( فليحان ) في الميـدان
كان ( فليحان ) مولَعاً بِجَمع الأسلحة والسبّحات؛ يخرُج على قومه بزينَـتِه مُتبختراً بعباءته النجديّة، مطقطقا بسبّحته الكهرمانية، مُبالغاً في إظهار مسدّسه المفضّض سريع الطلقات؛ حتى حسدَهُ الناس قائلين: من ابتغى رِفْعة المكان فلْيتشبّه بفليحان.
إلاّ ( يعقوب ) فإنّه كان يزدريه ويترصّده كي يجرّه إلى عِراكٍ يُمرّغُ فيه شاربيه بالوحل.... وحانت الفرصة وتجمّعَ الناسُ لمتابعة مشهدٍ مُؤلم كان فليحان يتلوّى فيه تحت ركلات ( يعقوب ) وشتائمه وقد انفرط عقد سبّحته وتناثرت حبّاتُها تحت الأرجل. وسارع الناس الأخيار لإنقاذه، وذُهلوا لرؤية مسدّس مفضّض يشعّ من مئزره ؛ فتعجّبوا سائلين:
ولماذا لم تستعمل مسدّسك يا فليحان؟
فأجاب لاهثاً : أتركُهُ دائما لوقت ( الحَشْرَة ).