كنْ كما شئتَ فإنِّي ..

أخي الحبيب بندر:

قصيدة رقيقة رائعة تنطق بالعذوبة والجمال ....

ولكن دعني أوضح لك أمراً ...

تفعيلة الرمل "فاعلاتن" لا تقبل من الزحاف غير الخبن (حذف الثاني المتحرك) لتصبح "فعلاتن" ولا يستعمل الكف (حذف السابع الساكن) في الحشو وأنت لم تستعمل هذا بل أغيرت السابع الساكن إلى متحرك وهذا ما لم يرد ذكره في العروض العربي من أساسه وعليه فإن ملاحظة أخي ابن بيسان في محلها وهو وإن قصر ملاحظته على بيت إلا أنك كررت هذا الأمر في أبيات أخرى ...

لستُ مِنكَ ولستَ منّى
إن جُرحتَ فلا تلُمنـي
أو أُهِنتَ فـلا تسلنِـي
لا تعيـرُ لنـا بـوزنِ
إن تبعت فلست منّـي

للحق قصيدتك عذبة جداً أحببتها وقرأتها غير مرة ولكني أوصيك بإعادة تنقيحها وأعتقد جازماً بأن ذلك غير مرهق لشاعر رائع مثلك ...


تحياتي وتقديري

أخواي الحبيبين ابن بيسان وسمير :
تحية طيبة لكما , والحديث هنا ذو شجون , سأشير إلى نقطتين تخصّ هذا البحر وهي :
1- هناك ملاحظتان على هذا البحر نترك الأول ونذكر الثانية والتي تخصّ الخبن والكفَّ وهي : يدخل الخبن في جميع أجزاء بحر الرمل وهو حسن , وكذلك الكف ومثاله :
ليس كلّ من أرادَ حاجةً /// ثمَّ جدَّ في طلابها قضاها

ليس كلل / من أراد / حاجةً // ثمم جدد / في طلاب / ها قضاها
فاعلات / فاعلات / فاعلن // فاعلات / فاعلات / فاعلاتن
ومثاله على التام ولا أعلم هل له مثال على المجزوء أم لا , وهو قيد البحث بالنسبة لي , ومن لديه علمٌ موسّع في العروض ليته يتكرم بإفادتنا مشكورا .

2- قرأتُ ذات مرّةٍ لأخينا الأستاذ خشان موضوعاً حول تفعيلة ( فاعلاتن ) وأذكر أن النقاش كان حول جواز إتيان ( فاعلاتن ) ( فاعلاتك ) إن لم تخنّي الذاكرة , بحثت عن هذا الموضوع ولم أجدهُ , أتمنّي أن يفيدنا الأستاذ خشان في هذا الأمر .

أخير اً : إن كان هناك ما شذذت بهِ تاللهِ لن أذهب بعدها هذا المذهب فمهما سموت شعراً لن أشذّ عن أسلافي , ومن يشذ كيف يسمو .
علماً بأنَّ التنقيح لا يجهدني فهي مسألة حذف حروفٍ في الأبيات وتغيير تركيبة العجز ( لستُ منك ولستُ منّي ) إلى ( لا أراكَ اليوم منّي ) .

هذا ودمتم بخير .
في أمان الله .

الشاعر " بندر الصاعدي": أولا أحييك تحية من أخت تحترم هذه الذائقة الشعرية لديك.

مررت بقصيدتك وقرأت هذا الحوار الثري ولقدكنت قد قرأت عن موزون الرمل وأن من نظم عليه هو الدكتور ( مانع سعيد العتيبة ) فبحثت عن الرابط ورأي الأستاذ خشان فوجدته وهاأناسأضعه لك هنا علنا نستفيد منه جميعا.
وأود التنويه إلى انني قرأت قبلا نقاشا حول جواز تحول 2 2 3 في البسيط إلى 11 2 3 الرابط:

https://www.rabitat-alwaha.net/molta...&threadid=1229

يقول الأستاذ خشان في الرابط:

http://www.geocities.com/khashan_kh/50-alfaselah.html
يقع التكافؤ الخببي بين ((4)=31 و4=22 في أي بحر بتوفر ثلاثة شروط:

1. أن يحوي الوزن 4 3 4 .
2. أن ينتفي في أي جزء منه وجود 334 .
3. أن ينتفي فيه وجود 32 .
4. في حال احتوى البيت 32 فإن التكافؤ الخببي بعدها (لاقبلها) قد يكون مستساغا ولكنه في غير ما أجاز الخليل لا يعتبر شعرا بل موزونا.

