أحدث المشاركات
صفحة 2 من 9 الأولىالأولى 123456789 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 85

الموضوع: الإعتراف (قصة في حلقات)

  1. #11
    قلم نشيط
    تاريخ التسجيل : Nov 2005
    الدولة : هنا .. تماماً !!
    المشاركات : 603
    المواضيع : 45
    الردود : 603
    المعدل اليومي : 0.09

    افتراضي

    أنا ُهنا أُتابعكِ ,و إن كُنت أتوقع شيئاً ما , سأخبركِ به في النهاية نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    لكِ مني كل التحية


    أحمد فؤاد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #12
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.41

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء حرمة الله
    سلام اللـه عليك ورحمته وبركاته

    تحية مكتوبة برحيق الورد

    الغالية زاهية،

    قصة مكتوبة بماء التشويق، عشتُ معها حرفا حرفا ،وعشتُ مع البطلة كل لحظات الترقب والخوف.. أتطلع لمعرفة الأحداث المتبقية بكل شغف، وستكون لي وقفة بإذن اللـه بعد تتمة الحلقات..
    دمتِ لنا..
    تقبّلي خالص تحاياي وتقديري ومحبتي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    وألف باقة من الورد والمطر

    أشتقتكِ أختي الحبيبة
    أسماء
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    كوني بالجوار
    أختك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بنت البحر
    حسبي اللهُ ونعم الوكيل

  3. #13
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.41

    افتراضي


    لم يعد للحياة طعم بعد أن أصبحت أرملة مكلومة بفقد زوج عوَّضني مافاتني من سعادة في عمري المنصرم,لم يكن سامي زوجاً عادياً بل كان رجلاً استثنائيا قلَّما جاد الزَّمانُ بمِثلِه 0
    سامي فقيدي الغالي ,سأظلُّ أبكي عليه العمر كلَّه ستبقى كلماته ترنُّ في مسمعي ليلاًّ ونهاراً, سأظلُّ أرى ابتسامته الحنونة بنور الشَّمس وضياء القمر, سأظلُّ أسمع عذب كلامه بهمس الرَّبيع للطُّيور , ستظلُّ عيناه تغمرني بالصَّفاءِ , سأظلُّ أرقب طيفه مع مولدكلِّ فجر وحلولِ كلِّ مساء, سأظلُ اسمعه يناديني باسمي,ويبتسم الكون عندما تهتف شفتاه (سناء)
    كنت أبكي بصمت ,لم أخبر أحداً بمقتل سامي بل دفنت السِّرَ في صدري وكثيراً ماكانت عبارة عزَّام ( سأقتلك وآخذ أموالك وزوجتك ,كفاك عمراً,أنت عجوز مت ,مت ) تتردَّد في سمعي بين الحين والآخر0
    عندما علم وَلَدَا سامي بوفاته اتَّصلا بي هاتفياً وقدَّما لي أحرَّ التَّعازي بوالدهما واعتذرا عن عدم قدومهما للمشاركة بالعزاء بحُجَّة ضغوط العمل والأوضاع العامة في المهجر,وأخبراني بأنّ َوالدَهما قد خصَّني في وصيته بكلِّ أموالِه في وطنه الأم وسألاني إن كنت أريد منهما أيَّة خدمة فيقدِّمانها لي بكلِّ سرور0
    شكرتهما وتمنَّيت لهما حياة سعيدة وأخبرتهما أنَّ والدهما مات وهو راضٍ عنهما فشكراني على تلك السَّعادة التي قدَّمتها له ومنذ ذلك اليوم لم يتَّصِلا بي ثانيةً0
    في حديث مع والدتي ذات مساء ونحن نتناول عشاءنا بعد أن ذهب والدي للنَّوم كعادته عندما كان يحين موعد الطَّعام فقد تعوَّد منذ سنين المبيت دون عشاء عملاً بتعليمات الطَّبيب بعد تعرُّضِه لأزمة قلبية كادت تودي بحياته فالتزم الحمية0
    قالت لي : إنَّ وجود رجل أجنبيِّ في المنزل مدعاة للشُّبهة خاصَّة بعد موت سامي وإنَّه من الأفضل الإستعاضة عنه بامرأة ردعاًلما قد ينجم من تلقاء تواجده الدّاَئم في البيت من مشاكل داخلية وأيضا لكفِّ ألسنة النَّاس عن الكلام بشيء قد يسيء لسمعتي, عدا عن حرمة وجوده من النَّاحية الدينية ,فأفهمتها بأن زوجته هي فقط من يدخل البيت, وهو يقوم بالإشراف على الحديقة وشؤون التَّموين,فسَكَتـَتْ على مضض ,ولكنَّها ظلَّتْ مصِّرة على عودتي للعيش في بيت والدي بعد تمام شهور العدة, وكان قد تبقى لي منها عشرة أيَّام0
    خلال تلك الشُّهور الصَّعبة على المرأة كنت أدخل إلى مكتب سامي ,أشم فيها رائحة عطره المُمَيَّزِ التي مازالت عالقة في الأماكن التي كانت يده تلمسها فقد تعوَّد أن يرطِّب يديه بالعطر بين وقت وآخر وهو يعمل في المكتب فبقيت نسائم الطِّيب هفهافة في أجواء المكان تؤنسني , ولكن بكثير من الحرقة والحرمان0
    قبل انتهاء أيَّام العدة الأخيرة, كنت قدراجعت حسابات سامي مع المهندسين والعمال وكان أخي سعيد يقوم بالإتصال بهم لمعرفة أخبار العمل, ولم تعد لعزَّام تلك الإهمية التي كانت له في حياة سامي , فبدأت زوجته تشكو من تغيُّر ملحوظ في تعامله معها وإنَّه أصبح عصبياَّ وسريع الغضب حتَّى أنَّه قد هددها بالطَّلاق لسبب تافه , فكنت أدعوها للصَّبر, وأغدق عليها العطايا كي امتصَّ غضبها ,فأنا مازلت بحاجة لوجودهما بقربي0
    في يوم الجمعة الأخيرة من أيَّام العدة ذهبت هنيَّة وزوجها إلى القرية لرؤية الأهل فانتهزت فرصة غيابهما عن البيت واستغراق أمي في النَّوم بعد الظُّهر وكانت أختي سماح في المدينة , فخرجتُ إلى الحديقة أتلمَّسُ خطواتِ سامي التي محتها الأمطار ونبتت مكانها الأعشاب الرَّبيعية فضاعتْ معالمها بانقضاء فصل الشِّتاء ,وتوالي الليل والنَّهار

