وكانت الحكومة لا تعبئ لاى هجوم على الازهر , وان كانت تقوم بمصادرة شرائط كانت تعتبر هجوم على هيبة الدولة .. فمثلا حذف من شريط ليعقوب جملة قالها عن صلاة الفجر , قال " لو كانت عندك محمكمة ورايح تقف أمام قاضى ..وهذا القاضى رجل , يعنى رجل ناقص ! فما بالك لو وقفت امام الله " .
والعديد من التحرشات التى ساعدت على نشر الفكر الوهابى باسرع ما يمكن . فقصص الاتضهاد هى التى كونت البذرة الاساسية لظهور المسيحية , حيث ان قصص التعذيب اقوى فى التاثير على العاطفة اكثرمن قصص الصحابة انفسهم .
وبعد عددة سنوات , تحقق لوهابين مصر السيطرة على الشارع المصرى واستطعوا الى حد كبير تنحية علماء الازهر من الصورة . بل , اظهرهم أحيانا على انهم سفهاء لا يفقهون شئ .
* ومصر بطبيعتها بلد تستجيب لعاطفة الدينية , حيث انك لو وجدت كام مصرى يذكر اخناتون – صاحب دعوة التوحيد – وكام مصرى يذكر ملوك الفراعنة الذين افتخر بهم والذى علموا اشياء ذات فائدة لشعب المصرى .
* كما مصرى يذكر محمد على الذى لم يفعل الكثير وصادق علماء الازهر , واحد ابناءه الذى انا نفسى لا اتذكره واظنه اسماعيل الذى حفر قناة السويس – اعظم مشروع بحرى حتى الان .
* والكثير من الامثلة , مثل نابليون واعتنقاه الاسلام , والاسكندر الاكبر وحجه الى معبد سيوة ...وهكذا .
فمصر بلد عاشت ذات طبيعة خاصة تاكل من الارض والسماء ..فالدين غذاءها الثانى بعد الماء كضرورة من ضروريات البقاء.
وهكذا تحققت السيطرة التامة لوهابين مصر على ما لم يكونوا متخلينه هم انفسهم ... وكان هذا قبل 9 \11 \ 2001
لكن ما علاقة برجى التجارة العالمى بهذا الامر ؟
فى الظاهر ان هناك افراد من دولتين متورطين حتى النخاع فى ضرب ابراج التجارة " مصر + السعودية "
" أسيامة بن لادن + ايمن الظواهرى " .
والغريبة ان عصفورة التاريخ تخبرنى هذه المرة , ان اى مشروع يحتاج " عقل + عضلات " . لكن العقل يمكن شراءه بالفلوس , فنقول بيحتاج " مال + عضلات "
السعودية :
تطور او تتطوع الكثير من شباب السعودية فى حرب افغانستان ضد القوات الفكرة السوفيتية بسلاح سوفيتى مسروق بمعرفة المخابرات الامريكية ... ونظرآ لان الفكر الوهابى قد كان كالسرطان قد سيطر على كل مؤسسات السعودية ! فعلى ذلك لم يكن هناك صراع داخلى ظاهر مع علماء .
وعلى هذا لم يكن هناك معركة داخلية .
وبعد نصر احفاد الصحابة – على حد تعبير احد السلفيين – فى افغانستان والشيشان ...قد انتهت المعركة , ولم يعد هناك ارض للعراك .
مصر :
بعد عددة سنوات قليلة , استطاع وهابين مصر سحب بساط الفتوى من تحت رجال الازهر وأصبحت الفتوى حق لهم فقط . باعتبر رجال الازهر رجال دولة فى المقام الاول . وعلى ذلك فقد انتهت المعركة الداخلية .
ونظرآ لان طبيعة النظام فى مصر ,لديه القوة لكبح الجماعات الجهادية اذا تعرضت لبقائه فلم تستطيع الدعوة الوهابية ان تسيطر على مؤسسات الدولة حتى هذه اللحظة فى مصر .
اذا فى كلا البلدين انتهت المعارك الداخلية , وفى نفس الوقت انتهت معركة افغانستان والشيشان ..التى انتهت بفوز المسلمين فى الاولى وحالة جمود فى الثانية ....المعارك الخارجية انتهت !
انتهت معارك افغانستان والشيشان تقريبآ سنة 1990 .
وعاد كل الاشخاص الى بلدهم , ماعدا ناس عجبها الحال فى افغانستان فبقت لسبب او اخر .
لكن الذين عادوا , حاولوا فعل الامر نفسه مع حكومتهم الكافرة ..فبدأت عددة عمليات من حرق متاجر شرائط الفيديو والأعتداءات المسلحة وحوداث الاغتيال ...لكنها كلها كانت حوداث زوابع فنجان كما يقولون .
ولكن لماذا لم يحدث الامر نفسه فى السعودية , الراعى الرسمى للوهابية العالمية ؟
الحقيقة , السعودية أجنت راسها لهذه الطائفة – فكانت يبدو فى احد الامور انها تشجع هذه الطائفة . فقد كانت تباع شرائط العمليات الجهادية فى متاجر السعودية , فضلا عن سيطرة علماء الوهابية على مؤسساتها العلمية " من امثال ابن الباز , وأبن العثمنين ." ..فكان هناك امل فى التغيير .
اما فى مصر , فعلماء السلطة كانوا هم المسيطرين – ومن وجهة نظرهم لم يكن هناك امل ....فجاءت العمليات المتفرقة هنا وهناك كمحاولة يائسة للتغيير !