والوزن الذي لدينا وجدته منسوبا للدكتور مانع سعيد العتيبة في الرابط:
http://209.197.232.99/vb/showthread....&threadid=1415

يا فتاتـي لا تخافـي حبنا لن يقتلوهْ =232/232/232/532
دربنا صعبٌ ولكن لن أحيد ولن أتوهْ =232/232/1132/532
كم كتابٍ مزّقوا صفَحاتهِ أو مزّقوهْ =232/1132/232/532

**

وأجده مقبولا ولكن أنا مع رأي أستاذي في اعتباره من مستساغ (الموزون) لا من الشعر.



سلوى

السلام عليكم

لفت نظري أحد الإخوة إلى هذا النقاش العروضي الممتع، فجئت للإجابة فوجدت رد الأخت بروق -سلمى وهو - ماشاء الله - يدل على إحاطة بالموضوع. وأشكرها على متابعتها وإحاطتها بما قدمته بهذا الصدد.

حقيقة أنا أجد مجيء 331 محل 34 مستساغا إن لم يتبعها 2 3 كما في أبيات كل من الأخ عذب الكلام بندر الصاعدي أو الدكتور مانع العتيبة.

ولكن وحفاظا على الشعر أقول أراه من جميل ((الموزون)) وعذبه . وأوثر في الشعر التزام ما تفضل به أخي سمير من الوقوف في الشعر عند قول الخليل.

جدب هذا العشق خير كله يأتي بمزنِ إن حزنّا فهو دمع يطفئ الحزن ويفني أو فرحنا فهو غيث وهو غايات التمني آه يا بندر منها دعك من لوم الممني لا تلمني في عيون بعتها عمري وفني سحرها سحر حلال وحرام ان تلمني كلما أطرق جفن ضعت في شكٍ وظنّ لو تراني حين تبدو لو تراني كيف أني!!

أخي بندر:

أفهم ما تسوق وإن لم أوافقك عليه إلا بتغيير منطلق الحوار من الشعر إلى الموزون ...

للشعر بحوره المعروفة ولكل زحافاته المشهورة وأرجو أن نلتزم بهذا ...

أما الموزون وقد تحدث عنه الكثيرون ومن أهم من أدلى بدلوه في هذا الموضوع أخي خشان فله أيضاً أوزانه الخاصة التي نقبلها دون الشعر وفوق النثر.

أخي الحبيب خشان:

أشكر لك توضيحك.

إن أهم ما يدفعني للحرص والتشدد في الفصل بين الشعر والموزون هو سد الذرائع لمن يحاول أن يغير فجأة أو تدريجياً أوزان وتفاعيل البحور بما لا يلبث أن يهدم الشعر من أساسه ويلغي تميزه عن غيره من ألوان الأدب الأخرى. ولعلك تعلم أن حرصنا هذا على الشعر وهويته وهيكله يتعدى مرحلة الحرص على الأدب في ذاته إلى الحرص على القرآن الكريم أن لا يأتيه الباطل من بين يديه ومن خلفه وهذه رسالة كل مسلم.

الأمر طويل وواسع وربما نطرحه للحوار يوماً ... أما اليوم فالحرص على شكل الأدب وهويته هو هدف كبير نحرص عليه ... ولا نقبل بالموزون والمنثور وغيرهما إلا بتوصيفهما بما يحفظ لكل كينونته واستقلاله


تحياتي وتقديري

يا حمامَ الأيكِ غنّي أوصلِِ الأشواقَ عنّي واعزفِ الألحانَ شجواًً واحملِ الآهاتِ منّي للتي ناءت بلقبي وأحلّتْ ليَّ حزني قلْ لها إنّي طريحٌ بينَ آمالي وظنّي قلْ لها إنّي جريحٌ والجراحُ تجيزُ دفني قلْ لها حين المنايا أنتِ أنفاسُ التمنّي

دموع الرائع شكراً لتعالقكِ مع القصيدة
دمتِ بألفِ خير
في أمان الله

يا نسيمَ الشوقِ صلني بالتي تسكنُ جفني بالتي ما مرَّ يومٌ دونَ أن يشتاقَ ظنّي يا نسيمَ الليلِ إنَّ الحبَّ دوماً بي يغنّي لطيورٍ وفيافٍ لنجومٍ ودياجٍ بدموعٍ من تجنّي لبحارٍ وقفارٍ ومسافاتٍ لحزني لشموسٍ غائباتٍ لليالٍ أرهقتني لعروقٍ راعفاتٍ لجراحٍ مزّقتني بأنينٍ وحنينٍ بجنونٍ وتسنّي بهدوءٍ وضجيجٍ بلهاثٍ وتأنّي إنَّ بسماتِ العذارى تسلبُ الآهاتِ منّي ومواساةَ السهارى ليتها تجدي وتغني وزجاجاتِ السكارى قارعاتٍ صوتَ لحني الهوى قدْ صارَ عزفي والأسى قدْ دامَ فنّي

أخي الحبيب نسيم الصبا :
لا تنادني بالأستاذ فإنّي أقلُّ شأناً من هذه الرتبة .

