من
يحمي القرآن

الحمد لله وكفى، والصلاة والسلام على من اصطفى، محمد بن عبد الله النبي الأمي الأمين، ومن اتبعه واقتدى بهديه إلى يوم الدين.

سؤال غريب، وإجابته أوضح من نور الشمس ونور الكون، لأنها نور اليقين، " إنا نحن نزلنا الذكر وأنا له لحافظين " صدق الله اصدق القائلين، ولكن، حين تدنس قدسية المساجد، وتنتهك حرمات المسلمات، ويغتصب أتباع محمد- صلى الله عليه وسلم- رجالا ونساء في مراكز التعذيب والتنكيل، وتداس كرامة المسلمين والمسلمات، ببساطير الكفر والإلحاد، وحين تدفع آيات الله وكلماته الطاهرة إلى المراحيض، وتقذف تحت الأقدام، وحين يذبح الموحد على درجات المنابر، وحين يتطاول الأوغاد الحاقدين على سيد الخلق وإمام المرسلين، وحين يمنع الحجاب في بلاد الإسلام والمسلمين، إتباعا وإقتداء بالمشركين الكافرين، وحين يخرج الملوك الأعاجم، ليصدورا فتاوى الإسلام وتعاليم الدين، وحين تخرج زوجاتهم بالبكيني لتناقش وضع القران ومراجع المجتهدين، حينها يكون لزاما علينا أن نقف لنسأل، من يحمي القران، من حمى التحريف والتجميل والتزيين؟

هُنًا نحن هوان الجيفة، وسقطنا في قاع الذل، وغرقنا في التبعية والخوف، حَوًرنا الأسماء، وهَجًنا المعتقدات، وحَسًنا المصطلحات، فالحرية للمرأة تعني التخلص من جور الحجاب، ومن ظلم الجلباب، وقمة الرقي فيها أن تتعرى على المسارح والخشبات، تنفض حياءها كما ينفض القيء من فم الثملان، وتحدد مفاتنها أمام من راح ومن أتى، وتفرش جسدها على بعض من دراهم أو وريقات، كحيوانة تشرى وتباع، وتبعنا الشهوة، فاستعذبنا خلع إهابنا وجلدنا، وعللنا ذلك بالعصر ومقتضياته، وبالرقي ومستجداته.

وانخرط علماءنا في ركب الحكام، فباعوا الدين، وباعوا اللحى، وانتشروا في الأرض مبشرين داعين، بجلالة الملوك والسلاطين، وسمو الأمراء، وفخامة الرؤساء، وحذروا من مخالفة سننهم، أو الانزياح عن هداهم، وكانت ترهيبهم جهنم المخابرات وصقر المعتقلات، فاسكنوا بأعماقنا الرعب من مخالفة أهواءهم، والقوا في روعنا حبال المشانق وأساليب التعذيب والإعدام.

وباع مثقفينا ضمائرهم بسوق نخاسة الأموال، فانطلقوا يكتبون ويؤلفون، أبجديات الطاعة والولاء، فحرفوا المفاهيم، وقَزًموا الغايات، وارشودنا لتاريخ العصر والزمان، قالوا:- أن لكل عصر امة ورجال، وان ما صلح لسلف الأمة، لا يصلح لتبعها، وان السياسة لم تكن للسلف واردة بالحسبان، لذلك كان السيف منطق الأحداث، والرمح سيد الكلام، والسهم الخارق للأعداء ليس سوى خشبة من نوع نبت هجرته الصحراء، وان الطاعة في يومنا هذا، موطن البطولة وارض الأبطال، والصبر من أعلى قمم الإيمان، والحوار من أسمى ما جاء به الدين، وأرقى درجات التبيان.