    يتبع
    بقلم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بنت البحر

  4. #14
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.41

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد فؤاد
    أنا ُهنا أُتابعكِ ,و إن كُنت أتوقع شيئاً ما , سأخبركِ به في النهاية نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي



    لكِ مني كل التحية


    أحمد فؤاد

    أهلاً بك أخي الفاضل
    أخي الفاضل
    أحمد فؤاد
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    القصة مازالت في البداية
    هلا أخبرتني بهذا الشيء قبل ذلك
    أختك
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بنت البحر

  5. #15
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.41

    افتراضي


    0
    الحلقة السابعة 7
    قادني شغفي بسامي إلى الجهة الغربية للحديقة حيث المسبح ينتظر القادم بصبرلاهث الأنفاس, تذكرت ماكان بيني وبين سامي عندما نزل بي إلى المسبح المفرغ من الماء فعدت إلى غرفتي وبحثت عن المفتاحين الصَّغيرين في مجموعة المفاتيح المهملة بعد موت صاحبها, فعدت بهما إلى المسبح ودقَّات قلبي تزداد سرعة وقوة0
    كان السُّلم الحديدي مرفوعاًمن المسبح , فضغت بإصبعي على القاطع الكهربائي فتحرَّك السلُّم باتجاه أرض المسبح ,لم أتردد في النزول لحظة بل قمت بذلك بسرعة أذهلتني, ولم أدر من أين حلَّت بي تلك القوة الغريبة , وقد عرفت ببطء الحركة
    وأنا أسير نحو الباب السِّري في الحائط كدت أسقط فوق الأرض أكثر من مرَّة بسبب اللزوجة التي أصابتها من جراء اهمال المسبح بطريقة محزنة بعد رحيل سامي الذي كان يوليه اهتماما زائدا في كُلِِّ الفصول0
    وصلت إلى المكان الذي يوجدفيه قفل الباب, ولما بدأت بتحريك يدي بالمفتاح شعرت بقشعريرة تسري في بدني, و خيال سامي يداهمني على حين غرة, وهو يقوم بنفس الحركات التي أقوم بها الأن ,للحظات فكرتُ بالهرب والعودة إلى البيت ولكن اضطراري للقيام بهذه المهمة في غياب عزَّام أجبرني على الصُّمود في وجه الخوف ,ولما فتح الباب في الحائط , سرى في نفسي حزنٌ شديد ,فانهالت دموعي ساخنة فوق خدَّيَّ وأنا أمشي باتجاه الباب الثَّاني ومخاوفي تزداد افتراساً بأعصابي التي بدأت تنهار, وأنا أقترب من الخزنة الحديدية ورائحة الرُّطوبة تفوح في المكان0
