طوبى لمن أنجب من بنات أفكاره كلمة صارت جملة مفيدة ، فالكلمة حقا كانت إنجاب ، ومن أنجب عرف قيمةِ هذا المخلوق الحرفي الصامت ؛ المتحرك بالمعاني .
ويا ويل … يا ويل من تخلى عن حرفه ، بعد ولادة كانت شبه عسيرة .
سهد ليله ، وأرق منامه ، وقام مفزوعا من نومه يعاتب نفسه ، ويترجى حرفه ، ويبحث معه عن مكان آخر يلقي به مكرمة لقائه .
فيعاتب النفس تارة ، ويلقي اللوم على من تسبب في طرد حرفه تارة أخرى .
ويسعى جاهداً لعودة صغيرهِ بجملة أرقى منزلة من سابقته .
فيواسي نفسه عن حق هذا الحرف من الطرد وسط إخوانه بالجملة المفيدة .
ويواسي حرفه ويناشد معه دمعه أن يأبى ويتعالى فوق مكانه .
ويرجو معه مكانا آخر يسعد ويهنئ بالسكنَّ معه .
حقا ... حقاً إن وئد الحرف بالجملة بعد الولادة صعبٌ للغاية ، شئ يفوق احتمال الأبوة له .
فطوبى لمن رزقه الله حرفا ؛ وأسكنه نني العين وما تخلى عنه .
فطوبى ... طوبى لمن .... ولم .... يتخلى عنه .