أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 11

الموضوع: الشـاطئ الأخـير

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي الشـاطئ الأخـير

    الشـاطئ الأخـير

    قصة قصيرة، بقلم: حسين علي محمد
    ......................................

    في المساء الأخير رقدت "ناعسة" على السرير الذي يتسع لها بالكاد. الدفء يتسرب من الفرن الذي سوّت فيه ابنتها قبل الإفطار "صينية" من البطاطس باللحم وأُخرى من القطايف!
    هل هلالك شهر مبارك ..
    ها نحن في اليوم الثاني من شهر رمضان المبارك. المذياع المفتوح في الغرفة المجاورة ينقل خطبة لشيخ عن الشهر الميمون!
    هاهي منذ أعوام طويلة ـ لا تعرف عددها ـ تقضي رمضان وحدها؛ فقد تفرق الأولاد في أنحاء الأرض!
    أحمد في البرازيل، وسامي في السعودية، وزاهر في الإمارات، وسليمان في سنغافورة. ولم تبق بجوارها غير هانم التي حصلت على ليسانس في الحقوق منذ خمسة عشر عاما، وتعمل بالشؤون القانونية بالإدارة التعليمية، وأنجبت خمسة مثل أمها. تترك أكبرهم ـ وهو في الصف الخامس الابتدائي ـ ينام مع "سته" ليأخذ "حسها".
    ـ والله فيها خير. لم تكن تحب خلفة البنات، ولكن هاهي البنت هي التي تقف بجانبها في الكهولة، بينما الأولاد بعيدون!
    منذ ثلاثة أعوام أصر أحمد على أن يركب خطا هاتفيا لأمه حتى يستطيع أن يهاتفها يوما بعد يوم. وأرسل لزوج هانم عدة آلاف حتى يستطيع أن يركب لها هاتفا فوريا.
    أحمد ابنها "البكر" قال لها في مكالمته الهاتفية أمس الأول إنه سيجيء لها ـ مع زوجته البرازيلية، صاحبة مصنع النسيج وابنيه ـ ليقضي شهر رمضان في البلد، وينعم بجوار الأقارب ودفء الأصدقاء!
    إنها تحس بمغص يكاد يفتك بها! فهل تموت قبل أن ترى البكر العزيز وزوجته وولديه؟
    هاهو طائر الموت يحوِّم في الغرفة .. يحاصرها بأجنحته السوداء الضخمة الثقيلة. حدّقت في عينيه رأت وهجا ناريا ينطلق كالسكين ليصيب الأحشاء. قاومت .. أحست به يٌقيِّد رجليها!
    قشعريرة باردة تصعد من أسفل الجسم إلى أعلاه. حاولت أن تقوم فلم تستطع. لاحقت عيناها الأجنحة السوداء التي تملأ فضاء الحجرة، فرأت من خلل الجناحين أبناءها الأربعة صبية صغارا منزوين في الدهليز يبكون، وعلى حجرها وجه أبيهم الشاحب يمسك بيده المعروقة مروحة من سعف النخيل، يهف بها على وجه "ناعسة". .. بينما "ناعسة" تبتسم ابتسامة كبيرة، ولا تريد أن تُغمض عينيها.
    المجلة العربية ـ أغسطس 1998

  2. #2
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jul 2003
    المشاركات : 5,436
    المواضيع : 115
    الردود : 5436
    المعدل اليومي : 0.72

    افتراضي

    قصة قصيرة و كلها إبداع ، بحق هي غاية في الإتقان يا أيها الأديب البارع .

    ولكن يا أخي الفاضل ، لم اخترت الأجنحة السوداء ! أي إيحاء أردته هنا ! لست أدري لم يكون السواد علامة الموت الوحيدة ، رغم أن أجنحة الملائكة بيضاء ، لو كنت تقصدها .

    تحية و تقدير كبيران .

  3. #3
    في ذمة الله
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    المشاركات : 3,415
    المواضيع : 107
    الردود : 3415
    المعدل اليومي : 0.50

    افتراضي

    ناعسة أمي وأم كل مهاجر عن أرض الوطن .

    ناعسة نبض أرض مازالت ولن تزل تشتاق إلى هذا الدفء الساري من كف وليدها حيث الحنين لصدرها .

    ناعسة أرض بالصقيع وهم وضيق بالأفق ، وطائر أسود كئيب يفرش فوق سمائها

    ناعسة تريد أن تحيا من جديد بين ربوع من كانت لهم يوماً زاداً وأرضاً للأمن والأمان ؛ وكانوا كل يوم في جديد .

    في رحاب الله يا ناعسة ، وأبشري بلقاء الحبيب ؛ أجر هذا العطاء ، وذاك الصبر الجميل .

    والشكر لأستاذي القدير ـ د . حسين علي محمد

    حيث أخرج من بين لحمي ودمي كلماتي .

  4. #4
    الصورة الرمزية خليل حلاوجي مفكر أديب
    تاريخ التسجيل : Jul 2005
    الدولة : نبض الكون
    العمر : 57
    المشاركات : 12,545
    المواضيع : 378
    الردود : 12545
    المعدل اليومي : 1.83

    افتراضي

    قرأت

    فأستمتعت

    فدهشت

    وسررت برفقتك أيانا في واحة الخير والتجديد والاصالة
    الإنسان : موقف

  5. #5

  6. #6

  7. #7

  8. #8
    الصورة الرمزية سحر الليالي أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الحبيبة كــويت
    العمر : 38
    المشاركات : 10,147
    المواضيع : 309
    الردود : 10147
    المعدل اليومي : 1.49

    افتراضي

    أستاذي د.حسين:

    قصة بحق رائعة

    بإنتظار روائعك دوما

    لك خالص تحياتي وتقديري

  9. #9

  10. #10
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Mar 2005
    المشاركات : 1,000
    المواضيع : 165
    الردود : 1000
    المعدل اليومي : 0.14

    افتراضي

    هذه القصة

    بقلم: جمال علوش
    ...................

    للقصة نبض دافىء ، وفيها وقع خفي لأشياء كثيرة . ترى هل يكفي التعاطف الداخلي مع ( ناعسة )، وهل يكفي جنون التمثل .. لندخل في انكسار ذهول ينتهي بأحجية . كانت النهاية دافئة لقصة دافئة حقَّاً . شكراً دكتور حسين .

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. المسيرٌ الأَخـير
    بواسطة سامية الحربي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 03-04-2012, 12:58 AM
  2. ( الاعتـذار الأخـير ..)
    بواسطة عبدالله بيلا في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 30
    آخر مشاركة: 02-12-2009, 09:02 PM