    فتحت الخزنة , ورحت أتفقَّد محتوياتها الثَّمينة جداً, والتي لاأستطيع تقدير ها برقم معين, وفجأة سمعت صوت قطَّة تموء في الخارج ,فأصابتني رجفة ,ولم أدر كيف أغلقتُ الخزنة دون أن أحضر منها سوى علبة مخملية حمراء لم أكن قد أطَّلعتُ على محتوياتها بعد , وأسرعت بالخروج من الغرفة قبل أن أصاب بسكتة قلبية0
    ولما رجعتُ الى البيت , وجدت أمي تبحث عني في الطابق الأرضي , فأخبرتها بأنني كنت أتمشى في الحديقة مستغلة غياب عزَّام ,لأنني كنت أحس بشيء من الضيق 0
    دخلت غرفتي لتغيير ملابسي التي علق بها الكثير من التُّراب, وكنت لاأزال ممسكة بالعلبة , فوضعتها فوق الطَّاولة قرب سريري, ثمَّ دخلتُ الحمام في غرفتي, وغسلتُ وجهي ويديَّ وقدميَّ وغيرتُ ملابسي, وعدتُ اليها لرؤية مابداخلها0
    فتحتُ العلبة ..فوجئت بل دهشتُ ,وبكيت , وأنا أتلمَّس ماكان يخبِّئه لي سامي ليقدِّمه لي هدية عيد زواجنا الخامس الذي مات قبل أن يتمُّه معي 0
    رأيت اسم سناء مكتوبا بالخط الكبير بالذَّهب, ومرَصَّعاً بالماس 0رحمك الله ياسامي كم كنت محباً, لقد قتلك الوغد غدرا ,فحرمنا فرحتنا وسعادتنا لأجل حفنة من الدولارات لو أنَّه طلبها منك لأعطيتـَه أكثر منها , ولكن الإنسان يظلُّ جحوداً,خائناً وجباناً 0
    أخيراً انتهتْ أيَّام العدة , وصار باستطاعتي أن أتحرك براحة أكثر, فرحتُ أخطِّط لما نويتُ القيام به بعد مقتل سامي 0
    أخبرت الجميع بأنني سأنتقل إلى المدينة للعيش هناك, وسأضطر لإغلاق المنزل ريثما أجد من يشتريه0
    صُدمتْ هنيَّة عندما سمعتْ بالقرار, أمَّا( عزَّام )فقد أصابه الذُّهول, وبعد اسبوعين كان كلُّ شيء قد تمَّ على أكمل وجه , وأطفئتْ جميع الأنوار في المنزل والحديقة ,وبقيت انتظر على أحرِّ من الجمر متابعة خطَّتي 0
    لم يستطع عزَّام أن يسرق من مال زوجي شيئا , فقد كان المال الذي يستخدمه في الحياة اليومية مخبَّأ في خزانة غرفتي , بغضِّ النَّظر عن الأموال التي في المسبح0
    بعد عشرة أيَّام من عودتي إلى بيت أبي ,أخبرتني أمي أن (عزَّام) ينتظرني لأمر هام في غرفة الإستقبال , فذهبتُ إليه ورحَّبتُ به ,وسألته عن هنيَّة ورشاد فأخبرني بأنه سيطلِّقها , وهي تقيم الآن في منزل أهلها , فسألته عن السَّبب, تلكأ بالجواب , وفهمت من نظراته لي ماتخبِّئه سريرته من حبٍّ, فابتسم داخلي ابتسامة انتصار ربما فهم منها ماشجَّعه على الإتصال بي هاتفياً بعد ثلاثة أيَّام , وأخبرني بأنَّه يريد مقابلتي , فأجَّلت له تلك المقابلة أسبوعاً 0
    بعد أسبوع رنَّ جرس الهاتف في بيتنا, وكنتُ هذه المرَّة بانتظار المتكلم , فسمعتُ صوت عزَّام يهمس عبرالهاتف بصوت رقيق مرتجف : لقد مضى الاسبوع فمتى نلتقي؟

