نساء بلا قيــد ... مسرحية كانت لي ، من فصل واحد .
أخترت لكم الجزء الأخير منها ... مع خالص أمنياتي ، بأن تنال الرضا والقبول .
[move=left]هو [/move]
أذكر أنني في أول لقاء لنا ، قلت لنفسي أنكِ لي ولستِ لسواي . لذا انتقيتُ معكِ كل الكلام ، كي أغُويكِ بالحنان . فادخرتُ دقات قلبي لكي تُذكرُني معكِ بالحياة .
والأمل في خطاكِ ، والعبير من مُحياكِ ، والزهر توردهُ على شفاكِ ...
هــكذا ، كان أول الكلام .
أتذكرين هذا اللقاء ؟
[move=right]هي [/move]
ويا ليتك تذكر أيضا ، عندما تساقطت منك بعض الكلمات ، فمزقت ثيابي ، وجرحت بريق عيوني ، ونطفئ النور ، وأظلمت الدنيا أمامي ، وتجرعت وحدي ، أنين ودموع .
وبعد هذا الجرح ، وفي أول لقاء لنا … تناسيت في غفلة لعقلي ، وقبلت الصفح والغفران ، دون ملامة أو عتاب ؛ لكن تسامُحي معكَ ، أطمعكَ في المزيد ، فتكرر نفس الجُرح ، حتى أصبحت دون أن أدرى امرأة مثخنة بالجراح ، بل غارقة ببحر لُجي من الآهات .
[move=left]هو [/move]
ولكني أذكر جيدا ، أنني كنت أسارع كي أضمكِ ثانية ، كي أثبت أركان حبي ، وأروي هذا العطش … بالحنان ، فأسقيه بكلمات … كلمات تحمل من المعاني ، وترتدي من الأقنعة ما تشاء ، لتأكيد مقولتي في أنكِ امرأة قابلة للغواية والإستدارج .
فهـكذا أنا ، صريح … نعم أنا صريح وأعرف جيدا ما أريد ، وأعرف أيضاً كيف أفرق بين رغبات عقلي وقلبي ..
فهـكذا كنتِ ، أو بدوتِ لي في أول لقاء كان … فلا تلومي صراحتي معكِ ، حتى ولو كانت ترتدي ألف … ألف قناع !!!
[move=right]هي [/move]
علمت … علمت أخيراً ، بل أدركت معنى كل الكلام .
وذلك ، لأن قلبي قد توقف عن الخفقان .
فأدركت أن تسامحي معك ، قد أطمعك في المزيد .
لكن تسامحي يا سيدي كان على أمل دائم التجديد ، ينمو داخلي ، ويحيي ما تميت .
في أنك يوماً سوف تدرك … أنني لست كسواي … ممن سمعت عنهم أو صادفوا يوماً هواك .
وأنني يا سيدي ما كنت أبغي من هواكَ ، سوى أن أحظى لديكَ بالحب والاحترام ؛ فالاحترام يا سيدي ، الاحترام هو اللغة الوحيدة القادرة على التعبير ، إذا عجزنا يوماً عن إثبات هوانا ، لمن يكونوا حقاً ، حقاً قد ملكوا منا القلب والروح ، وأيضا … ملكوا الدمع بالعيون .
ولأنني أعرف جيدا من أكون ، وأعرف أين تقف قدماي لحظة دقات القلوب .
ولأنني لا أملك لكَ من نفسي ، حتى قلبي الذي هواك ، لكني لم أكن أملك لك سواه .
وبريق عيوني كان لك وحدك لحظة لقياك ، وتورد وجنتاي ، كان لطيف طيفُكَ في الخيال .
ولأنني لا أريد أن أخسرك ، وأخسر معك أجمل دقة قلب إستشعرتها بعد زمن قد عته وانتهى ، لذا كنت أنشُد في هواك ، مخاطبة القلب والروح على الدوام .
وأتعشم أو هكذا كان ظني ، أن كل منا له نفس الاتجاه ، وأُبعد عن ظني بل يقيني الذي كان ، بعُد المسافات والأهواء .
وأخيراً … أخيرا تغلب العقل والفكر على جموح القلب وهواه ، وأستطيع أن أقولها الآن … صريحة قوية ، أطمئن … فلم أعد أرغب في هواك ، ولم أعد أحتمل حتى سماع تلك الكلمات ، التي كانت تحمل من المعاني ، واحتملتها وأنا أسيرة لهواك .
ولأنني تعلمت على يديك معنى كل الكلام … فشكرا ، شكرا على ما أهديتني يوماً إياه …
على نبض قلب ظننته قد مات ، وشكراً … شكراً على ما قد مر بي من لحظات سعيدة ، كانت هي كل الحياة . ذلك لأنك عشتها بخيالي كفارس يهبُ الحياة لأميرة عاشت في كهف سنين عجاف ، وللأسف استيقظت أخيراً على دقات الحقيقة ، والبعد عن عالم الخيال حتى ولو في الأحلام .
وأسفاً وفيراً لأن كلامي اليوم يحمل إليك كل معاني الوداع ، ولم ولن يكون لنا صبح أو مساء حتى في الذكرى أو الخيال .