيحاتك , في هذا القصيدِ وغيره . لمَّا تّدانـتْ قد جُنِنْتُ بقُرْبهـا -0-0--0-0-0--0---0--0 وغَدا الوجُـودُ مُوَحَّـدَ الأوْصـالِ ---0--0---0--0-0-0-0 في لُجِّ بَحْرِ العِشْقِ ذَابَ وجودُنـا في سِدْرةِ الْلُقْيَـا رأيْـتُ كَمالـي ما مِـنْ زَمـانٍ أوْ مكـانٍ حدَّنـا أوْ ناظِـريـنَ فكلِّـهـم أجْـفـالِ لزوم مالا يلزم أو تجدُ لها حلاً منْها نَهِلْـتُ فمـا لشوقي آخِـرٌ -0-0--0---0--0-0-0--0 حتَّـى سكِـرْتُ بكَوْثَـرٍ وزُلالِ -0-0--0---0--0---0-0 كَشَفتْ عَنِ السِرِّ المَصونِ فَضَمَّها قَلْبـي إلَـيَّ برَجْفَـةٍ وسُـؤالِ هلْ ذَاقَ غَيْري سرُّ ذاتِكِ يا تُـرى هل ذاق غيري ذُرْوَةَ الأحوال -0-0--0-0-0--0-0-0-0 أنا ما عَشِقْتُ سِواكَ في أزَلي وهَلْ ذَاقُوا الهَوى صفْواً بكأس جلالي -0-0--0-0-0--0---0-0 مِنْ قَبْلِ قبل القَبْلِ كُنْـتُ عَشِقْتُـكَ -0-0--0-0-0--0---0-- أو تجدُ لها حلاً فكنزْت دُرَّي للحبيب الغالي ---0--0-0-0--0-0-0-0 وحَجِبْتُها فلِغيْرِ ذَاتِـكَ لـمْ أبُـحْ ---0--0---0--0---0--0 أبَداً بحبِّي واشْْتِياقِ الحالـي ---0--0-0-0--0-0-0-0 فَضَمَمْتُها بالحُبِّ أرْتَشِـفُ المُنـى أنْتِ الوجودُ وَمَنْبَتـي ومَآلـي أنت الحَياةُ برَوْضِهـا وجَحِيمهـا أنت الحَقيقَةُ أنـت كُلُّ أمالـي -0-0--0---0--0---0-0 جزيل الشكر محمد البهلوان *********************************

	أنا والحقــــــــــــــــــــــيقة مُتأجّجٌ شوقي وصَبِّـي بالجـوى والوجْدُ أضنـى مقْلتـي ومقالـي كمْ عانقتْ روحي طُيوفَ جمالِهـا ورأت عُيوني ما يفـوقُ خيالـي فـإذا الحَقيقَـةُ والخيـالُ تَوحَّـدا في بوْتَقِ الذكْرى فهُـمْ أسْمالـي الحُبُّ والشَجَـنُ المُـؤَرِّقُ بينَنَـا والذكْريـاتُ و سكْـرَةُ الإقْـبـالِ تَسْقي عِيوني بلآحِظٍ منهـا روى أرضَ الهوى و النَفْـسَ بالآجـالِ لمَّا تّدانـتْ قد جُنِنْتُ بقُرْبهـا وغَدا الوجُـودُ مُوَحَّـدَ الأوْصـالِ فإذا أفَقْتُ إلـي وجُـودي مَسَّنـي منهـا الحَنيـنُ بلوْعَـةٍ لــدَلالِِ وإذا سَمَوْتُ إلى سَمائـي سامهـا منِّـي البَهـا بالنـورِ والإجْـلالِ بين الحَقيقَةِ والخَيـالِ تَواجُـدي بيـن الأَنـا ومَراتِـبِِ الأحْـوالِ في لُجِّ بَحْرِ العِشْقِ ذَابَ وجودُنـا في سِدْرةِ الْلُقْيَـا رأيْـتُ كَمالـي فـي قُبْلَـةٍ الدَهْـرُ فيهـا لَمْحَـةٌ والكَوْنُ صِفْرٌ والوجُـودُ ظِلالـي ما مِـنْ زَمـانٍ أوْ مكـانٍ حدَّنـا والروحُ ذابتْ في بهاءِ جلالِ منْها نَهِلْـتُ فمـا لشوقي آخِـرٌ حتَّـى سكِـرْتُ بكَوْثَـرٍ وزُلالِ كَشَفتْ عَنِ السِرِّ المَصونِ فَضَمَّها قَلْبـي إلَـيَّ برَجْفَـةٍ وسُـؤالِ هلْ ذَاقَ غَيْري سرُّ ذاتِكِ يا تُـرى هل ذاق غيري ذُرْوَةَ الأحوال قالت هُمُوا كُثْرٌ ولكِـن صَبْوَتـي تَرْنـو إلَيْـكَ بسَرْمَـدِ الأجيـالِ أنا ما عَشِقْتُ سِواكَ في أزَلي وهَلْ ذَاقُوا الهَوى صفْواً بكأس جلالي مِنْ قَبْلِ قبل القَبْلِ كُنْـتُ عَشِقْتُـكَ فَكَنَزْتَ دُرًّ من نفيسِ الغالي وحَجِبْتُها فلِغيْرِ ذَاتِـكَ لـمْ أبُـحْ أبَداً بحبِّي واشْْتِياقِ الحالـي وظَلَلْتُ فيْ الْتسْهِيدِ أرْقُبُ وصْلَنـا والدَهْرُ يمْضـي مُثْقَـلُ الأثْقـالِ أَوَ بَعْدَ عِشْقِ الْعِشْقِ يسْألُ يا تُرى أمْ أنْتَ تهْذِي من جَميلِ وِصالـي فَضَمَمْتُها بالحُبِّ أرْتَشِـفُ المُنـى أنْتِ الوجودُ وَمَنْبَتـي ومَآلـي أنت الْشُموسُ وما حَوتْ أفْلاكُهـا أنـت الخَلِيقـةُ بحْرُهـا وجِبالـي أنت الحَياةُ برَوْضِهـا وجَحِيمهـا أنت الحَقيقَةُ أنـت كُلُّ أمالـي محمد البهـــــــــــــــلوان

