|
طلل بحومة همــِّه درَّاجـُها |
لاحت كوشم نابض أدراجـُها ؟ |
من أم أوفى شفــَّها همٌّ بدا |
كضريع بيداء نمت أمشاجـُها |
بيروت يا بيت الحضارة تصطلي |
بقتار أنظمة الخنا أوداجـُها؟ |
إن الغوادي لم تصالحَ سافيا |
يسعى لمضرب رمله ثجـَّاجها |
بالجو آثار اليقين تناثرت |
لغة ً، أظافرُ غيـِّها ديباجـُها |
والوجه ضمـَّخه الوباء بفرية |
عضباء من سنن الصوى إحراجـُها |
قالت بعيني حيرة :فكري نما |
قلم الأحاجي شرفتي حلاجــُها |
لمن الديار تكلمت بتوهم |
أقوت كغصن يابس إنتاجـُها |
والشمس أنكرها الجنون بظلمة |
يسهو على تيه الصدى إبلاجها |
يا ليلُ بيروت السها آفاقه |
أنداء شرق والكتاب سراجها |
بيروتُ مكحلة الظلام تبرجت |
برصاص إثفية يجن خراجـُها |
ملت رؤوس القذف حمل شمائل |
أوفى القطاف بسيفه حجـَّاجـُها |
زاغت عمائم ثلة ما ترعوي |
لـِبـَنـَان ِ صمت ساقه (كرباجـُها) |
يغفو الرجاء كبرقع متلعثم |
بحياء أشلاء رثته حِجاجـُها |
وجه الأصيل مسربل بدم الكرى |
تنضو نجومَ سهادها أبراجها |
ومضى السدوف يحوم بين مضارب |
نكأت حكايات الهجير فجاجُها |
وروت بشق النفس قافلة الصدى |
أخبارَ يتم أفرِغـَتْ أحداجُها |
أحدو وراء الذكريات يدلني |
أثر تفر من العنا أفواجـُها |
متنكبا قوس الملامة ما نبا |
سيف الظنون بما روى إحراجـُها |
هذا فراق، قالها ولسانه |
يظمي سبيل المعصرات رتاجـُها |
وأتيت شاهدة القوافي موئلا |
في ظلها يأتي الشغافَ مزاجـُها |
أشدو بملحمة الفخار مذكرا |
أشبال من أطفى النهارَ عجاجـُها |
لم يجر في اليرموك ـ تبكي خالدا ـ |
نبض بعز مــذ خبا وهـَّاجـُها |
والقادسية أنبتت شوك النهى |
وكأن رثَّ الأمنيات أجاجـُها |
يسقي (مُثـَنـَّى )الصافنات قريحة |
ناغى عبيرَ الذكريات نتاجها |
فيلوح للعبرات طيف خيولها |
متكسرا يضني العيون خداجـُها |
والذئب قاصية المراح يرومها |
فتبيت في بطن النسيء نعاجـُها |
ويد الظروف تحيك أثواب البلى |
ويُسل من خيط الفنا إنتاجها |
كالمومس انتعل الشقاء سنينها |
يبقي سمومَ فحيحـِها مكياجـُها |
إن العروبة لم تمت ودليلنا |
سنن تموت ، ومـُنـْكـَرٌ معراجـُها |
والعرف إن شقت بسيف معارك |
أضلاع حي فالخلود سياجـُها |
لكنْ عزيمتنا بسوق نخاسة |
سيمت ببخس دراهم أخداجـُها |
أضفى علينا الليل ثوب مصيبة |
وكأن إبهام الضنى نسَّاجـُها |
بَشـُمَتْ بعنقود السراب مضاربي |
قرنا ، وأضغاث السبات علاجـُها |
كل المعاني لا تزيد فصاحة |
في وصف حال مقفر أفلاجـُها |
ويجل ثغر المكرمات يقينه |
شكوى العروبة ، قد فني صنـَّاجـُها |
بالشك غالبت اليقين، فأمتي |
رشد الحياء بها وحان زواجـُها |
بيقين صدق اليعربي قريحتي |
يوم النزال تعددت أزواجـُها |
تنزو على الهنوات خور عزيمة |
ويطوف دار الساقطات خـَراجـُها |
والنائبات تطاولت أركانها |
والطهر تغرق فلكـَه أمواجـُها |
وتبدلت غزلانها بقرودها |
حـُمِيَ الخنا وتشابكت أحراجـُها |
زمن التعجب والقرود تسومنا |
هزء المقام ومرقدا نحتاجـُها |
قالوا :جنون المسرحيات ارتدى |
متمثلا قصصا جرى إخراجها |
هي أمة الأعراب ملك يمينهم |
تقزيم معركة سما منهاجها |
نعم الجنون إن اعتلت أحلامه |
مهرا بصهلة جريه سنـَّاجـُها |
جنحت تقل رباط جندي الوغى |
كعزيف جان ٍ والمدى أثباجها |
ليت الطغاة بجـُنـَّـة ٍ وتلومهم |
أمم ويبقى فوق شعب تاجـُها |
اضرب ،كفانا خيبة ، واهدم بها |
نـُصُبَ العبادة ،بئس من يحتاجها |
نعم الجنون يمس فكرا يمتطي |
عزما يلبي المكرمات ِ مزاجها |
يكفي البكاء على الطلول فومضة |
بالسيف ترقص في منى حجـَّاجـُها |
من بصقة الإذلال ترشف قادة |
عنهم ترفـَّع بالسمو مجاجـُها |
ظلما تقول :فمن صداق مراشفي |
مهر يساق إلى الطغاة سماجـُها |
بيروت أوزان النفاق تلطخت |
بذمار شعب لم يُعـَبْ سرَّاجـُها |
وتقول ليلى : ما لهمك يصطلي |
زفرات هم صُوحت مغناجـُها؟؟ |
فأجبتها والفكر منتصب الكرى |
تلك الرؤوس فهل أتى حجـَّاجـُها |