قالوا تغزلْ قلتُ ذاكَ محالُ
ماكلُّ شيءٍ في الفؤادِ يقالُ
شعري يهيجُ كعاشقٍ متمردٍ
وحنينهُ مثل المجونِ تخالُ
قالوا ألستَ بشاعرٍ متصعلكٍ
قلتُ التصعلك في القصيدِ حلالُ
فنٌ يصورهُ خيالٌ ساحرٌ
والشعرُ فيهِ للفنونِ مجالُ
فدعِ التصعلكَ ليسَ هذا وقتهُ
إنَّ التصعلكَ في الخطوبِ ضلالُ
وانظر لغزةَ إنها في مأتمٍ
واسكب دموعكَ إنها أطلالُ
وركامُ تلكَ الدورِ ممتدٌ بها
وأبٌ وأمٌّ تحتهُ وعيالُ
فكأنهُ في القلبِ صخرُ أميةٍ
وكأنهم تحتَ الركامِ بلالُ
هل من أبي بكرٍ يحررُ أهلها
كلا وربي إنَّ ذاكَ محالُ
يشكو بلالُ ولا أبا بكرٍ لهُ
صرخاتهُ بينَ الركامِ جلالُ
أَحَدٌ وما في القومِ من أحدٍ لها
ماعادَ فيهم للخطوبِ رجالُ
عذِّبْ أميةُ ثمَّ عذبْ أهلها
مالنصرُ الا كذبةٌ وخيالُ
هذا بلالٌ صامداً وصمودهٌ
في رفعةٍ كالنجمِ ليسَ يطالُ