والقدس في شرع الحكام والعلماء والسادة، ليست سوى أحجار، والبراق عهد قديم، واليوم تجاوزنا زمن المعجزات، وفلسطين ليست سوى قطعة ارض، والأرض في الكون كبيرة متسعة، فلا ضير بالتسليم من اجل سعادة الأجيال، والشهيد أضحوكة كبرى، فمن أغلى دم المؤمن أم مسرى الرسول وملتقى الأنبياء، والعراق غريب عن عصر اليوم وعصر الحلفاء، والعرض في أبي غريب، يختلف عن العرض في البيوت والساحات، فلا ضير من اغتصاب النساء خلف جدر السجن وخلف القضبان، المهم الاستتار أثناء الابتلاء، ثم، ما الفرق بين أن تضاجع الزوجة زوجها، أو يضاجعها ضيف قدم من آخر الأرض لنشر الأمن والأمان، نحن امة تُكَبِر الأحداث، وتصنع من المعقول غير معقول، ومن الممكن غير ممكن، فانظر حين انتشر الجنس في الغرب، كيف نمت الحضارة، وكيف ذاب الغباء والكبت وعقم البداوة، وانظر كيف أصبح الغرب ينتج شبابا يستطيع أن يرسم بطولاته على خارطة البلاد وأجساد العباد.

واليوم، اليوم جاءوا، وكلهم إخلاص ومودة، حب ومحبه، لينزعوا من قرآننا كل الأخطاء، ولينقحوه من فواحش الأشياء، ويطهروه من آيات الحقد والعداء، ويغسلوه مما علق به من فهم للأحكام والقواعد والدلالات، فان قبلنا، كنا أصحاب سعادة، في الدنيا والآخرة، وكنا عن جدر السجن بمنأى ومن عذاب القصف والموت بمأمن، وعن شعور الذل والهوان ابعد، وأما، إن رفضنا، فالموت سيأتي مع طائر، والاغتصاب للرجال والنساء والأطفال سيكون هو الدائر، والذبح والسلخ نقطة المحاور، والسجون والمعتقلات ستغص بكل من يدعي انه ثائر.

وسنغير اسم القران إلى " الفرقان الحق "، وهو كما ترون مستقى من اصل الشرع، فالفرقان اسم من أسماء القرآن، والحق اسم من أسماء الله جل جلاله، بذلك نكون قد وطدنا مفهوم الحق بالتفريق بين ما قال سلفكم وما نريد نحن، فلا ظلم بذلك ولا غبنا، فالبدعة الحسنة، يؤجر صاحبها، ويثنى عليه وعلى من اتبعه.

وكي نمنح القران الجديد العزة والمنعة، فقد قررنا أن يتم نشره من أمريكا، سيدة الكون، وصاحبة الأمر والنهي، وقد تكرمت دارا النشر الأمريكيتينOmege2001" و Wine Press" بتحمل هذا العبء، وهذه المشقة، بالتعاون مع "الصفي و المهدي" وهما من أهم علماء دينكم، وأوعى الناس سلفا وخلفا بمفهوم التطور الذي تفرضه الحياة عليكم، فالتحجر والتقوقع ليسا من صفات هذا العصر المتغير، وهما من أتباع سنتنا المتينة، وأشخاصنا قدوتهم المهيبة، وعالمنا الخفي هداهم وتقواهم، فامتثلوا لقولهم، والتزموا علمهم الشرعي، وإياكم، ثم إياكم، أن تقتربوا من مخالفتهم، فتكونوا ممن قضى على نفسه دخول جهنمنا، بل وصقرنا، كونوا عبيدا أوفياء لرسالتنا، نكن أسيادا راضين عن عبوديتكم.

مصحفنا الجديد " يقع في 366 صفحة من القطع المتوسط ومترجم إلى اللغتين العربية والإنجليزية"

أما مصحفكم، فانه يقع، فقط، في 604 صفحات، ولا يمكن ترجمته إلى اللغة الإنجليزية، بل تقومون بترجمة شرحه وتفسيره، لأنه عصي على الترجمة والفهم، لذلك رأينا أن ننقل الصعب من القران إلى السهل، والممتنع فيه إلى المفهوم، أما معجزة اللغة واللفظ، فما هي إلا وهم ابتدعتموه من خيالكم وصدقتموه، عليكم أن تدركوا فضل عملنا، وصدق نوايانا، فقبل أن نخترع مصحفنا الجديد، لم يكن هناك ممن يعرف الإنجليزية يصل إلى قرآنكم القديم، بهذا نكون نحن قد آثرنا نشر تعاليم القران الجديد إلى لغتنا التي تحتل المرتبة الأولى في العالم، فانظروا الفرق بين جمودكم وتحررنا، بين التصاقكم بالقديم وبين تطورنا، بين ركونكم إلى المعجزات وبين واقعيتنا، فتعلموا الانصياع لقدراتنا التي وصلت إلى كتابكم بالنشر والترجمة والتوزيع، وبالتدقيق والتمحيص والتصحيح، وبالحذف والإضافة.

