إعتذاري لك ...يامعري
ربما لاأبالغ إذا أطلقت على فكر أبي علاء
أنه فكر "مُحطِّمُ الأوثان" للكم المذهل من الصنمية في الرؤية عند عوام الناس بله خاصتهم
الخرافة
والتقليد الاعمى
أصنام من طراز أخطر من أصنام الحجر
ومن يؤسس ليجعلها جذاجذا يخشى منه ولا يخشى عليه
وهكذا كان المعري غريبا ً بين الناس صرخة صدق مدوية
لقد شغله معنى الإنسان، ومفهوم الحقيقة، ومراد الله من خلق الحياة، ما كان من عمر أبي العلاء.
ولقد وصل إلينا شطر كتبه. وفيها ... شعره المؤدلج عن مضمون حقيقة الحياة
والعظمة التي لاتخلو من روح المعري الخالد لم تنفع البشرية على طول خط الزمن ، لأنها سرعان ما تنحرف عن إيجابيتها في عقول متلقيها .
وإن كان ذلك لم يجعل أبي العلاء يتنازل عن إرادة العظماء كما هو بديهي .
فالصغار وحدهم هم الذين "يفْرَحُونَ بِمَا أتَوا وَيُحِبّونَ أنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا" ويشعرون باللذة في إعشاء نظر الناظر وحرمانه من حريته. ولكن العظمة الصحيحة تتخلق بأخلاق المعري فتسعى إلى حمايتنا من نفسها.
والإنسان العظيم سادتي الكرام يظل إنساناً وإن عظمته توقظ ما يمكن أن يماثله لدى كل إنسان. ومن يتحرى الصحوة يشعر بمطلب أن يكون هو ذاته عظيماً هماما ً مقداما ً.
لقد صدق من قال: إنه "طيّبَ الدنيا بحكمتِهِ، ومن على جرحِهِ من روحِهِ سَكَبا"
ومن قال إنه "منح الإنسانية أكثر مما تستطيع أن ترد له الجميل،
وقريبا ً أكتشفت سر بهجتي بحرفه
ذلك أنه ( رحمه الله )
صدق مع نفسه صدقاً جلب عليه سخط معاصريه ولاحقيه
حتى اضطر إلى الردّ على منتقديه، وزجر من عدّهم نابحيه.
فياءيها العادل فيه
هل قرأت رده في كتابه الذي أختطه بيمينه
وأسماه .... زجـــــر النابــــــــــح
أنتظر جوابك !!!