|
جبالٌ فوقها نهضت هضـابُ |
تعجّبَ من تسامقها السحـابُ |
مشاربُ عزةٍ بفنـونِ علـمٍ |
عِذابٌ ذاقَ لذتهـا الشبـابُ |
رجالٌ أخضعوا قِممَ المعالـي |
فذلّت تحتَ إمرتهـم رِقـابُ |
فما وهنوا وما كلّتْ قُواهـمْ |
ولا طَعَنَتْ مطامِحَهُم حِـرابُ |
وكم من سالكٍ أبـوابَ دُنيـاً |
وليسَ لهُ إلى العليـاءِ بـابُ |
أتاهُ الشيبُ يسألُ عن شبـابٍ |
وللأيّـامِ بعـدٌ واقـتـرابُ |
فلم يـدري لنجدتـهِ جوابـاً |
ولا ينجيهِ من ألـمٍ جـوابُ |
وجاءَ الموتُ يطلبـهُ حثيثـاً |
فخرَّ ومثلـُهُ رجـلٌ يُعـابُ |
أقامَ على الحياةِ سنينَ عُمـرٍ |
تبعثرَ في مرابعهـا الشبـابُ |
فعاشَ ومالهُ في الناسِ ذِكـرٌ |
ومـاتَ ومالـهُ أثـرٌ يُثـابُ |
حياتُكَ يا عزيزَ النفسِ ضيقٌ |
وما لحياتِكَ الدُنيـا رِحَـابُ |
أقِم لشبابِكَ الفضيِّ صرحـاً |
فلا يرقاهُ شيبُـكَ والخـرابُ |
وقل لأبي العتاهية : استمعني |
وقل للغافلينَ ومن أجابـوا : |
ألا ليتَ المشيبَ يدُقُّ بابـي |
لأُخبِرَهُ بمـا فعـلَ الشبـابُ |