	الأخ العزيز الدكتور / سمير العمري الأخ العزيز / مصطفى بطحيش الأخ العزيز / سلطان آل سهبان الأخ العزيز / عبداللطيف محمد الشبامي هلاَّ عَرِجْنا لما بها من فِكْرَةٍ بيْنَ الأنا وحَقِيقَةٍ غَرَّاءِ هلاَّ شَرَحْتُمْ قَصدها وقَصيدها هلاَّ أبنْتُمْ صنْعَةَ الشُعَراءِ هِيَ دُرَّةٌ قدْ أُبْرِأتْ وبِعِلْمِكُمْ وبِعِلْمِكُمْ صِرْنا مِنَ البُلَغاءِ فَتَفَضَّلوا شَرْحَ القَصيدِ فإنَّنا قدْ شاقَنا عِلْمٌ مِنَ النُجَباءِ

أخي الفاضل:

جلنا إن لم يكن كلنا سواء في الأمر الذي تسوق مبرراً. جل شعراء الواحة المبدعين يكتبون بالسليقة ولا تخصص لهم في علوم اللغة. محدثك مثلاً مثلك لا علاقة له بعلوم اللغة إلا ما مر عليه في أيام الدراسة الأولى ، وبحكم تخصصي الطبي فقد كانت جل دراساتي باللغة الاتينية ، بل يزيد في الأمر أنني لا أجد الوقت ولا المصادر لقراءة كتب الأدب واللغة حيث أعيش في بلد لا تتوفر فيه الكتب ولا نملك فيه من الوقت إلا القليل. ولكن هذا ما كان مبرراً لأن نتجاوز عن قواعد اللغة وعلومها ، ولا أن نقبل بغير شعر متكامل الخصائص صحيح الوزن والعروض سامق المعاني خصب الصور هادف الأداء.

إنما موهبة الشعر قطعة من الماس الخام لا ينكر أحد معدنها رغم ما فيها من شوائب وعدم انتظام. ولكي تحوز الماسة على الإعجاب ، وتقدر بالثمن الغالي يجب أن يصقلها الصائغ بأدواته حتى ينتظم شكلها ، وتصفو من شوائبها فتلمع لمعاناً يخطف الأبصار ويغري بالتأمل. فإن كان الشعر لا يمتلك الأدوات ولا يجيد الصقل فإنما يزري بماسته ويضع من قدرها ، وإن ملك ناقد كل أدوات الصقل ولم يملك الماسة (الموهبة) فلن يجد عنده شيئاً.

نحن هنا نشهد لك بشاعرية كبيرة وموهبة فذة ، ولكن لكي نكتب شعراً مميزاً يجب علينا أن نصقله وننقحه ، وإلا فلا تعتب عن عدم التفات كبير إليه ، وعزوف عنه أو مرور عابر دون تأمل أو تفاعل.