    يتبع
    بقلم
    بنت البحر


    شكراٍ لسحر الليالي على الزهور

  6. #16
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.41

    افتراضي


    الحلقة الثامنة 8

    عزَّام رجل في الأربعين من العمر ,طويل القامة أسمر اللون أسود العينين ربما كانت هنيَّة معذورة يوم علقت بحبِّه,إنَّه رجل تتمنى أية امرأة أن يكون زوجاً لها0
    سألته :لماذا تريد أن تراني ؟
    أجابني :أنت تعرفين لقد لاحظت ذلك في عينيك عندما كنا نعيش معا في البيت الكبير0
    ياله من كاذب ,لم يحدث أبداً أن نظرت إليه كما يدَّعي ولكن شيطانه صورله ذلك ,كان يجب عليَّ ألا أسمح له بدخول بيتنا مهما كانت الأسباب ولكن مانفع النَّدم وقد سبق السَّيف العزل0
    قلت له : حسنا ولكن بشرط ألا يعلم أحد بأننا سنلتقي ريثما نتَّفق على الخطوات التَّالية للقاء 0
    كاد قلبه يخرج من سماعة الهاتف وهو يقول : سأخفي الخبر عن أنفاسي ولكن أين سنلتقي ومتى؟
    أجبته: في البيت الكبير غدا في التَّاسعة صباحاً0
    لم يغمض لي جفن في تلك الليلة , وأنا أفكر بكلِّ مامرَّ بي من أحداث منذ أن تزوَّجت سامي حتَّى تلك اللحظة التي أنا فيها الآن وسألت نفسي : ترى هل آن الاوان لقلبي أن يرتاح من أحزانه الجسام؟
    خرجت من المنزل في الثّاَمنة والنِّصف صباحا بعد أن أخبرت أمي بأنني ذاهبة إلى السُّوق لشراء حذاء جديد 0
    استقليت سيَّارة أجرة أوصلتني إلى قرب بيتي في الضَّاحية , فوجدت (عزَّام) ينتظرني بجانب البوَّابة التي تودي إلى حديقة المزرعة ,كان الطَّريق خالياً من البشر ففتحت البوَّابة الكبيرة , ودخلت منها برفقة عزَّام إلى الحديقة ,كان عزَّام يرقص فرحاً ..سعادة وحبورا, وأنا أسير بالقرب منه باتجاه المسبح , وهو يفضي إليَّ بمكنونات قلبه العاشق , مصغية إليه باهتمام , حتى وصلنا إلى المكان الذي وقفتُ فيه ذات يوم مع سامي قرب سلُّم المسبح , نظرت في عينيِّ عزَّام وهي المرة الأولى التي أتقصَّد فيها النَّظر إليه, فقرأت فيها غير ماكانت تبوح به لعينيَّ ..ابتسمت له قائلة :كم هو جميل هذا المسبح وأنا أشير بيدي إلى الجهة المقابلة لنا في الجانب الآخرألقيت بخاتمي في المسبح فراح يتدحرج فوق أرضه حتَّى استقر قرب باب الغرفة السِّرية فقلت لعزَّام:دعني أخرج الخاتم من المسبح إنه غالي الثَّمن0
    فقال لي : لاعليك ياسيِّدتي , ومليكتي سأخرجه بنفسي 0
    لم يترك لي فرصة للكلام بل سرعان ما ضغط عل القاطع الكهربائي فنزل السُّلم إلى داخل المسبح ولحق به عزام واتجه نحو الخاتم بينما كان أصبعي يضغط فوق القاطع الكهربائي ويرتفع السُّلم من المسبح وعندما التفت عزََّام إلي وفي يده الخاتم لم يلفت انتباهه صعود السُّلم بل دفع بالخاتم نحوي فسقط فوق تراب الحديقة فالتقطه وأنا أضحك بسعادة لم تزرني منذ مقتل سامي فقلت لعزَّام :شكراً لك أيها السَّيِّد لقد أعدتَ لي حقي 0
    فضحك بسعادة من لايدري مايخبِّئّ له القدر وقال: وسأقدِّم لك منه المزيد في المستقبل, أعدك بسعادة حقيقية ياحبيبتي0

    يتبع
    بقلم
    بنت البحر

  7. #17
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.41

    افتراضي


    الحلقة التاسعة 9

    فقلتُ له: يكفيني ماقدَّمته لي الآن0لم يعد أمامك متّسع من الوقت لتقديم أي شيء لأحد ,لأنَّك ستموتُ عمَّا قريب

