نهار جديد
خاطرة
زياد جيوسي
السابعة صباحا: نسمات باردة تتسلل من
شقوق النافذة، لم العجلة ؟؟ طيفي غائب اليوم..
قليل من دفء السرير قد يفيد
دقائق تمر..
لا ربما أتت..ربما تأخرت بالسفر قليلا
نهضت مسرعا
حلقت ذقني
أخذت حمامي
أعددت القهوةِ
..ربما احتسيناها سويا
من يدري؟
فتحت النافذة التي أراها من خلالها
كل صباح
لا اثر لها
انتظر..ارقب..انظر
سافرت مبكرة كما قالت
مع هذا
سأحتسي القهوة معها
من فنجان واحد كالعادة
لكن بطعم مختلف عن كل
صباح
آه يا امرأة شوقي
آه يا بعيدتي القريبة
كم تجول أفكاري في فضاءات
رحبة
كم تحلق روحي بسماء
بعيد
تجتاز الجدران والأسلاك والحدود الموشومة ببنادق الجند
لتصل إلى رحابك وتلتقيك
طيفا غائبا بعيدا قريبا قرب الروح
للنفس
تمر الساعات
اخرج من صومعتي، أجول في الأزقة
والدروب وحيدا
لا يرافقني إلا همسات
روحك
ترانيم هواي
أقف أمام جدار منخفض
انظر للغرب السليب
تشد عيوني مفارقة بناء قديم
أصيل
تلفه أشجار الصنوبر
تتدلى الياسمينات عن أسواره
بجواره بناء إسمنتي ضخم يسد
الفضاء
يمنع نسمات البحر السليب من
التسلل
اهبط باتجاه الياسمينات
لي عشق خاص تجاه الياسمين
أمير الياسمين أنا
نسغ السنديان
اقطف وردتين ليس إلا
انت انا
يا طيفا يجول بخيالي في كل
اللحظات
يا امرأة لم التقها
بعد
ابنة القمر
أحيا معها أيامي وذكرياتي ومستقبل
آت
أيها الحب من قبل أن يخلق
الحب
انتظرك من اشراقة شمس حتى شروقها من
جديد
انصهر بذاتك
أذوب بطيفك
أتبعثر..الم مزقي..أتوحد من
جديد
أكمل الجوس بالدروب
التقي بشجرة حور زرعها
الأجداد
تهمس بأذني قصص العشاق
تحدثني عن زنبقة
عن أربع زهرات
عن عجوز طيب يقف كالعادة
بالنافذة
يرتدي نظارته السميكة
عن قصر زجاج بالغابة
عن واحة خضراء بالبعيد
عن الغريب
أنا
سيوف أمراء الواحة
حلم غروب وصحوة إشراق
كلمات تمازجت
أرواح تنصهر
برد بالداخل
دفء همسات
لقاء سيأتي
تهب نسمات الغرب
أصحو من غيبوبة الشوق
أعود
كما أنا من سنين طويلة
راهب الصومعة
من جديد
*****
الخميس
رام الله - فلسطين
24\11\2005