ولأننا في عصر الكنتاكي والهامبوغر، في عصر ماكدونالد والبيبسي، عصر الوجبات السريعة، والدين السريع، والتعبد السريع، فقد قررنا اختصار صفحات القران حتى لا نرهق المتعبد، ولا نأخذ من وقت عبوديته لنا الكثير في تلاوة الكتاب، فعبوديتنا نحن من استطاع أن يصل إلى كتابكم ويغيره، أولى من التعبد بكتاب لم يجلب عليكم سوى غضبنا وسخطنا، وما دمتم عاجزين عن حماية كتابكم فاتركونا نقودكم نحو هدفنا في امتطاءكم غير مسرجين إلا بسرج الطاعة والولاء.

وقد رأينا أن نبدأ بتوزيعه بالكويت، " بين الطلبة المتفوقين بالمدارس الخاصة الأجنبية" لأنهم رشفوا من أفكارنا ما يكفي، ويؤهلهم من قبول النقد والتغيير، فلم نسمع أي احتجاج، ولم تخرج أي ضوضاء، بل سار الأمر مسيرة النسمة الناعمة الطرية، ومسير الماء الزلال، والتزم قادتكم الصمت والهدوء، لأنهم بالدروس أوعى واعرف، وانطوى علماءكم على أنفسهم، انطواء الموت في الجيف المتحللة، واندسستم انتم في جيوب الطاعة والولاء، وهذا دليل على قدرتكم الرائعة في العبودية، واحترافكم السليم لفروض الإيمان بقراننا الجديد.

"يتألف قرآننا من 77 سورة مختلقة وخاتمة"، أما قرآنكم فيتألف من 114 سورة، يخلو من الخاتمة، وقد آثرنا الاختصار بعدد السور لنفس الأسباب التي بينا فيها اختصارنا لعدد الصفحات، فلا نرى أي داع للتكرار.

"الفاتحة -المحبة - المسيح - الثالوث - المارقين - الصَّلب - الزنا - الماكرين – الرعاة -الإنجيل - الأساطير - الكافرين - التنزيل - التحريف - الجنة - الأضحى – العبس-الشهيد.." هذه بعض من أسماء السور الجديدة، سور قرآننا الجديد، المنقح، الممحص، جمعنا فيها بين الديانات جميعا، وأوضحنا فيها رأينا بكل ما ورد فيها، دون لبس أو غموض، وبينا سبل النجاة أو الهلاك من جهنمنا الحاضرة، غير المؤجلة، وحذفنا ما تعارض مع مبادئنا ومعتقداتنا وإلهامنا الروحي، فاحترمنا الرعاة، وشرفناهم بسورة، واحترمنا الشهداء الذين يموتون وفاء وإخلاصا لديننا، فمنحناهم سورة كاملة، ولأنكم قمتم باتهامنا بتحريف التوراة والإنجيل، رددنا الأمر عليكم بسورة تدعى سورة التحريف، ولأنكم سادة الأساطير وصناعها، من ألف ليلة وليلة، وأبي زيد الهلالي، والزير سالم، وعنترة بن شداد، أتحفناكم بسورة الأساطير، أساطيركم التاريخية والدينية، وزودناكم سورة الزنا، حتى تفهموا الفرق بين المعنى الذي تحملون، وبين المعنى الذي نذهب إليه، ولأنكم انكرتم علينا عقيدة التثليث، فقد فتحنا عليكم بسورة التثليث، وحين تدخلون كتابنا العظيم، سيتبين لكم كثير مما كنتم تجلهون، وسيظهر بطلان ما كنتم تدعون.