    سألني قبل أن ينظر إلى السُّلُّم :ماذا تقصدين بهذا الكلام ؟
    قلت له ؟ بشــِّرِ القاتلَ بالقتلِ ولو بعدَ حين0والآن جاء دورك لتلقى مصيرك
    فسألني متغابياً: أي قاتل هذا الذي تتكلمين عنه وأي مصير؟
    أجبته ببرود: أنت القاتل ومصير القاتل القتل
    فقال باسماً: لابد أنَّك تمزحين وإن كان مزاحاً ثقيلاً فإنَّه منك جميل
    فقلت له: ومنذ متى كان بيني وبينك مزاحٌ أيُّها الوغد
    فقال مذهولاً كمن تلقى صفعة بكف قوية: الوغد؟!!
    فقلت له: الوغد قليلة عليك بل أنت تافه وجحود
    فقال:أنا؟!!!
    فقلت له: ومن غيرك أيها المجرم , لقد قتلت زوجي بمسمع مني, ولم يكن بمقدوري آنذاك أن أفعل شيئا,كنت وحيدة أيها السافل0
    فقال : لم أفعل شيئاً إنني بريء, صدقيني أنا بريء.
    فقلت: أجل أنت بريء وأنا أصدقك ولكن َّبراءتك من الإنسانية والرحمة والمروءة.,أنت بريء من الوفاء والإخلاص0 لقد قتلتني بقتل سامي,وحان الآن وقت الإنتقام0
    نظر حوله في المسبح واتَّجه نحو مكان السُّلُّم يريد الصُّعود , ربما لقتلي ولكنَّه سرعان ما صرخ هائجاً: أنزلي السُّلُم أريد الخروج من المسبح0
    فقلت له :هذا المسبح الواسع هو قبرك أيُّها المجرم .ستموت فيه وحيداُ ,جائعاُ ..خائفاً0 أصرخ بأعلى صوتك ليلاً ونهاراً فلن يسمعك أحد 0
    فقال مرتجفا بالخوف والغضب :أخرجيني من هنا أرجوك ياسيِّدتي 0
    فقلت له: لم ترحم سامي , وهو يتوسَّل إليك بعينين خائفتين كي تبقيه على قيد الحياة ,فهل أرحمك أنا؟!
    فقال لي : أنت السَّبب ,كنت أحبك وأنت تعلمين ذلك جيداً0
    فقلت له: خسئت وكذبت أيُّها الحقير0
    فقال: فلمَ إذن كنتِ تنظرين إلي باهتمام عندما كنتِ ترينني من وقت لآخر؟
    أجبته : كنت أراقبك خوفاً منك على زوجي ,فقد ساورتني الشكوك بنياتك السَّيئة تجاهه0
    فقال بغضب: كذبت ِ, بل كنت تنظرين إليَّ بإعجاب نظرات أشعلت النار في داخلي وكادت تحرقني
    فقلت:وهل مثلي تنظر إلى مثلك أيها ال
    فقال مقاطعاً : ومايدري الرَّجل بنية من تنظر إليه من النِّساء كانت من تكون؟
    فقلت له: كان عليك أن تعرف مقامك بيننا ولا تتخطى حدودك
    فقال غاضباً: الحب لا يفرق بين المقامات ,ولايعترف بالفوارق الطبقية ,كلنا بشر0
    فقلت له: ولكننا لسنا جميعاً مجرمين 0
    فقال بعنف :وأنت أيضاًمجرمة , لقد ارتكبتُ الجريمة بسببك ,يجب أن تفهمي هذا جيداً , نحن شركاء ,كان عليك ألا تدعينني أراك مع زوجك العجوز 00هو على حافة قبره وأنت تضجين بالحياة ,لقد غرربي صِغَرُ سنك ورقة ُ معاملتك لنا ,ألا تعتبرين هذا هو قمة الإغراء0
    فقلت له: يالك من معقَّد تافه ,لاتستحق الشفقة0
    فقال لي :في مثل حالتي القلقة لابد أن تتحول الشفقة إلى حب ,فالظروف حولنا تسمح بذلك 0 بل تشجِّع عليه 0
    فقلت له : فقط لمن هودون الرجال أمثالك
    فقال غاضباً : ياسيِّدتي في الصدر قلب من لحم ودم يدق , وليس قطعة من حديد , لماذا أدخلتمونا أنتم إلى حياتكم حيث الدفء , وزرعتم في قلوبنا الحسرة ,وفي نفوسنا الألم , إنَّ نفسي تفتتْ بينكم وتناثرت بشعور الحب والغيرة, لم أعد أحب الرجوعَ إليها بل رحت أهرب منها لأدخل في نفوسكم أنتم حيث عالمكم البراق المغلف بالحريروالمرشرش بأرقى العطور الفرنسية الباهظة الثمن , والمفروش بالسجاد العجمي , والمتخم باللحوم والفاكهة والرفاهية.. قتلت نفسي على عتباتكم0

