أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: شيفرة دافنشي والحرب على لبنان

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    المشاركات : 135
    المواضيع : 48
    الردود : 135
    المعدل اليومي : 0.02

    افتراضي شيفرة دافنشي والحرب على لبنان

    شيفرة دافنشي والحرب على لبنان


    كتب: أحمد فضل شبلول

    هل يمكن اعتبار الحرب على لبنان، الدائرة رحاها الآن، حربا بين الدين، والعلم (بالمفهوم العلماني): الدين (متمثلا في رجال "حزب الله" الذي يمثل تيارا دينيا إسلاميا شيعيا، وأيضا رجال "حماس" التي تمثل تيارا دينيا إسلاميا سُنيا)، والعلم (متمثلا في الترسانة العسكرية الإسرائيلية والأمريكية الضخمة)، أو حربا بين الحقبة الدينية (الماضي وحتى نهاية الألفية السابقة) والحقبة العلمية (الآن والمستقبل) أو بين برج الحوت، وبرج الدلو، كما توحي به رواية "شيفرة دافنشي".
    المتمعن في هذه الرواية للكاتب الأمريكي دان براون، يكتشف أنه من الفرضيات الفلكية المهمة التي تقدمها الرواية، فرضية أن برج الحوت، (وهو برج السيد المسيح حسب الرواية) يقول إن الإنسان يجب أن تُملى عليه أفعاله من سلطات عليا، لأنه غير قادر على التفكير بشكل مستقل، لذا فقد كانت تلك الحقبة (أي القرون الطويلة السابقة) فترة ازدهار للدين، إلا أننا الآن على عتبة حقبة الدلو ـ حامل الماء ـ الذي تزعم تنبؤاته أن الإنسان سوف يكتشف الحقيقة، ويتعلم بشكل مستقل عن أفكار الآخرين.
    ويرى السير تيبينغ ـ أحد أبطال الرواية ـ أن هذه القفزة الأيديولوجية النوعية كبيرة جدا، وهي تحدث الآن" (ص 299). وهو ما يتناسب مع السعي نحو كشف الحقيقة التي هي حقيقة الغريل أو الكأس المقدسة (أي حقيقة زواج المسيح عليه السلام من السيدة مريم المجدلية التي يرمز لها بالكأس المقدسة) من وجهة نظر الرواية، أو الراوي، أي أن حقبة الحوت التي بدأت في ميلاد المسيح، وامتدت ألفي سنة، ولَّت مع انقضاء الألفية، ونعيش الآن مع بداية حقبة الدلو، وأن العالم مستعد لسماع الحقيقة وتحمل تبعاتها، الحقيقة القادرة على تغيير التاريخ إلى الأبد (ص 328 ـ 329).
    في رأيي أن الكاتب الأمريكي دان براون، لم يذهب بعيدا عما يجري الآن، وأن ما يجري ليس مجرد مصادفة، بعد أسر جنديين إسرائيليين في لبنان، وأسر جندي إسرائيلي في فلسطين، فالأمر أكبر من ذلك بكثير، وأعظم من أسر جنود وضباط، بل جيش بأكمله، وأسبق في الإعداد والتجهيز منذ سنوات وسنوات.
    الأمر يتعلق بتغيير التاريخ إلى الأبد ـ كما تقول الرواية ـ (وبالتالي الجغرافيا) ومحاولة إلغاء الدين (سواء الدين المسيحي، أو الدين الإسلامي) وهو ما ورد في الرواية صراحة، ولا أريد أن أبسِّط المسألة فأقول إنه كلام روايات. لأنه ـ ببساطة ـ يمكننا الربط بين الرموز، أو بين ما يدور من محاولات انتقام وتصفية جسدية لرجال المقاومة المسلحة ـ وخاصة في المناطق المحيطة بإسرائيل، الذي يحملون لواء الدين، أو الذين يدافعون ويقاومون باسم الدين، والذين يمثلون في الوقت نفسه حقبة الحوت، أو الإيمان بالغيب (الله وملائكته ورسله) وخاصة بعد محاولة تشويه سيرة المسيح عليه السلام، وإنزالها مرتبة دنيا أمام المسيحيين الذي يعتقدون بألوهيته، أو أنه (ابن الله)، فتحطيم المثال الديني أو الروحي (للمسيحيين) ـ في الرواية ـ يماثل أو يعادل محاولة تحطيم رموز الجهاد والمقاومة الدينية الإسلامية المشروعة، ووصفها بالإرهابية (سواء حماس أو حزب الله، أو غيرهما) الذين حملوا على عاتقهم الدفاع والمقاومة ضد الآلة العسكرية الضخمة، ولكن على أرض الواقع (وليس في الرواية) تمهيدا لخرس أي صوت يتحدث باسم الدين (أي دين)، أو باسم حقبة الحوت، وجغرافيتها القديمة، ومقاومة الأفكار التي تحاول أن تروِّج لها الصهيونية العالمية، بشأن انتهاء حقبة الحوت (حقبة الدين) وأننا نعيش الآن ـ منذ بداية الألفية ـ حقبة الدلو (حقبة الحقيقة، أو حقبة العلم، وجغرافيتها الجديدة: شرق أوسط جديد)، مع الأخذ في الاعتبار فرض القوة العسكرية، أو التهديد بفرضها على بلاد أخرى تعاون حزب الله وحماس (إيران وسوريا على سبيل المثال) من أجل تحقيق حلم تغيير التاريخ (والجغرافيا) إلى الأبد.
    فهل يعي أخواننا في حزب الله، وحماس وغيرهما من المؤسسات أو المنظمات الدينية (سواء كانت شيعية مسلمة، أو سنية مسلمة، أو مسيحية كاثوليكية أو مسيحية أرثوذكسية، أو غيرها) أنهم يقاومون أفكارًا إجرامية خطيرة أكثر من مقاومتهم عدوا مسلحا بالعتاد العسكري الرهيب، الذي يعمل ـ سواء كان يعلم أو لا يعلم ـ بكل ما في وسعه على تطبيق تلك الأفكار الخطيرة التي تحاول أن تغير وجه الأرض وجغرافيتها، ووجه البشرية، ووجه التاريخ ـ لصالحها ـ وإلى الأبد؟.
    لقد كان التمهيد في فلسطين منذ عام 1948، ثم العراق منذ عام 2003، والآن في لبنان، والدور على الدول الإسلامية الكبرى في المنطقة، التي ترمز إلى الحقيقة الدينية الكاملة (والخوف مستقبلا على الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة)، بغرض إنهاء حقبة الحوت فيها، وبداية شرق أوسط جديد، يدخل حقبة الدلو (طوعا أو كرها)، وللأسف هذه الدول لا تزال في حقبة المشاهدة أو الفرجة على ما يحدث، وسنكتفي مستقبلا بقولنا: إن للبيت ربًّا يحميه، حتى يجئ رب البيت الأبيض ويهدم بيوتنا على رؤوسنا، إذا لم ننصاع لأوامره ونغير جلودنا العربية والإسلامية إلى جلود الخنازير.
    من هنا لابد لنا من دعم حزب الله، ودعم المقاومة الفلسطينية، ودعم المقاومة العراقية، وكل مقاومة شرعية شريفة، إذا أردنا أن نظل في حقبة الحوت (وجغرافيتها) التي تزعم الرواية انتهاءها مع إسدال الستار على الألفية الماضية.
    اللهم أني بلغت، اللهم فاشهد.

