لا..صلاة...
تغرينا الآلهة بجنانها..
وتعدنا بالأمان في نعيمها
على أن نقدم صلواتنا لها،
ونذرف الدموع من خشيتها،
ونؤمن بكل ما تجنيه يداها،
وما تحصده منا يداها...
وكأنها الآلهة بأقدارها..
لا ترضى غير الركوع ذلاً لنا،
ومنا الدموع عظمة لها..
ولا شيء يرفع شأنها غير ابتهالاتنا
لكن من يغفر لها ذنوبها وظلمها..
وعطشها الأبدي لدماء الطفولة
هم في كل الأرجاء يذبحون
وكأنهم على النصب ينذرون
لا صلاة تمنع ذبحهم...
ولا أدمع ترحم أنينهم،
والآلهة بكبريائها تنادي وتصيح
هل من مزيد...؟
ومع صيحاتها .. الطفولة تصيح
لماذا نذبح ونحن أبرياء ؟
لماذا نحن دائماً الضحايا أيها العقلاء ؟
هل لأننا لا نعرف الخداع ؟
ولا نؤمن بغير الصفاء ؟
أم لأننا ضعفاء ؟
لا نملك حتى حق البقاء ؟
آلهة تنعم وتبيح,
وكأنها لغير ذاتها لا تعيش،
وأطفال في ظمأ وشقاء
يتساءلون أين أنت..
يا رب البشر والحياة..؟
ألا تسمع النداء ؟
ألا توقف سفك الدماء ؟
أم أنك مثلهم لا تبالي بغير الهناء ؟
ولا يحرك أقدارك غير الرغبات..؟
ولا يفجعك حتى أنين الامهات...؟
ألا تسمع .. كأنها ديميترا تنوح من جديد
مسكينة هي مثل أطفالنا
لا أحد يبالي بجراحها
خطفوا من بين أحضانها
طفلتها التي لا تعرف الهموم
صرخت .. استغاثت .. بكت..
لكن لا أحد لبى النداء
كما الآن أطفالنا..
الموت يخطفهم من بين أحضان الامهات
ولا شيء .. يوقف الرغبات..
حتى أنين وصيحات الذات...
والآلهة .. لم تزل..
تصيح هل من مزيد..؟
فجوعي قد بدء من جديد..
ولا شيء يوقف الرغبات..
حتى دموع الطفولة التي ..
تشردت وتاهت .. كقطة
قذفتها الأقدار خارج الأسوار..
فأصبحت تُلعن بركلات الأقدام,
ومؤاها لا ينقطع كنحيب الأطفال..
لمعان عيونها كدموع الأطفال
لا تمنعها الظلمة ولا الأيام،
والأقدار كالسياط...
لا تقدر إلا على الأبرياء،
والآلهة .. كقريناتها الأرضية..
لا يشبعها إلا الدماء..
وصيحات الرجاء..
والحياة كأنها لعبة قدرية
فرضتها لتتسلى بها
مع الآلهة الأرضية...
وكأنهما معاً.. لا شيء
يديم عليهما البقاء
غير سحق البسمة...
من على شفاه الأطفال ،
وحرق كل الأماني..
التي لم تجد لها طريقاً للبقاء..
فأية صلاة نقدمها للآلهة ؟
وأية مآسي هذه التي
تفرضها علينا الأيام
ألا يكفيها ما أخذت وذبحت ؟
أ لم يبرد غلة عطشها..
دماء الأطفال التي سفكت ؟
ألا يكفيها أنها تركت..
أحضان الأمهات...
تشتاق لضمة تعيد إليها الروح..؟
ألا يكفيها أنين الامهات
في صمت الليالي..؟
كفاكِ معها...
فانه لا صلاة يرتجى منا...
ولا أمان لكم في أعماقنا.
6-5-2003
المقصود هنا الطواغيت وزبانيتهم..؟