[blink][/blink]المقامة السلسبيلية
بقلم أ / عبد الجليل الروحاني
قال أبو الفتح اليماني : قال ضرغام : بينما كنت جالساً في غرفتي , رأيت فلدة كبدي ,
أغلى ولدي , الجوهرة الغالية والنجمة العالية , الوردة الفواحة , التي تجعل النفس مرتاحة ( سلسبيل )
الروض الجميل , وهي تحبو في أرجاء الغرفة , كاللؤلؤة داخل الصدفة , تلهو وتعبث بكل ما ترى , وإزعاجها في الغرفة قد استشرى .
رأيتها تقترب من التلفاز لتعبث بخيوطه , حينها هتفت بها ,
لكنها لم تعرني اهتماما , عندئذٍ أخرجت جهازي الخلوي , وفتحت نغماته علّها تكف عن فعلها الغوي,
وتسحر سلسبيل بالنغم الأخاذ الجميل .
لما سمعت صوت النغمة هبّت فرحة وطارت على جناح الفرح , بعد إكثارها من اللعب والمرح .
رأيتها تحبو وهي تضحك . لعمري ضحكها بلسم , كأنها أهزوجة عذبة , ساحرة تترنم .
ما إن أعطيتها الجهاز, أخذته وشعرت بالطرب والاهتزاز .
وخطفته من يدي في لمح البصر ثم أدامت فيه النظر , لعمري لهي درة الدرر, وتشبثت به بقوة .
عجبت من حالها وغنجها ودلالها .
وعلمت أن البنيّات ميمونات ودودات, كالأفنان الأملودات .
ثم أخذت طفلتي المحبوبة , التي بالنجابة وخفة الظل مشوبة .
لكنني تذكرت الأطفال في فلسطين ولبنان , الذين تظللوا بظلال الأشجان , فاعتصر الألم الوجدان ,
فأصابني الوصب , من خذلان العرب فقلت : لا عحب .
فكتبت في صدر الزمان حكمة الأوطان :
إنما أولادنا بيننا أكبادنا تمشي على الأرض لو هبت الريح على بعضهم لامتنعت عيني عن الغمض