المسيحية والاسلام...
(شجعني الرد الاخير للخليل في.. لااكراه في الدين على نشر هذه اللدغة)
في نظرة سريعة لوجود المغاير...وجدت بان تقبل المغاير اصبح في مجتمعاتنا الشرقية شيئا يستحق ان نبحث عنه حتى في طيات الكتب...لكن في عصر النت..وجدت بان الامر اسهل عند البحث لكنه مخيب للامال عند الوصول النتيجة..ومن خلال هذه النظرة تبين لي...!
استطاعت المسيحية باغلب طوائفها من خلق مؤسسات فكرية تعمل على رصد الفكر الديني الاسلامي من اجل تأسيس خطاب لاهوتي خاص من خلاله يمكن مواجهة المد الاسلامي، ومما لاشك فيه ان هذا الخطاب اصبح هو المُشكل لنظرة المسيحي الى الاسلام بصورة عامة..ومع الاختلاف في وجهات النظر حول هذا الخطاب الا انني اراه خطوة كبيرة من اجل فهم الغير...وأود التاكيد على هذه الكلمة (الغير)..لاني لحد الان لم اجد الا محاولات شخصية من قبل بعض المفكرين الإسلاميين من اجل فهم الغير مع ان الغير يشكل القوة والسلطة والهيمنة.
ففي حين يشكل الغرب المسيحي التنسيق والتنظيم في التعامل مع الغير باعتباره وجودا شاغلا لمساحة لا باس بها يقابله حسب راي فوضى وتشتت واهمال وتقصير بل حتى مثلما نلاحظه نحن سواء أكنا من الغير ام لا...التحجر وقد اعجبني سؤال طرحه(حسن القرواشي ) في مقال له بعنوان المسيحية والاسلام... حوار التكافؤ والمعرفة والاختلاف.. وهو"كيف يمكن أن يتهاون الفكر الإسلامي اليوم بأحد عنصري قوة الغرب: ارادة المعرفة وارادة الهيمنة فلا ينهض بصفة مستمرة مدروسة برصد الفكر الديني المسيحي لدى الأفراد والمؤسسات لا سيما أن هذا الفكر قد كيّف نظرة الغربيين الى الانسان والى الكون ويعد مدخلاً جيداً وضرورياً لمعرفة القيم المركزية التي يؤمنون بها وينطلقون منها في تعاملهم مع غيرهم؟".
ان هذا التساؤل قد خلق في نفسي نوع من الغبطة لاني واجهت في الايام القليلة الماضية تحديا من قبل اشخاص يدعون بانهم اصحاب دعوة وحق وان المقابل صاحب باطل...حيث كانت نظرتهم الى الحوار اصلا بانه حوار حق مع باطل وعندما واجهتهم بمعنى الباطل كان ردهم طوبائيا غير مقنع ابدا...ولا اعلم اذا كان فعلا دراسة المغاير امر فضيع في التشريع الاسلامي ام ان الامر ليس الا وجهات نظر..؟
وفي مقارنة بسيطة للفكر المسيحي والاسلامي نجد بان الاول قد حقق اشواطا على حساب الاخير في مسالة فهم المغاير وكذلك في بناء اسس للتحاور وحتى التعامل الذاتي..وبالمقابل فان الاسلام مازال يتراوح بين قبول او رفض المسالة ..وهذا ما حدا بنا الى قول ان المحاولات الاسلامية لاتعدوا سوى محاولات شخصية دون وجود مؤسسات تعمل لرصد المغاير ورصد فكره من اجل وضع اسس يفتقدها المسلم في تقبله للمغاير روحيا ام فكريا .
والسؤال المطروح الآن هو هل يمكن ان يظهر في الفكر الإسلامي الحديث تقليد معرفي فيه تدرس المسيحية بطريقة تتناغم مع الاعتقاد الاسلامي ومع الحداثة معاً أي بالطريقة التي يؤمن بها أصحابها فعلياً؟ وهل هناك خطاب ديني في شأن المسيحية متطور ومساوق لتقدم المعرفة...؟اعود لاقول ان حسن القرواشي قد اعطى ملاحظات مقنعة حول الموضع هذا بل ما كتبته انا ليس الا تحوير وتلخيص لاهم ما ذكره هو....مقالته نشرت في الحياة 2004/07/10...هذا اذا اراد احدكم ان يطلع عليها.
محبتي وتقديري