|
خُطوبُ الليالي لا يُحد لَها حَد |
وأيدي المنَايا لا يُطاقُ لهَا رَدُ |
أرى ذا الرزايا لا تَكُفُ زِيارةً |
فتأتي بِلا إذنٍ ويَرسو بِنا السهدُ |
ألا يا صُروفَ الدَهرِ كُفي وغرِّبي |
فنحن ضِعافٌ والمنَايا لَنا ضِدُ |
كَفانا خُطوبٌ والخطوبُ كثيرةٌ |
وكأسُ المنَايا لَيسَ مِن شُربِها بُد |
نَديم القَوافي ضَاقت الأرضُ كُلها |
وقَد حَلّ فِينا الضِيق والهَمُ والجهدُ |
رفَيقَ المعالي.. القلوبُ بها لظى |
تعاني من الأشجانِ والحُزن مشتَدُ |
أميرَ بلادي كنتَ سيد أمةٍ |
وما زِلت في كل القلوبِ وذا عَهدُ |
وساوى قُلوب الناسِ في الحُزنِ رزؤُه |
كأنّ قلوبَ النَاسِ في حُزنِها فَردُ |
تَقاصرت الأشعارُ في وَصف فقده |
فما عادت الأشعارُ من فقده تشدو |
تَرتَّبت الأحزانُ مِنك مَراثياً |
بقلبي وأنتَ الطودُ في أرضِنا صَلدُ |
أميرَ بلادي والدموعُ كَثيِرةٌ |
وحبك باقٍ في الدّما مَالَه حَدُ |
وأنّا بكينا فِيكَ والدَ شَعبنا |
لهُ الشُكرُ دِرعٌ والعَفافُ لَهُ بُردُ |
وأنّا بكينا فِيكَ حُباً ولَم تَزل |
يُشار إليهِ أَنه العَلمُ الفَردُ |
«أميرٌ علّمته غَايةَ الزُهدِ نَفسُهُ |
فأَصبحَ حتى في الحَياةِ لَهُ زُهدُ» |
لقد ضَاقت الدُنيا وغُيِّبَ نُورها |
وكنتَ تُضيء الليلَ والحِلكُ مُشتدُ |
وهذي كويت ُ الحزن تكتُم ما بِها |
ودَمعُ الأسى يَجريَ وقَد جُرِّحَ الخَدُ |
وذي الناسُ كلمى والفؤادُ مُمزّقٌ |
يئنّ مِن الآلامِ حُزناَ بهِ مَدُ |
رَحلت وأمرُ اللهِ لا بُدّ نافذٌ |
وكلُ ابن أنثى يحتوي شَخصَه اللحد |
اذا افتخر الأقوامُ يوما بمجدِهم |
فإنك من قَومٍ بهم يَفخَرُ المَجدُ |
لئن غِبتَ عنّا فالرحيلُ مقَدَّرٌ |
وعنَك يَنوبُ الذكِرُ والشُكرُ والحَمْدُ |
«وما غَابَ من يَرحَلْ ومَعناهُ حَاضِرٌ |
وما زالَ من يَخفى وآثارهُ تَبدو» |
وجابرُ عَنّا لم يَغب صوتٌ ذكرهِ |
سَما في سماءِ الكونِ قَد حفَّهُ الوَرْدٌ |
فيا أسرة الخيراتِ كُنتِ لأمة |
ليوثاً اذا شَدّوا قليلٌ إذا عُدوا |
ويا اسرةَ الأكرامِ فيك عَزاؤُنا |
ونسأله ربَّ السماءِ لَهُ الخُلدُ |
ويا أيها الشعبُ الكريمُ تصبروا |
فإن بذكرِ اللهِ أحزاننا تَغدو |
وللهِ نَدعو والعزاء لشَعبنا |
ويَبقى الكويتُ الحرُ يَعلو به السَّعدُ |