من ذا يَسكُنُ الغيمةَ التي تَقيّأت ذاكرتُها مُقلةَ الروح ؛ ؛
ليُعيدَ ترتيبَ نسائمِها المخبوءةِ بطيفٍ آفل
أسررتُ لكِ بأني
سأجتاز حُجُراتِ الروح المُقْفَلةِ
وأسكبُ رحيقَ الغد المعجون بالأمل
علَّني أُذيبُ ركامات الأمس
وهمستُ
سأهاجرُ بكِ مجراتٍ وأُحيكُ لك أثوابَ الفرح
وأُفرغُ أشجانَ روحك المطحونة باليأس
ها أنا أتيتُ آخراً من فوقِ أرصِفَتِكِ المُكْتَظّةِ بالعابرين
لأستوطن بسرْمَديّة البقاء . !
أَلَمْ يُخبِروكِ أنّ العواصفَ ذرّاتُ تَتَمَسّحُ برداء عنفواني ؟
فهل يستطيعُ سُكونك المُهْتَريء مُقاومَة هَوجائي !
ومَرّةً أقْسَمو أني السماء ؛
لا أُفُقَ يَسعُني ولا امرأةً اشْتَمَلت جزءاً من حنيني
غمزتُ لكِ بأن
حقائبَ النور التي سُقْتِها . .
أنا من رتَّبَ خيوطَ جلودها
ومسح بعاطفته على جدائلها المسكونةِ بزهور الأوركيد وأنفاس البنفسج
أسدلتُ ذرّاتٍ من رحيق أنفاسي فوقَ صدرها المُكْتَنِزَة حقوله الباسمة..
وشدَدْتُ أوتارَ أَلَقِها المَعْقودِ بناصيتي ...
وأَتَتْكِ تَرفُلُ بحسنها وَظَنَنْتِها هِبَةٌ ساقَتْها إليكِ السماء
غرِّدي لي
الأملَ الذي تُخَبئينَ ألوانَهُ داخلَ مِعطَفِ روحك . .
كيف تُريدينَهُ أن يُخلَق !
هل مازلتِ تَرَينَهُ بلون عصرِ أفلاطوني لا يجيء . .
أم أنكِ صنعت له قنينة . .
ينسابُ أريجُها ويُهدهِدُ فؤادَكِ قطرةً قطرة كما أنتِ تريدين؟
في العُتمةِ
تَعاهَدْنا أن نَصنعَ البَوحَ مُدناً وأَبَيْتِ إلا أن تُهاجرَ المدينة. .
سأرتحلُ هجيراً حين تختزلي الصقيع
وأسررت لكِ أننا
سنخيطُ ضمائرَ الشك تُبَعثِرينَها أُلَمْلِمُها ؛
تَسكُنُ أَرحِقةَ المسافات . .
أَغزِل خرزاتِ الهواء لأَبْعَثَني موتا . .
سنُسْلُم الأحلامَ قيدَ الأُفق
وتستَفيقُ مَراكِبُنا لجةً لازوردية ؛
تطواف دوّامةٍ لا يَحدُّها قَرار
وبرزخُ العشقِ
مأوى أرواحِنا المُنْهَكَةِ ترحال !
أين المفر وسوط الشك يُحاصر المفرق الأوحد !
يا صغيرتي
ما الأرضُ إلا حجارةً ينبوعُها تِجفاف
و إكسيرُ خُلجاني المعتّقَةِ رُواءٌ حكيم . .
وأَبَديةُ التكوين مني تُفجّرُها فراشات ألحاظ الأميرة
يا امرأةً تحترف صنع النهايات
كوني كما أنتِ
سأحيا بكِ أبدا !