لك ولأبياتك ألف تحيّة أخي
تقبّل تحياتي وتقديري .
دمت بخير .
في أمان الله .

أخي وأستاذي بندر الصاعدي
عدت ثانية لموضوعك
موضع الملاحظة هو (2) = 11 بدل 2 = 1ه
أي ورود فاعلاتُك = 2 3 (2) بدل فاعلاتن 2 3 2
أو = (( تُكَ فا) بدل –تُن فا-
حيث ((4) = فاعلا((تكَ فا) علاتن
وأنا أستعذبها في الرمل ولكني لا أراها تجوز في الشعر.
والروابط لذلك هي

http://www.geoctes.com/khashan_kh/60-31-22.html

http://www.geoctes.com/khashan_kh/50-alfaselah.html

كُنْ كَمَا شِئـتَ فإنّـي لستُ مِنكَ ولستَ منّى
2 3 2 1 3 2 ........................2 3 (2) 2 3 2
---
إن جُرحتَ فلا تلُمنـي أو أُهِنتَ فـلا تسلنِـي
2 3 (2) 2 3 2 ...............2 3 (2) 2 3 2
يا تُرى ما كانَ فيهـا يجعلُ القلـبَ معنَّـي
أعرفُ معنّى بالألف فلعلّ لمعنّي بالياء معنى لا أعرفه، ثم إن كان كذلك فهي معنيّا
ويمكن القول : حاق بالقلب المعنّي
-----

يرفضُ الكلَّ ويمضـي خلـفَ حـبٍّ وتمنّـي
تكتب وتمنِّ (ي) وإن شئت فأضف الياء لمن يجهل ضرورة إشباع الكسرة في الروي
---
كابـدَ الآلام صـبـراً صـوبَ بـانٍ متثنّـي (متثنِّ)
-----
مهمـلان هنـا كلانـا بيـن جـرحٍ وتغنّـي
2 3 (2) 2 3 2 ................2 3 2 1 3 2
----
وهيَ للغيـرِ مصيـرٌ لا تعيـرُ لنـا بـوزنِ
2 3 2 1 3 2 ...............2 3 (2) 2 3 2
تعير متعدية بذاتها واللام هنا واضح أنها لإقامة الوزن، ولا أراها جيدة.
وهي للغير مصيرٌ ........ هل لنا من أيّ وزنِ (مثلا)
وقد يكون في إعادة الصياغة ما هو خير من ذلك.
----

بعـد هـذا لا تلمنـي إن تبعت فلست منّـي
2 3 2 2 3 2 ..................2 3 (2) 2 3 2

والله يوفقك

أخي الحبيب وأستاذي سمير :

تداركتُ ما وقعتُ بهِ وإن كنتُ أراهُ مستساغاً , وحرصي على أصالة الشعرِ في معناه ومبناه أولى من استساغة ما أراهُ لذا كان الفصل في الأمر هنا بعدمِ الخلطِ بين الموزون والشعر .

أخي وأستاذي خشان :
بالله عليك لما أردتَ إحراجي بوصفكم لي أستاذا , ذكرتُ سابقاً بأنّي أقل شأناً من هذه الرتبة , وأنا مجتهدٌ في كلِّ ما يتناولهُ الأدبُ من شعرٍ ونثرٍ .. الخ .

أمّا بخصوص الملاحظة فقد تمَّ تجاوز ها وإدراك اللبس وذكرتُ أعلا ما يوضّح ذلك ,

معنّى ومعنّي كلمتانِ تختفلانِ في نسق الجملة فحين نقول :

رجلٌ معنّى ... نكتفي بهذا التعبير , والذي يدلّ على معاناتِ الرجل .
وحين نقول :
رجلٌ معنّى ... لم تكتمل الجملة , فلا بد أن نكملها كقول :
رجلٌ معنّي إليكَ , أي قاصد وراغب , والبيت كالتالي :

يا ترى ما كان فيها = يجعل القلب معنّي ( إليها ) .

أمّا بخصوص النصب فيها , وحذف الياء وكسر ماقبلهُ في ( متثنّي , وتغنّي ) وهي الكتابة السليمة لها ولمثلها فقد أخفتُ وهي عادتي ومن هنا أقول ( لستُ أستاذاً ) .

بارك الله فيك وبك وجعلك عوناً لنا .

دمت بخير
في أمان الله .