    يتبع
    بقلم
    بنت البحر

  8. #18
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.41

    افتراضي


    الحلقة العاشرة

    0
    فقلت له كلاماً لاأدري كيف خرج من فمي
    الحديث عن النّفس يفتح بابا ان ولجناه رأينا العجب 0هناك سراديب وقلاع وبحور ومغارات وجبال ,عالم غريب عجيب ,فيه أسرار جغرافية حياة الانسان بكل ماتحتويه من نجاح أوفشل ,من فرح وحزن ,من تمرّد وانكسار0
    فقال بغضب: وما شأني أنا بالجغرافية والجبال والمغر؟
    فقلت له: من استطاع فهم عالم نفسه هذا أمسك بلجامها وقادها إلى حيث السّعادة ,وعندما يحتل حصونها ويرفع فوق قلاعها راية الوعي والادراك لكل تطلعاتها يحكمها بقوة , ويسلك من خلال تضاريسهاالوعرة إلى بر الأمان ,ومن يحكم نفسه يدرأعنه مغبات الظّروف المحيطة به ,فيعطي التفسيرات المقنعة لكل مايواجهه من صعوبات في درب الحياة , ويتغلب على ألم المواجهة بوعي يُحْسَد عليه 0
    فقال : ماذا تقولين ؟! أسألك لماذا أدخلتمونا ألى حياتكم لاإلى القلاع والتضاريس
    فقلت له: أنتما طلبتما العمل عندنا وقبلنا بكما بسبب حالتكما المادية السيِّئة رغبة منَّا في مساعدتكما لتحسين حياتكما المعيشية
    فقال متحسِّراً: لقد حطمتمونا بنية المساعدة تلك ,ليتكم لم تقبلوا بنا عمالاً في عالم الترف الذي تعيشونه
    فقلت له: لكل قاعدة شواذ وكنت أنت الشواذ فيها, لم يكن الكثيرون مثلك ممن نعرف ونسمع عنهم0
    فقال مسترحماً: أرجوك يا سيِّداتي أنزلي السلم , وأعدك بل أقسم لك بالله العظيم أن أكون لك خادماً مخلصاً مدى الحياة0
    فقلت له: بل ستموت بلا رحمة ولا شفقة , القاتل لاعهد له وإن أقسم مئات المرات
    مت هنا فإنَّك لاتستحق الحياة
    فقال برجاء: ارحميني من أجل هنية وابني رشاد
    فقلت له: لم ترحم سامي من أجل الله فلن أرحمك من أجل انسان0
    واستدرتُ باتجاه بوابة حديقةالبيت وأنا أشعر بالإنتصار, والدموع تنساب من عينيَّ فوق خديَّ ,وإحساس بتأنيب الضمير ينتابني فأتجاهله رغماً عني, بينما كان صوت عويله يبتعد عن مسمعي حتَّى تلاشى وأنا أغلق بوابة الحديقة بالمفتاح0
    لم أكن أعلم أن المجرم يظل يحوم حول جريمته إلى أن عدت بعد أربعة أيام أتفقد وضع عزام فاقتربت من حافة المسبح قرب السلم فرأيته هادئاً بلاحراك فضغطت باصبعي فوق القاطع الكهربائي فنزل السلم إلى مستوى عمق مترين ثم قمت بمسح بصماتي من على القاطع ونثرت بعض التراب الجاف فوقه وعدت إلى منزل والدي دون أن يعلم أحد شيئاً مما قمت به0
    وبعد أسبوع أكتشفت الجثَّة عندما ذهبتُ مع أبي وأخي سعيد وأحد سماسرة البيوت إلى الفيلا, فقد طلب أحد الأثرياء الصِّناعيين مشاهدتها لأنَّه يرغب بشرائها0
    ونحن نتجول في الحديقة وصلنا إلى المسبح وكان المشهد مرعباً هذه المرة بحق,وخانقاً ومقزِّزا, فركضت أصرخ من هول ما شاهدتْ عيناي, وأبي وأخي يركضان خلفي 0
    وجرى التحقيق حول ملابسات القضية ولكن المحقِّقين لم يتوصلوا لدليل يدان به أحد , فسُجِّلت القضية قضاء وقدراً 0 حاولت أن أطمرَ السِّر في بؤرة عذابي بعد أن أخذت بثأر سامي ذلك الرَّجل الوديع الذي لم تستطع الغربة إ تنزاع طيبته, كما عجزالمال عن سلبه انسانيته, فقام رجل حقود شرس بأحط خلق, وأقذر طبع, وأوقح عين يقتله خيانة وغدرا0
    لم اتمكن من لجم صوت الحقّ ِفي داخلي زمناً طويلاً , وذات ليلة دخلتُ غرفة أمي, بعد أن نام جميع من في البيت, وكانت في هذا الوقت تستعد للنَّوم بعد مشاهدة إحدى التمثيليات التلفزيونية ,وانتهزت فرصة انفرادها في غرفتها فقد أدرك النومُ والدي وهو يشاهد المسلسل التلفزيوني معها فنام في غرفة الجلوس بعد أن غطَّته أمي بملاءة سريره , وكان يفضل البقاء في المكان الذي أدركه فيه النومُ حتَّى موعد أذان الفجر حيث توقظه أمي للصلاة وهذه عادة درج عليها ولم يخالفها مرَّة خشية القلق إذا ما نـُبِّهَ من نومه قبل الآوان , فصارحتها بكل شيء