"بسم الأب الكلمة الروح الإله الواحد الأوحد" بهذا نبدأ التلاوة، وهي البسملة الجديدة، فالبسملة التي تبدأ بها آيات كتابكم، لا تحمل معنى الوحدة في الأديان، بل تقود إلى تفرقة وتمييز بين الديانات، لذلك قلنا بالأب والروح والإله الواحد رفعا للتمييز وإنصافا للأديان. ورأينا أن تكون الفاتحة هي فاتحة قرآننا الجديد، لكنها فاتحة غير فاتحتكم، ففيها تقبع إرادتنا، وبما خلفها من سور تدخل غاياتنا، وتتكدس قدراتنا وأحلامنا، ليس لنا فقط، وإنما للبشرية جمعاء.

"والذين اشتروا الضلالة وأكرهوا عبادنا بالسيف ليكفروا بالحق ويؤمنوا بالباطل أولئك هم أعداء الدين القيم وأعداء عبادنا المؤمنين" هذه آية من سورة السلام، والتي تأتي بعد الفاتحة، ولأنكم وسلفكم الذي تعتزون به، وترفعونه إلى مراتب التعظيم والاحترام والتبجيل، أقمتم دينكم بالسيف والدم، رأينا أن نعفو عنكم وعن تاريخكم بالاكتفاء منكم أن تتعبدوا بمثل السلام الذي نصنعه ونكتبه في آيات فرقاننا الجديد، وحتى تنالوا عفونا ومغفرتنا، عليكم الالتزام بسورة سلامنا الذي هو الحق المطلق.

"يا أيها الناس لقد كنتم أمواتا فأحييناكم بكلمة الإنجيل الحق. ثم نحييكم بنور الفرقان الحق". وهي آية من نفس السورة، أردنا فيها أن نبين لكم معنى العدل والوحدة، ومعنى الحق الذي أغفلتموه انتم بكتابكم القديم، فالله قد بعثكم إلى الحياة بكلمة الإنجيل، ثم يحييكم باسم الفرقان الذي نصنعه الآن، الآن وانتم تنظرون، ولان الفرقان اسم من أسماء كتابكم القديم، فإننا أنصفناكم بان جعلنا عملية البعث الأخرى تأتي بنفس اسم من أسماء مصحفكم الذي تدعون بأنه الحق.

" لقد افتريتم علينا كذبا بأنا حرمنا القتال في الشهر الحرام, ثم نسخنا ما حرمنا فحللنا فيه قتالا كبيرا". ونحن إذ نهاجمكم بعقر بيوتكم بالشهر الحرام، فإننا بذلك نعلمكم بان ما ورد في كتابكم غير ملزم لنا، فانتم من افترى هذا القول لأخذ راحة من القتال في كل عام باسم الدين، وهذا نوع من التحايل والتحريف، لذلك فلتصححوا عقيدتكم، ولتصححوا ما افتريتم وحرفتم، وقولوا بالقتال في الشهر الحرام، بل قولوا فيه قتالا كبيرا.

"وزعمتهم بأن الإنجيل محرف بعضه فنبذتم جُلَّه وراء ظهوركم"

"وقلتم: آمنا بالله وبما أوتي عيسي من ربه ، ثم تلوتم منكرين


ومن يبتغ غير ملتنا دينا فلن يقبل منه.. وهذا قول المنافقين".

وحين زعمتم ذلك، كنا نحن في الدرك الأسفل من قوتنا، وكنتم انتم في أوج قوتكم، فلم نستطع أن نفعل شيئا لكم، بل خزًنا حقدنا في قلبنا، واحتفظنا بغلنا، ورسمنا سرا معالم خبثنا الأبدي، من اجل الإطاحة بكم، بقوتكم، ولما تسنى لنا ذلك، فتتنا أرضكم إلى دويلات وقرى ومدن، ثم ولينا عليكم من أتباعنا من هم منكم، فأشعنا الفواحش باسم الحرية، ورسخنا العهر والتهتك باسم الحداثة، وثبتنا مهاجمة الدين، باسم حرية الرأي المقدس، فانحططم إلى أسفل سافلين، وكأنكم بفنون الذل عارفين، وبأحكام الهوان متمرسين، فحق لنا أن نرد الصاع صاعين، وان نعيد عز ديننا القويم، وان نقوض كل ما في دينكم من يقين، فان اتبعتم ملتنا كنتم من الفائزين، بعبودية من نوع جديد، تخلط بين العلم وبين الحكم وبين رسالة نكتبها نحن باسم المرسلين، وكل هذا من سورة المسيح الجديدة الذي عليه افتريتم، ومن قدره وتضحيته نلتم.