    أحمد فضل شبلول ـ الإسكندرية

  2. #2
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    سلام الـلـه عليكم
    الاخ الفاضل الاديب الشاعر الاستاذ احمد فضل شبلول

    شيفرة دافنشي والحرب على لبنان , رؤية خطيرة , وخطيرة جدا , تمت بعيني صقر , وفكر اديب ومفكر , له مقدرة عالية , على التحليل والاستنباط , وان وافقتك الرؤية , ام لااوافقك هذه الرؤية , فإننا دون شك امام , حالة ان لم تكن تتوافق مع رؤيتك , فهي ليست ببعيدة عنها .
    واسمح لي ان اعرب عن اعجابي بك , اديبا ومفكرا وشاعرا كبيرا .

    اخوكم
    السمان

  3. #3

المواضيع المتشابهه

  1. هل فعلاً نحتاج إلى سحر شيفرة دافنشي
    بواسطة محمد العتيبي في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-05-2007, 08:42 AM
  2. لبنان.......لبنان
    بواسطة سالمين القذافى على في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 13-08-2006, 12:28 AM
  3. شيفرة دافنشي
    بواسطة حوراء آل بورنو في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 05-08-2006, 08:16 PM
  4. شيفرة دافنشي والنجمة السداسية
    بواسطة فضل شبلول في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 28-07-2006, 09:06 PM
  5. الجنس في رواية (شيفرة دافنشي)
    بواسطة فضل شبلول في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 14-07-2006, 11:51 AM