    يتبع
    بقلم
    بنت البحر

  9. #19
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.41

    افتراضي


    الحلقة الحاديةالعاشرة


    ظلت أمي تسمعني باهتمام حتى النِّهاية, وأنا أروي لها حكايتي مع المجرم بالتَّفصيل وعندما أنتهيت من الكلام , رأيتُ الدُّموع تنهمر من عينيها بكرم ملفت, وما لبثت أن ضمَّتني إلى صدرها , فأحسستُ بدقات قلبها تعلو وتهبط متسارعة , ويداها ترتعشان ,فابتعدتُ عنها فوجدتُ في وجهها اصفراراً لم أعهده فيه من قبل, فأشارت إليَّ أن أحضر لها الهاتف ,ففعلتُ ذلك دون أن أفكر بمرادها ,وعيناي معلقتان بعينيها ذهولاً,رفعتْ السَّمَّاعة , وأدارتْ أرقاماً لم أتبينها ثمَّ قالت بصوت متهدِّج :
    آلو000أنا السَّيِّدة جيهان سليم, أسكن في حي المواني,كورنيش ,رقم المنزل 48أرجو أن تحضروا اليَّ السَّاعة , أرجوكم ,أرجوكم لاتتأخَّروا, في بيتي قاتلة0
    وقعت السَّماعة من يد أمي وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة0
    ياإلهي ها أنا الآن أجد نفسي في ورطة جديدة ,ولكن بموت أمي هذه المرة 0الآن أتاك الموت ياتارك الصلاة0قد يصل رجال الشرطة خلال دقائق ليأخذوني إلى السجن متهمة بقتل أمي, رحماك ربي الآن لن أجد من ينقذني من حبل المشنقة لأنَّ أمي هي التي أخبرت الشرطة عني أجل هي 00ولكنها على ما أظن لم تخبرهم بمن تكون تلك الجرمة 00نعم أنا متأكدة من ذلك علي الآن أن أتصرف بسرعة قبل أن يقرعوا جرس الباب
    تركت أمي فوق سريرها شاخصة العينين دون أن ألمسها وخرجت من الغرفة بعد أن أطفأت النور فيها وأسرعت إلى غرفتي واستلقيت في سريري والخوف يفتك بأعصابي بينما كانت أختي سماح تغطُّ في نوم عميق وصوت شخيرها يملاْ أرجاء الغرفة 0
    لاأدري كيف مرَّ الوقت بسرعة تحت وطأة الخوف وأنا أصغي باهتمام إلى صوت محركات السيَّارات وهي تمرُّ من قرب بيتنا إلى أن قطع حبل استرسالي بالإنصات صوت جرس الباب 0تصنعت النوم خشية أن يراني أحد من الأهل فيشار إلي باتهام ما0
    عاد صوت جرس الباب يرنُّ باستمرار مع قرع باليد على الباب الخشبي وما هي إلا لحظات حتى سمعت صوت أبي وأخي يتكلمان في الخارج بعد أن فتحا الباب للقادمين 0
    بقيت هادئة في سريري بينما نهضت سماح وخرجت من الغرفة على عجل ثمَّ عادت من جديد تهزني بعنف وتدعوني كي اصحو من نومي الثقيل هذا لانَّ مصيبة قد وقعت في البيت0
    نهضت من سريري وخرجت أستطلع الأمر الذي جعلنا في دوامة ظلَّت تدور بنا أيَّاماً كثيرة وكان السؤال الملح الذي حيَّر الجميع :من هي تلك القاتلة التي بلَّغت عنها والدتي قبل موتها بقليل 0
    تعرضت واختي لأسئلة المحققين عدة مرات على الرغم من ظروف العزاء التي ألمَّت بنا0
    انتشر في الحارة خبر مقتل أمي على يد مجرمة مجهولة لكن محضر التحقيق أغلق عندما قال أبي للنَّائب العام إنَّ أمي كانت تشكو في الآونة الآخيرة من مرض عصبي ألمَّ بها إثر سقوطها ذات مساء على رأسها عندما قطع التيار الكهربائي ومنذ ذلك اليوم وهي تتخيل أشياء غير حقيقية وأنه كان ينوي أن يستشير طبيباً بهذا الشأن ولكنَّ الظروف التي مرت بأسرتنا بعد موت سامي أخرت الأمر إلى أن حدث ماكان 0
    لم يعارض أحد من أفراد الأسرة تصريح والدي رغم أننا جميعاً كنا نعلم أن كلامه لاأساس له من الصحة وإنَّما قاله للتخلص من ملاحقة النيابة العامة لهذه القضيةالغامضة بالنسبة لأفراد عائلتي,وأقفل المحضر كما قيل لنا وبدأت بعد ذلك مشاكل من نوع جديد تغزو عالمي الذي كان يوماً ما هادئاً وجميلاً0

    يتبع

    بقلم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بنت البحر

  10. #20
    الصورة الرمزية زاهية شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2004
    المشاركات : 10,345
    المواضيع : 575
    الردود : 10345
    المعدل اليومي : 1.41

