لحن حزين استمعت إليه كل حواسي وهو يقترب كي يسكنني ولا يرحل, جلب معه ذكريات طفولتي وابتسمات خجلى تذوب على الشفاه حينما يلتقط القلب همساتهم, وجوه صغيرة ترتسم عليها علامات استفهام, ونظرات تنطق بالإستغراب من حزن طغى على طفولتي, كنت أسبقهم إلى عالم الفرح بخطى واثقة رغم الجهد الذي يتعب قلبي الصغير, من بعيد تسمع صوت الضحك فتثلج صدري أمي تتطلع إلي من النافذة تلمحني بعينين حبيبتين, وتعود إليها ابتسامة عذبة كانت غادرت عالمها ,أوجعتها أنات الألم تصدر من ثغر استقبل الدنيا بدهشة, جف دمع أمي ورقص قلبها طربا حين رأتني وأخي التوأم نناغي قلبها الحنون نستدر عطفها, نست تعبها اختفت دمعاتها فجاة ! رحل الصغير كأنه لم يتحمل أن أشاطره قلبها وحبها, وبجلال وهيبة ضمته الأرض بحنان غامر, كفكفت دمعها كان هناك من ينتظرها كي تهتم به لاوقت للبكاء أمي الآن وأنت تعطين أحلامي الحياة بصبرك ويقينك بالله وعطاءك المتجدد , تمنحينها الحق في الوجود .......
كنت هناك وراء الجدار أستمع لكلامهم يحطمون حلمي في أن أكون في صفوف البراءة أنهل معهم من بحر العلم :
لاتتركينها تغادر البيت , صغيرة ولها ظروف خاصة ..........
أتأمل ذاتي جسد ي الغض أطيل النظر, علي أفهم الفرق الذي يتحدثون عنه غريب ,أي غباء هذا ؟؟؟...
ألا يرونني طفلة حلوة التقاسيم مشتاقة للحرية , هم يعبثون بعالمي الذي دعوت الله يوما ألا يحرمني منه أراك تتلعثمين تبحثين عن عذر كي تجعلينهم يصمتون, بودي لو صرخت في وجوههم دعوني أقرا وأتعلم فلقد تألمت كثيرا آن أن أبتسم ,الآن انجلى لي سر الكلمات القاسية التي نثرها الصغار أمامي فزادتني قوة وثباتا, وأسئلة جرحت فؤادي فصقلته وأدمت قلبي فانبجست فيه ينابيع الحب, والحنان لكل من يعاني كيفما كانت المعاناة ............
أمي الحبيبة كفكفي دمعك فالله ابتلانا معا لأنه يحبنا , ولعلنا نسلك أنا وأنت طريقا إلى الجنة........
لا وقت للبكاء فالدرب طويل فلنهنأ بالا, طريق آخره الجنة لا يدعو للحزن أمي ...........