وللحق فقد سعدت بما اجتهدت به من تعديل وتنقيح وهو أكثر فائدة وأنسب تركه لك كي يكون ممارسة وإحساسا. وبخصوص ما سميته لزوم ما لا يلزم فقد أخطأت التسمية فهو يعني عكس ما تريد. أما أن نجد لك حلاً فليس بمعجز ولكنها قصيدتك أخي الفاضل فجد لها أنت ما ترى.



تحياتي

أخي الأستاذ / سمير العمري
لا استطيع وصف كم الإمتاع الَّذي أستشعره , منك ناقدا , وأديبا , والحقيقة أني لم أنتظر منك المقولة بل سارعت بما طلبت قبل أن تطلب .
وأخالفك الرأي في أنَّ الخطء العروضي أو النحوي يفقد القصيد جاذبيَّته , ودليلنا على ذلك ما تراه من إعجاب البعض بالقصيد على ما به من عيوب , ومع أنَّني معك أنَّ الخطء العروضي والنحوي يفقد القصيد بعض رونقهِ , ولكن هناك سؤالٌ .
هل القصيد هو ذلك البناء العروضي , والإستقامة النحوية ؟؟؟؟؟؟؟؟.
ما قولكم في هذا البيت .
مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن=مفاعلتن مفاعلتن مفاعلتن

ما قولكم في وجه الإبداع الَّذي يحويه ؟
وماذا أضاف إلى وعيكم العقلي والشعوري من جديد .
لا شيء , إلا أنَّه بحرٌ لم يستطرق بعد .
وحيث أنَّ الوظيفة الأولى للشعر هي نقل المشاعر والمعارف من الملقي إلى المتلقي , بصورةٍ إيقاعية موسيقية , تنقل حسَّ الشاعر وعلمه , إلى المتلقي , ولذا فالمحتوى الشعوري , الفكري في القصيد , له الأولوية على القالب الموسيقي , وأنتَ ترى ما استحدث من ألوان القصيد , مثل شعر التفعيلة , بل وخلط التفعيلات , والقصيد النثري , وما نراه اليوم من أداءٍ ركيكٍ يدَّعي كاتبوه أنَّهم شعرا ء.
حقيقةً أود أن أُنقي القصائد كُلَّها من أي خطءٍ عروضي ونحوي , ولكن ذلك يستلزم عمراً , إذ أنَّ الكَمْ المفروض أن أعرضه في الأيام القلائل القادمة , يحتاج لعمرٍ كما سترى .
ولقد مررت بذات التجربة في النادي الثقافي بطنطا , ورغمَ المحتوى الفكري والشعوري الَّذي تزخر به أعمالنا , إلا أنَّ الجميع لم يتكلَّموا إلا عن الأخطاء , وكأنَّني أتكلم بلغةٍ لا يعلموها .
وقد أثارني هذا الموقف فكتبت لهم قصيدً أبين فيه أنَّ المحتوى الشعوري والفكري , لهم الأولوية , على القالب الإيقاعي .
وإليكم القصيد .

	السُطوُحـِـــــى والْسَطْحِيـُّـــــــونْ قـــالت أحقيقةٌ أنْتُمْ مِنَ الأفْذاذْ ؟ قالـــوا وإنَّا في العُلومِ عِزَازْ قـــالت قدْ قُلْتُ قَوْلاً مِثْلَ قَوْمٍ قَدْ مَضُـوا أوَ تَفْهَمُونَ القَوْلَ بالإرْمَازْ قالـــوا و إنَّا عَلى عِلْمٍ بكُلِّ تُراثْ. فَأرَيْتُهُمْ بَعْضَ الْحَدِيثِ لأجْتَلِي كَيْفَ الْعُقُولُ تَفَهُّماً وأسَاسْ كبْفَ النُفوسُ ورَوْنَقُ الإحْسَاسْ . فإذا هُمُوا فَوْقَ القُشُورِ قَدْ انْكَبُوا , وتَكَالَبُوا بُعْداً عّنِ الْأَلْبَـابْ . قالــوا لَجِنْتَ الْقَـــوْلَ قُلْــتُ ولُبَّــهُ ؟ قَالـوا كَسِرْتْ البَحْــرَ والأَسْبَـابْ. فَأَرَيْتَهُــمْ صَفْوً الْقَريضِ مُبَرَّأً مِْنْ لَحْـنِ قَــوْلٍ كَانَ بالأوْزَانْ مُتَسائِـــلاً مَعْنى الْلُبَابِ وَرَمْــزِهِ فإذا هُمُــــوا صُمٌّ مِنَ البُكْمان .