|
رَحِمَ اللَهُ صاحِبَ النَظَراتِ |
غابَ عَنّا في أَحرَجِ الأَوقاتِ |
يا أَميرَ البَيانِ وَالأَدَبِ النَض |
رِ لَقَد كُنتَ فَخرَ أُمِّ اللُغاتِ |
كَيفَ غادَرتَنا سَريعاً وَعَهدي |
بِكَ يا مُصطَفى كَثيرِ الأَناةِ |
أَقفَرَت بَعدَكَ الأَساليبُ وَاِستَر |
خى عِنانُ الرَسائِلِ المُمتِعاتِ |
جَمَحَت بَعدَكَ المَعاني وَكانَت |
سَلِساتِ القِيادِ مُبتَدَراتِ |
وَأَقامَ البَيانُ في كُلِّ نادٍ |
مَأتَماً لِلبَدائِعِ الرَائِعاتِ |
لَطَمَت مَجدُلينُ بَعدَكَ خَدَّي |
ها وَقامَت قِيامَةُ العَبَراتِ |
وَاِنطَوَت رِقَّةُ الشُعورِ وَكانَت |
سَلوَةَ البائِسينَ وَالبائِساتِ |
كُنتَ في مِصرَ شاعِراً يَبهَرُ اللُب |
بَ بِآياتِ شِعرِهِ البَيِّناتِ |
فَهَجَرتَ الشِعرَ السَرِيَّ إِلى النَث |
رِ فَجِئتَ الكُتّابَ بِالمُعجِزاتِ |
مُتَّ وِالناسُ عَن مُصابِكَ وَشُغ |
لٍ بِجُرحِ الرَئيسِ حامي الحُماةِ |
شُغِلوا عَن أَديبِهِم بِمُنَجّي |
هِم فَلَم يَسمَعوا نِداءَ النُعاةِ |
وَأَفاقوا بَعدَ النَجاةِ فَأَلفَوا |
مَنزِلَ الفَضلِ مُقفَرَ العَرَصاتِ |
قَد بَكاكَ الرَئيسُ وَهوَ جَريحٌ |
وَدُموعُ الرَئيسِ كَالرَحَماتِ |
لَم تُبَقِّ يا فَتى المَحامِدِ مالاً |
فَلَقَد كُنتَ مُغرَماً بِالهِباتِ |
كَم أَسالَت لَكَ اليَراعَةُ سَيلاً |
مِن نُضارٍ يَفيضُ فَيضَ الفُراتِ |
لَم تُؤَثِّل مِما كَسَبتَ وَلَم تَح |
سِب عَلى ما أَرى حِسابَ المَماتِ |
مِتَّ عَن يافِعٍ وَخَمسِ بَناتٍ |
لَم تُخَلِّف لَها سِوى الذِكرَياتِ |
وَتُراثُ الأَديبِ في الشَرقِ حُزنٌ |
لِبَنيهِ وَثَروَةٌ لِلرَواةِ |
لا تَخَف عَثرَةَ الزَمانِ عَلَيهِم |
لا وَلا صَولَةَ اللَيالي العَواتي |
عَينُ سَعدٍ تَرعاهُمُ بَعدَ عَينِ ال |
لَهِ فَاِهدَأ فَقَد وَجَدتَ المُواتي |