الفكر والنظرية المتكاملة بين التأسيس والتطبيق
ما ينتج عن الفكر أو بدعوى الفكر في بعضه تداخل وفوضويات ونواقص مثلما فيه ضروريات ومنافع جمة كونه يصوغ المفاهيم صياغة موجزة بدلالات مفعمة بالمعارف ينبني من خلالها النظريات على شتى مشارب وأفكار منظريها المتفاوته وعليه وجب التنبيه بأن التنظير في الفكر قابل للنقد وقابل للتسقيط مثلما بعضه قابل للأخذ والاعتبار والدرس لمافيه من قيمة موضوعية وأهمية .
ومن الملاحظات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار هي يجب الفرز الدقيق بين النافع في الفكر كونه مبنى على أسس حقيقية متينة وبين ما بني على الشك والهدم والمغالطات الظنية بدلالة ما موجود من نظريات مدارس تسمى فكرية وهي في حقيقتها ليست كذلك لأن الفكر في أصله هو جوهر المعارف العقلية وليس متداخلات متناقضة وهدامة هنا وهناك بدعوى الفكر وحرية التنظير والتسويق لغرض إلغاء الخصائص بفرض الآراء وهذا مخالف للحقيقة والحقيقة تسقط هذه الأفكار وليس العكس .
أن الغرض من هذه المقدمة هو لإيجاد المناخ المقبول للغرض الذي أردناه هنا حتى نقف على أرضية موضوعية مقبولة وذلك لحصر المناحي التي تتعلق بحياة الناس ومن خلال اشتراكها موضوعيا وتطبيقيا مع حفظ الخصائص لكل منها ونطرحها جمعا ضمن النظرية المتكاملة حيث لا يمكن صياغة نظرية على غير هذه المشتركات فهناك مناحي لايمكن تأسيس لها نظرية جامعة بسبب حاكمية الخصائص .
طرح وعرض النظرية المتكاملة ..
القاعدة الفكرية لهذه النظرية : هي جمع فوائد خصائص المشتركات العملية الأساسية لإنجاح النمو والبناء .
لقد فرقنا فيما فات بين المناحي المشتركة والمناحي غير المشركة وهذه أغلبها في الجانب العلمي لخصوصية قواعده ونظرياته المبنية على الوقائع والتجريب ومحاصل النتائج عكس الفكر ونظرياته والتي تنبني على الظن والتصور والآراء ولهذا نرى الخلط والتداخل والوهم في المسائل الفكرية حصرا والفرق بين واضح وملموس وعلى هذا الأساس نطرح النظرية المتكاملة تصورا وسنحاول إيجاد المصاديق والأدلة العملية لها من الواقع المعاش حتى تكون النظرية عملية قابلة للتأسيس والتطبيق .
من المعلوم المناحي المشتركة فكريا هي خمسة وذلك لارتباطها في المحصل والناتج بنمو وتطوير البلدان والشعوب وهذا واقع ملموس ولكن وفق التخطيط الجيد والفكر السليم العملي على أرض الواقع الناهض بالدقة والموضوعية والإخلاص في التطبيق وعكسه كذلك بدلالة تفكك وفشل الخطط وتخلف وعشوائية النمو والتطوير والذي ينتج عن كل هذا الجهل والجوع والتخلف ومنه دمار البلدان والشعوب والحقائق المعاشة تتكلم .
المناحي الخمسة المشتركة فكريا هي :
أولا : المنحى السياسي ....
السياسة هذا المصطلح الفضفاض الذي فيه النجاح وفيه الفشل المدمر وأصبح يتحكم أهله باقتصاد وبناء وأمن وحياة الناس والشعوب من خلاله تمرر الخيانات والمؤامرات والفساد وبيع الأوطان وسلب حقوق ومعايش الناس وهنا لابد من بيان الجانب المشترك لهذا المنحى في هذه النظرية حتى نلغي الفضفاضية ونتعامل مع الخصوصية الحقيقية المسؤولة في هذا المنحى السياسي لغرض إنجاح النظرية وغلق الترهل والتداخل أو التفكك فيها فيكون مخصوص هذا المنحى على الجدية والوطنية والإخلاص مادام الأمر يتعلق ببناء الأوطان وحياة وحقوق الإنسان وهنا توضع اللبنة الأولى بتحديد المطلوب في هذا المنحى ولهذه النظرية .
حيث السياسة عموما ترتبط بالجانب الاقتصادي ارتباطا وثيقا في عصرنا الحاضر بعد أن أصبح الاقتصاد العالمي سياسيا بامتياز عبر تمرير المصالح السياسية ولا حرية اقتصادية متحررة من التبعات السياسية مها شكلت من منظمات ووحدات وجبهات اقتصادية وتحالفات لأن كل هذه المسميات أي كانت هي في الأصل سياسية .
ثانيا : المنحى الأقتصادي ٠٠٠
له تكملة

رد مع اقتباس