في مكان ما من هذه الشبكة المعلوماتية عجوز ناصبتني العداء وحقنت العربان بداء حقدها فأوقفوني لا لشيء سوى أني أنشر عطر القيم وأنثر ورود المباديء
.
.
استلقت والخبث بعينيها
تتأمل يوزريَ الموقوف
قالت يا بدوي ألا تفهم
فالطرد عليك هو المكتوب
يا بدوي
يا بدوي قد بات ذليلاً
من بات لساناً للمكذوب
يا بدوي
عطست وسعلت كثيراً
لكني لم أُخنق أبداً
بأفكار تشبه أفكارك
مقدورك أن تمضي أبدا
في بحر الحرف بغير خنوع
وتكون كلماتك طول العمر
سطر شموخ
مقدورك أن تبقى ملعونا
بين المغفل والشمطاء
فبرغم جميع خبائثهم
وبرغم جميع قذارتهم
وبرغم الحقد الساكن فيهم ليل نهار
وبرغم البغض
وبرغم الجو المتعفن والأوساخ
دمك سيبقى يا بدوي
أنقى الأشياء
يا بدوي
بحياتك يا بدوي ضفدعة
عيناها قبح وجحوظ
فمها ملموم كالمخروط
ضحكتها ألغام ورعود
والحقد الناري المجنون
يسري في كل الجسد
قد تسحق ضفدعة يا بدوي
يلفظها الدرب
هي القرَفُ
لكن جزمتك تتسخُ
وصوتك مفقود ..مفقود
فعجوزك شمطاء عابسة
في نادٍ مهجور
من يدخل لعنتها
من يطلب رحمتها
من يدنو من سور حقيقتها
من حاول رسم بشاعتها
مطرود ..مطرود ..مطرود
يا بدوي
سيُناضل حرفك يا بدوي في كل مكان
وستنقش اسمك في القلب وعلى كل الأذهان
وترسم فواصل ونقاطا
وتفيض حروفك أشعارا
وسيطوَلَ سيفك حتى يصبح
أمتارا
وسترجع منتشياً يا بدوي
تتأبط أسرار العربان
وستعرف بعد ختام السطر
بأنك كنت تحارب عبداً وإماء
.
.
ابن المدينة / يوسف الحربي