رأيت مركبك وكذبت نفسي
نزلتَ نفسك وأيقنتُ أني
أحُلُم كاذب أم حظ غافل عني
أيها الوعد الماجن
أتراود تفاهاتك علي أم تقتص مني
إني ولازلت أنتظر
حتى يكتمل البدر
ولن أخرج الليلة حتى تسمح الشمس لي بالرحيل
فهي الوحيدة من تلهم النور
أبدا لا تخفي شيئا في سهامها
بل تخترق أكاذيب الظلام ووحشة حُكمها
سأمشي على الأرض اليابسة
وأبتعد عن الرمال الزاحفة والطين المتحرك
سأشرب من مياه الأنس
التي لا تراودها شوائب
سأبحر في أنهار لا تحمل الحيتان
سأصعد أعلى الجبال علواً
وأتخذ زاوية صغيرة
وأفترش القمة هدوءاً
وأعيد رسم الدنيا من جديد
على أوراق بيضاء إسمها الأماني المترملة
وأقدم معروضي لأصحاب الحُكم الظالم
وأنتظر بعينان كسيرتان
حكم مؤبد!!!
فهل ياترى سـ تُكتب لي الحياة من جديد
أم سـ أساير ما تبقى لي من ساعات
بالرضا المجبور
سـ أخدع نفسي إن قلت إنني سعيدة بالحياة
بل أنا أول الناس طلبا للرحيل
فقد حجزت من التذاكر ما دارت به أحوال عمري وسابقتُ أطياف المسافرين عنوة
ووقفتُ في أول المحطة للركوب
لكن!!!
في كل مرة يأبون أخذي معهم
مع أني لا أحمل حِملٌ كـ حقائب عبثهم
ومع ذلك لا أمُلْ الانتظار
بل في لهفة لأقرب فرصة للغوص
في قيعان إلتهمها الرفات العجيب
هل سـ أكون كـ مثلهم تُخلدني ذكريات بحَّار
أم أكون حورية لوسام الأرض المهلكة
لكن كان في نفسي شيئا لا زال ينبض شوقا ولهفة
أريد أن أمر بـ بيت الله
كم تمنيت ولا زلت أتمنى أن تُكتب في لوحتى
كلمة: "حج مبرور"
أعلم ... أني لن أكون أُما يوما ما
بل عالم من الأمومة
أحب أن يسود الحب والإخاء
أعشق أن يفيض العدل والأمان
أتمنى الرحيل الأن الأن!!!
فـ تحية كبيرة لأهل الأرض
والوداع
ألف وداع
...
تحيات مغادرة
شاطئ سلام