    افتراضي



    الحلقة الثانية عشرة


    عندما كنت أختلي بنفسي بعيداً عن نظرات والدي التي كانت تلاحقني بتساؤلات غريبة لم أعتدها منه سابقاً , وكأنَّها كانت تريد النفوذ من خلال عينيّ المتعبتين إلى أعماق نفسي المتداعية التي باتت مجهولة بالنسبة له بعد موت أمي المفاجىء, والبلاغ العجيب الذي أدلتْ به للشرطة, كنت ألقي بنفسي المرهقة في نوبة بكاء عاصفة أغسل بها من خلال دموعي شيئاً من الحزن الذي بات هوالحقيقة الوحيدة في حياتي بعد كلِّ الذي مرَّبي من أحداث ووقائع هزَّت أعماقي بعنف مفترس كاد أن يشلُّ قدرتي على الصمود 0
    شعرت بتغيرات كثيرة في أحاسيسي وأفكاري, وحتَّى في شكلي الخارجي , فقد أدى إحجامي عن الطعام في غالب الأحيان إلى إصابتي بالنحول,ورعشة في اليدين, وفقد الثقة بكلِّ من حولي , مما جعل أختي سماح تطلب مني الذهاب إلى الطبيب , فرفضت الفكرة من أساسها,وبدأت حالتي الصحية تتدهور يوماً بعد يوم نحو الأسوء0
    إنني أحترق ولاأدري كيف سأطفيء هذا الحريق الذي راح يلتهم داخلي بقسوة وشراهة0
    مضى على وفاة أمي أسبوعان ونفسي تزداد انغلاقاً وكآبة , ولم تستطع خالتي بهيجة رغم حنكتها الفائقة , ومحبتي الكبيرة لها أن تخرجني من دوامة عذابي هذه , وقرأتُ في وجوه جميع من حولي القلق الكبير تجاهي0
    في إحدى الأمسيات وبعد العاشرة دخلت المطبخ لشعوري بالجوع يقرص معدتي الخاوية,فتحت الثَّلاجة , وتناولتُ تفاحة , ورحتُ أقشرها , وقبل أن أضع أول قطعة منها في فمي سمعتُ أبي يقول لي: هل ستأكلين التفاح وحيدة أيَّتها المليونيرة الكبيرة؟
    همست في داخلي: مليونيرة؟!! نعم ولكنني لن ألمس هذا الميراث الخيالي قبل أن تعود الطمأنينة إلى نفسي 0
    نظرت إليه وهو يدخل المطبخ وأجبته: ظننتك نائماً ,خذ هذه وسأحضر لي واحدة غيرها0
    تناول أبي التفاحة من يدي وهو يقول :سأنتظرك في غرفتي لنأكل التفاح معاً ونحن نتحدث في موضوع هام0
    سقط قلبي من مكانه واضطربت أعصابي ولكنَّ أبي ترك لي فرصة الهروب من نظراته عندما غادر المطبخ ألى غرفته بعد أن ألقى إليَّ أمراً ولا أدري ماوراءه من مفاجآت 0
    عندما دخلت عليه مجلسه قال لي وهو يشير بيده اليمنى نحو باب الغرفة:أغلقي الباب وراءك وتعالي اجلسي هنا بالقرب مني ياابنتي0
    كلمة ابنتي جعلتني أرشف من كأس الطمأنينة رشفة أثلجت صدري بعد احتدام الحريق فيه ,و بعد أن فتك الخوف بي , وأنا أحسبه قد علم شيئاً عن موت أمي الغامض0
    جلست بالقرب منه على حافة سريره فابتسم لي ابتسامة حزينة وهو ينظر إلى سرير والدتي المهجور ,وسبحتها الخضراء معلَّقة فوق عنق السرير, فقد كان قديماً منذ زواجها قبل خمسين عاماً, فالتاع صدري بالألم , وانهمرت دموعي وانا ألوذ بالصمت , فقال لي وهو يمسح الدموع عن وجهي بمنديل ورقي تناوله من جيبه: كلنا سنموت وهوالباقي00سبحان الحي القيوم 0
    نظرت إلى وجهه فرأيته قد ثبت عينيه في وجهي وكأنَّه يأمرني بقول الحقيقة ,شعرت بالخوف منه واستعدت لحظات مرَّت بي من أيام طفولتي عندما كنت أقترف ذنباً ما كيف كان ينظر إلي هكذا دون أن يتكلم , فأجْبَرُ على الإعتراف له بكل شيء بطريقة لاإرادية,والآن تعاودني هذه المشاعر وأحس بأنني قد عدتُ طفلة صغيرة وأنا بأمس الحاجة لمن يحتويني ويزيح عن كاهلي تلك التراكمات التي أضنتني ,وسرقت أمني وعافيتي0
    يتبع

    بقلم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    بنت البحر

صفحة 2 من 9 الأولىالأولى 123456789 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. هذه قصة كنت قد كتبتها مسلسلة إذاعية في حلقات
    بواسطة زاهية في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 27
    آخر مشاركة: 10-12-2021, 08:56 PM
  2. الإعتراف الممنوع
    بواسطة رشيد زايزون في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 22-07-2020, 03:00 AM
  3. الخطاطين المعاصرين ( معجم يتناول سيرتهم وبعض اعمالهم ) ( حلقات )
    بواسطة أبو حسن في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 46
    آخر مشاركة: 18-11-2008, 11:46 PM
  4. ...سر الخاتم المفقود...(قصة من حلقات)
    بواسطة بنت الموسوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 30-10-2003, 09:35 PM
  5. خربشات على المقهى السياسي( حلقات)
    بواسطة نعيمه الهاشمي في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-06-2003, 03:06 PM