|
"الوهم المبدد" |
اللـهُ أكـبرُ زمجـرَ البركـانُ |
وتبدَّدَ الـوهمُ الكبيرُ بصيحــةٍ |
وتفرقتْ يومَ الوغَى الجــرذانُ |
لما شققنَا الأرضَ تحتَ حصونِهم ْ |
والليلُ سـاجٍ والردى يقظــانُ |
وتنفـسَ الفجرُ الرهـيبُ وأقبلتْ |
سـودُ الغمـامِ تلفُّهَــا النيرانُ |
لما دعَا الوطنُ الحـبيبُ جـنودَه |
هَبَّتْ لرفـعِ لوائِـهِ الفـتيــانُ |
حملَ الدجَى يومَ الوغَى أنفاسَهم |
ومعَ الصـباحِ تفجَّـرَ البركـانُ |
يشوي وجوهَ الغاصبينَ بجمـرِهِ |
وبعصـفِهِ تتَصَـدَّعُ الأركــانُ |
ومعَ الصباحِ تطايرتْ أشـلاؤُهمْ |
وتمـزقتْ مِنْ بأسِـنَـا الأبدانُ |
بل مُرِّغَتْ تحتَ الرُّغَـامِ أنوفَهمْ |
وتبَتَّكَـتْ بسـيـوفِـنَـا الآذانُ |
وعَلا النحيبُ ، ونكِّستْ هاماتُهمْ |
واغروْرَقتْ بدمِ الأسـى الأجفانُ |
دُسْنَا أنوفَ البغْيِ حينَ استكبرُوا |
والبأسُ إنْ ريعَ الحِمَى سُلْطَـانُ |
قمْنَا وحين البأسِ يُعْرَفُ بأْسُـنَا |
(بلْ في الشدائدِ يُعْرَفُ الإخوانُ) |
منْ فتيـةِ القسـَّامِ ينطلقُ اللظى |
وبعزمِـهمْ تتدحـرجُ التيجـانُ |
فزنودُهُـمْ فوقَ العُـدَاةِ قنـابلٌ |
وأكـفُّهُمْ للمـؤمـنيـنَ أَمَـانُ |
بسيوفِهمْ تحيـا الديارُ عـزيزةً |
وببأسِـهمْ عرضُ الأباةِ يُصَـانُ |
لا يعرفونَ النومَ إنْ ريعَ الحِمَى |
أو للمكـارمِ نـادتِ الأوطـانُ |
هَبُّوا وفي الأحشاءِ يكمنُ بأسُهمْ |
وزفـيرُهمْ إنْ كـبَّرُوا بركـانُ |
أطفالُـهمْ يومَ الكريهـةِ فتيـةٌ |
وشـيوخُـهمْ يومَ الأذَى شُـبَّانُ |
وشـبابُهم في النائبـاتِ أعـزةٌ |
وبسـاحةِ الهيجـاءِ همْ غـيلانُ |
كمْ روعتْ غزلانُهُمْ جِنْدَ العِـدَى |
إنَّ القـرودَ تخيفُهَـا الغِـزْلانُ |
مهلاً بني صـهيونَ هذي قطرةٌ |
من بَعْـدِهَـا يأتيكمُ الطُّـوفَـانُ |
فالسيلُ يزبدُ والعواصفُ زمجرتْ |
والأرضُ ترجفُ والسماءُ دخانُ |
وكـتائبُ القسَّـامِ يزأرُ صـيدُهَا |
والمـوتُ تحتَ نيوبِهـا يقظـانُ |
والبرقُ تحتَ سـيوفِهَا مـتوَهِّجٌ |
ولهيبُهَـا لـدمِ العِـدَى ظَمْـآنُ |
مَنْ يلتقِي يومَ الكـريهةِ أُسْـدَها |
إنَّ اعتراضَ أسودَها خُسْـرَانُ |
أولْمَرْتُ يابنْ القـردِ هَذي صفعةٌ |
لتريكَ وجهَ القِـرْدِ كيفَ يُهَـانُ |
اليوم روَّعْـنَـا القـرودَ بغـزةٍ |
وغـدًا تشـبُّ بذيـلِكَ النيـرانُ |
جئنَـا وألويةُ الصـلاحِ تحفُّنَـا |
ويرفُّ فـوقَ بنودِنَـا الإيمـانُ |
اللـهُ غـايتُنَـا ، ورفــعُ لوائِه |
أمـلٌ ،وبذلُ نفوسِـنَا عـنـوانُ |
وخيولُنَـا للمجدِ عَـاديةُ الخُـطَى |
ويقـينـنُـا، للعـادياتِ عنـانُ |
ما ظنُّكـمْ يومَ الجـلادِ بفـتيـةٍ |
تهوى الرَّدى ،وسِلاحُهَا القُـرْآنُ |
واللهُ ينصـرُ بالمـلائكِ جـنْـدَه |
حتـى يُذَلَّ بِحزْبِهِ الشَّـيطـانُ |
يافتيـةَ القسَّـامِ يا أسْـدَ الشـرَى |
بزنودِكـمْ يتـزلـزلُ المـيدانُ |
وبعزمِكُـمْ "وُهْـمُ اليهـود مُـبَدَّدٌ" |
وبجمـرِكمْ يتحـطَّمُ الطُّـغْيَـانُ |
قومُـوا فإنَّ الأرضَ تَنْدُبُ أهلَـهَا |
حُـثُّوا المُطيَّ فأنتـمُ الفرسَـانُ |
صـبُّوا على الباغـينَ ألوانَ الأذَى |
مِنْ نَـارِكُـمْ ولْتَشْـهدِ الأكـوانُ |
ياجـندَ غـزةَ قـدْ أطَـلَّ عـدوُّكُمْ |
بقضـيضِـهِ واستنْسَـرَ الغِربانُ |
لمَّا أسَـرْنَا القِـرْدَ ،أَقبلَ جَـمْعُـهُمْ |
واسْـتُنْفِرَ النِّسْـنَاسُ والسَّـعْدَانُ |
والمُـرْجِفُـونَ تَحَـرَّكَـتْ أَذْنَـابُهمْ |
واسْـتُنْفِـرَ المَـأْبُونُ والخَـوَّانُ |
حشَـدُوا الجحافِلَ والدروعَ وأقبلُـوا |
حتَّـى كَـأَنَّ حُشُودَهُمْ فَيَضَـانُ |
ستـشـقُّ في رفَحِ الإبَـاءِ قبورَهُمْ |
وَمِنَ الدِّمَـاءِ سَـتُنْسَـجُ الأكفانُ |
وسـينطقُ القسَّـامُ فَوْقَ رؤوسِـهم |
قَصْـفَ الرعودِ وللهيبِ لِسَـانُ |
واللـهِ ما قَـرَّ الغـرابُ بمـوطنٍ |
أبدًا وفيـهِ تحلِّـقُ العُـقْـبَـانُ |
أهلِـي أراكـمْ كـالنجـومِ أعـزةً |
وبنورِكمْ تسـترشـدُ الرُّكْـبَانُ |
سترى عيونُ الأرضِ قصفَ رعودِكمْ |
ويرى العِدَى ما يصـنعُ الإيمانُ |
ستُدَكُّ يافَـا مِنْ شَـرَارَتِكمْ غـدًا |
وترجُّ مِنْ عصفِ الصدَى الجولانُ |
وسـيصنعُ الأبرارُ ملحمـةَ الإبَـا |
وهـتـافُـهـمْ تكــبيرةٌ وأذانُ |