" وكم من فئة قليلة مؤمنة غلبت فئة كثيرة كافرة بالمحبة والرحمة والسلام". ولان المسيح رسول السلام، فان هذه الآية الواقعة في سورته الجديدة، تدل على عمق دعوته بمناهضة العداوة بالمحبة والرحمة والسلام، والبعد عن استخدام القوة أو استحداثها من اجل مواجهة الأعداء، فالقوة الغاشمة التي استخدمتوها من اجل إخضاع الناس للإيمان الذي ادعيتم، إنما سخرت من اجله السيوف والرماح والنبال والتروس، ولم تستخدم فيه آيات الحكمة والمحبة أو آيات الرحمة والسلام، لذلك جئنا بقوتنا النووية والذرية، وبصواريخنا العابرة للقارات، وبقذائفنا الهائلة التأثير، والتي لفظ عليها لفظ المحبة والرحمة والسلام، لنجزركم ونسلخ جلودكم، ونطحن رؤوسكم ونفتت عزتكم وكرامتكم، كل هذا باسم المحبة والرحمة والسلام، وهو حق نملكه نحن، وننكره عليكم، لأننا نرفض أن يكون في هذا العالم عبيدا إلا لنا، ونرفض أن تتسع مساحة الكون لأسياد غيرنا.

"وما كان النجس والطمث والمحيض والغائط والتيمم والنكاح والهجر والضرب والطلاق إلا كومة ركس لفظها الشيطان بلسانكم وما كانت من وحينا وما أنزلنا بها من سلطان" لقد المحنا سابقا بأنكم لا تدركون الفرق بين من تضاجع زوجها وبين من تختار مضاجعة غيره للتمتع والتغيير والحرية، ولكن هذه الآية من سورة الطهر تريكم بأنه لا فرق بين ما تسمونه الزنا وبين ما تسمونه الزواج، وتبين لكم أن الأشياء التي ادعيتم أنها تحمل صفة النجاسة، إنما هي خالصة الطهر، نقية من تخيلاتكم وبدعكم، راجعوا معتقداتكم، ونحن بانتظار الرد والتعليق بالموافقة والطاعة.

وأعلموا، علم اليقين، بل عين اليقين، بأننا الآن نحدثكم حديث الكلمات، والوقت الذي بين أيديكم قصير، وما بين أيدينا اقصر بكثير، فاستفتوا قلوبكم وأفئدتكم، وراجعوا فطرتكم، وتخيروا بين الكلمات وبين السلاح، فأفكارنا مقابل أفكاركم، وعزيمتنا مقابل عزيمتكم، وإيماننا مقابل إيمانكم، وتاريخنا مقابل تاريخكم، مع أننا اختبرناكم وفحصناكم، ودققنا بمكنونات قلوبكم ومكامن قوتكم، حين حرقنا الأقصى، وسلبنا فلسطين، وقسمنا بلادكم ووزعناها على رعايانا الأوفياء، وحين دنسنا مصاحفكم، وهدمنا مساجدكم، ونلنا من نبيكم محمد بصور عممناها على الكرة الأرضية، وحين اغتصبنا نساءكم ورجالكم في أبي غريب وغوانتانامو، وحين استبحنا كرامتكم استباحة الخنزير للمقدس، فاكتشفنا أنكم تصرخون، تولولون، تلطمون على الخدود، تزعقون، ولكنكم تستسلمون، وما نريده اليوم منكم، أن توقفوا صراخكم وزعيقكم وولولتكم ولطمكم، لتختموا على ما تبقى فيكم من أريحية العرب وشنشنة المسلمين.

كونوا عبيدا أوفياء، نكن سادة يقدمون العلف والنخالة بسخاء، وإلا، فان العراق وأفغانستان، وغيرها، ستكون مرحلتكم القادمة، كونوا كعلمائكم الذين يقدمون مع حكامكم فروض الطاعة والعبودية، تنجون من غضب جهنمنا الحاضرة غير المؤجلة.

" النصوص الواقعة بين مزدوجين منقولة عن موقع منتديات لذة غرام بتاريخ-27-5-2006".

مأمون احمد مصطفى
فلسطين- مخيم طول كرم
النرويج-5-6-2006