ألقيت قلبي على أيتام أحلامي
وقلت هيا اطعموا لحمي وألآمي
نعم شربتُ الهوى من قبلكم جرعاً
وكنتُ اسقيكموا حلمي وأوهامي
لا ترحموني فقد أشبعتُكم وجعاً
وعذِّبوني بذبح الحبِّ قدامي
كم كنتُ أسعدُ في ذلِّ الهوى ملكاً
يموتُ حرفي ولا تنهارُ أعلامي
حاربتُ في ساحةٍ خصمي يبارزني
بغيرِ سيف ولا أخشاهُ إعدامي
سرقتُ في غفلةٍ منه حبيبتَهُ
وقلتُ هيّا اشربي حبّي وأحلامي
فاستسلمتْ ضعفُها المأفونُ أسلمها
وصرتُ أزهو بها في كلِّ أنغامي
لكنها أسلمتْ قلبي لطاعتِها
أنا الأسيرُ وكنتُ الآسرَ الحامي
وصرتُ عبداً لها أسعى لخدمتها
وكم توهّمتُها من بعض خدامي
معزوفةُ الحبِّ كم غنيّتُها فرحاً
وكم تلذذتُ في تنويعِ أقسامي
اللهُ اللهُ مالي والهوى مَلِكٌ
على فؤادي على قلبي وإسلامي
فذكرُها قبل ذكر الله في خَلَدي
يا سُقمَ قلبي تلاشتْ كلُّ أسقامي
هيا اخرجي واتركي قلبي لراحتهِ
لكنَّ قلبي عصى أمري بآثامي
سلطانة الحب كم أطعمتها وجعاً
وكم توجعت من كفري وإطعامي
وقلتُ يا خصمُ أقبلْ كي تساعدَني
وفكّ أسري فقد أشقتني أيامي
لكنّ خصمي مع الأحكام في تعبٍ
يَقضي ويُقضى ولا يدري بأحكامي
دمّرتُ قلبي وكم طاردتُها تعباً
بدون جدوى وكم أتعبتُ أقدامي
ثم توقفتُ قلتُ الآن أُخرجُها
أخرجتُ نفسي فكانتْ جرحيَ الدامي
سلطانةَ الحبّ لا تخشَي مفارقتي
هدمتُ من أجل ربي كلَّ أصنامي
رتّبتُ قلبي وقد أصبحتِ ثالثةً
إيمانيَ الآن يرعى كلَّ أيتامي