ثم وقفت تقريبآ العمليات حوالى 1998 م او انحسرت حدتها ؟ ...لكن لماذا ؟
• يتقارب هذا مع دخول القوات الامريكية العراق , والرغبة فى غزوها ....وطبعا صدام كان يرفع الراية الاسلامية , ورابة الحروب المقدسة ! لكن هل كانوا بهذه الساذجة ؟
طبعآ مستحيل , فقد كان ما يحدث من البعث لم يكن صده بعيد عن الاسماع .
لكن دخول الامريكان لفت الانتباه الى ظهور كافر جديد متوحش .... لكن هل استغرقوا 9 سنين من سنة 1990 الى 1999 او 1998 حتى يفهموا ذلك .
- طبعآ لا ..لكن لا احد يتذكر ان دخول الامريكان فى حرب افغانستان كان هو العامل الحاسم فى حسم المعركة .. وتخليها عن المسلمين فى حرب الشيشان هو من سبب جمود الموقف ! بل وضح بعد ذلك ان بقاء الشيشان معلقة مصلحة للامريكان , فتركوا المسلمين مع انفسهم ولم يساعدهم باى شئ .
ولهذا , ظلت التجاوزات التى تحدث فى امريكا ضد المسلمين تتراكم يوم بعد يوم ..حتى حددت الجماعات الاسلامية " امريكا " ابو جهل الذى يجب قتله .
لم يكن هناك اى شئ يؤخر العملية .
فمصر , تم الانتهاء من السيطرة على الشارع .
والسعودية , كان قد تم السيطرة على مؤسساتها .
والمعارك الخارجية كانت انتهاءت فى كلا البلدين واقصد افغانستان والشيشان قبل ذلك بكثير !
وبالفعل , فالفاصل بين ضرب برج التجارة وحرب الخليج الثانية لا تقل عن سنتين او ثلاثة اى فترة اعداد لعملية بهذا الحجم .
لكن نظرآ لان الاحداث جرت بسرعة الصاروخ بعد الحادى عشرمن سبتمبر ,. فان ما كان فى شرائط دعاة الوهابية الجدد " حسان , ويعقوب ...الى اخر القائمة " قد حذف من الذاكرة !
كم مرة , تحدث الشيوخ عن ما يحدث فى امريكا والتجاوزات ضد المسلمين " بالرغم ان ما كان يحدث , كان يحدث العن منه ضد الزنوج والعنصرية ما هى ببعيدة عن الافق فى امريكا ضد كل ما يختلف عن الجنس الأبيض " . لكن نظرآ لان الجماعات الوهابية كما قلت سابقآ تبحث عن عدو لكى تتمكن من البقاء فقد انتهت كل معاركها داخليآ وخارجيآ .
واصبح قطب امريكا الاوحد , يلوح فى الافق .
فهل فعلا , دافعنا عن انفسنا فى ما نسب لابن لادن وما لحق ذلك تباعآ بنسبته للمسلمين والاسلام هو دفاع حقيقى ام تبرير واقع مرير لازالنا نعانى من مضاعفاته ؟
اذا فالامر يحتاج الى وقفة ...دعونا نقف , ونيحد العاطفة الدينية ! ونسال أنفسنا :
* صحوة المسلمين الاولى , ماذا كانت تحمل بين طيتها ؟ البعوث الحقيقية لقيامها , المشاعر التى كانت تختلج قادتها , ماهى ؟
هل هى نصر العلم , أم الحرب على الكفر واهله .
تحقير النصارى , ام بحث سبل التعاون معهم فى سبيل عالم أفضل .
الاصلاح الاجتماعى , ام الحرب على المصلحين ؟
نصر المثقفين ام قمعهم ... ؟
تحقيق العدالة الاجتماعية , ام قمع الاقليات ؟
تحقيق التقدم , ام الرجعية والتخلف ؟
كل هذا يحتاج الى وقفة , واعادة نظر فى ثورات او صحوات عمرها 200 سنة ....وعدتتنا بشئ , لم يتحقق اى شئ من ه حتى الان .
فقف او دعنى على الاقل أقف اتامل حالى من 200 سنة وهابية الى " لا شئ " .
200 سنة من الخديعة والتضليل , فان الوهابية قامت لمحاربة البدع ولم تقم لنصر العلم ولو لمرة واحدة .. فحتى الان لم يتبنى اى وهابى مشروع ثقافى واحد يتناسب مع اعدادهم الغفيرة واموالهم التى تكفى العالم كله .
لهذا ايه السادة ظهر انتاج " روسو وفولتير وثورة العقل , انعكساته سريعة جدآ على المجتمعات الغريبة ...لانها كانت ثورة علم فى المقام الاول ودين فى المقام الثانى .
أما الوهابية وتصدير فكرها للعالم , كان همها الاول " صحوة ضد البدع " . واعتبر ان العلم والتقدم امل جميل نتمناه .
لكن يذكرنى هذا بابيات تذكرها السندباد البحرى :
بقدر الكد تكتسب المعالى من طلب العلا سهر الليالى
يغوص البحر من طلب اللآلى ويحظى بالسيادة والنوال
ومن طلب العلا فى غير كد أضاع العمر فى طلب المحال .
وعجبى
أسف على الاطالة
تحيــــــــــــــــــــــ ــــــاتى