|
عليكَ سلامٌ فالتَّحيّةُ بالأمرِ |
بأجملِ مِنها قولُ ربّي , مع الشُّكرِ |
لقدْ قلتَ صِدقاً فالجَهالةُ بالفِكرِ |
وعدُّ السنينِ السُّودِ ما هُو بالعُمرِ |
إذا كانَ ما تَسعى إليهِ مكانةً |
فقدْ حُزتَ عَرشاً أسفلَ النّاسِ والحَشرِ |
وخفّا حنينٍ خُذهما, لو تَراهُما |
وعلّقْ كما تَهوى وساماً على الصَّدرِ |
وطلّقْ ثلاثاً , ما أراكَ بِراغبٍ |
صَلاحاً, فَما طلّقت إلاّ إلى خُسرِ |
تخافُ نزالاتِ الحِوار وتدَّعي |
بأنَّكَ " مَطبوعٌ " , بفرٍّ ولا كرِّ |
فمالي أراكَ اليومَ تَهجو مَقامَنا |
وهل غطَّتِ الأوهامُ وجهَكَ بالمَكرِ ؟ |
أراكَ ونفسٌ فيكَ ناضبةُ الهَوى |
وتلكَ عَلاماتُ السُّقوطِ إلى القعرِ |
صغيراً بعمرِ الوردِ , لكنْ مكابراً |
بوهمٍ ومَغروراً وذي آفةُ الدَّهر |
حكيماً ولكنْ كمْ حكيمٍ مُغفَّلٍ |
يُكابرُ في برٍّ ويَغرقُ في بَحرِ |
فما طارَ طيرٌ في السَّماءِ مُحلّقا |
وطالَ نجوماً في السَّماءِ بلا حَصرِ |
وإن ظلَّ في الأجواءِ ينظرُ عاليا |
سيهوي هَشيماً عظمُهُ في حَشا نِسرِ |
تَواضعْ بُنيَّ الدَّهرُ يَومانِِ , ربَّما |
غَدا نلتقي والمَرءُ يُحشَرُ بالشِّبرِ |
فليسَ الفتى منْ قالَ إنّي ابنُ حرَّةٍ |
فما نَسبُ الأشرافِ غيرُ أبٍ حرِّ |
وعَنترَةٌ ما كانَ إلاّ ابنَ عبدةٍ |
ولكنْ عظيمَ الشأنِ في القومِ بالشِّعرِ |
وفارسَهمْ عندَ الشدائدِ بالوَغى |
إذا ما طبولُ الحربِ نادتْ إلى الثأرِ |
فيا بؤسَ منْ ربّى , ويا ويحَ جاهلٍ |
أساءَ لأحضانِ المُربّي بلا برِّ |
وينكرُ أصلاً ثمَّ ينكرُ صَنعةً |
وينشرُ " إعلاناتِ بيعٍ وبالسِّعرِ " |
فمنْ ذا الّذي يَسمو بأهدافِ شعرهِ |
ومنْ ذا الّذي يجري وراءَ " طلا ظفرِ" |
وما ضربُ نحرٍ صَنعةُ البَعضِ هاهُنا |
فلا مِنْ خِرافٍ كي تقادَ إلى النَّحرِ |
فحَدقْ إلى المرآة , تسألُها الصَّدى |
وبعضُ المَرايا قدْ تُجيبُكَ بالكَسرِ |
صَبرنا على قُصر البصيرةِ دائما |
وما ضاقَ صدرٌ بانتقادٍ ولا صَبرِ |
فما أنتَ إلاّ قدْ طُبعتَ جهالةً |
ولكنْ رَجونا اللهَ يهديكَ , لو تَدري |
فدعْ عنكَ مليوناً فلستَ بحاجةٍ |
لمنْ يهدرُ الأخلاقَ فعلاً بلا عُذر |
فكمْ مَرةٍ غيَّرتَ وصفاً وما بهِ |
فمنْ شاعرِ العصرِ الذي كادَ بالغَدر |
إلى شاعِر الدهرِ الذي باتَ حالماً |
ويأوي إذا حَلَّ الصَّباحُِ إلى الجُحرِ |
وإن كنتَ بدراً ذاكَ واللهِ شأنُكمْ |
فما أنتَ إلاّ للأفولِ , وكالبَدرِ |
كما اللصُّ يجري في الظَلامِ بريبةٍ |
وسرعانَ ما يُطوى بخوفٍ منَ الفَجر |
تعلَّمْ بنيَّ الخُلقَ لو كنتَ شاعراً |
فلا خيرَ بالأشعارِ منْ دونِ ذا الأمرِ |
و بئسَ قريضاً لو يَصيرُ مَطيَّةً |
وبئسَ قريضاً لا يزيَّنُ بالطُهرِ |
فلا المجدُ يُبنى بانحطاطِ مَبادئ |
ولا المجدُ يعلو فوقَ نافشةِ الشَّعرِ |
وخذْ منْ جميعِ الناسِ جوهرَ عقلِهمْ |
ولا تكُ مخدوعاً وتمسكُ بالقشر |
فإن كنتَ تدري , أنتَ واللهِ تائهٌ |
وإن كنتَ لا تدري, فذاكَ منَ الصُّغرِ |
أعوذُ إذنْ باللهِ منْ قولِها " أنـا " |
فمنْ قالَها بغياً :" أنا ", ساقِطُ القدرِ |
بنكرانِ ذاتٍ يرتقي الشّعرُ مجدَهُ |
وليسَ بحبِّ الذاتِ قاصمةِ الظَّهرِ |
فما أنتَ إلاّ ظلُّ " شاعر مهجرٍ " |
وما أنتَ إلاّ طائشٌ ضَيِّقُ الفِكرِ |
بنيَّ تواضعْ فالغُرور فقاعةٌ |
وما كنتَ إلاّ نافشَ الرّيشِ كالطَّيرِ |
تعاليتَ عمّنْ جاءَ للشعرِ ناصحاً |
يشذِّبُ أشواكاً تزاحمُ بالزَّهرِ |
رجاحةُ عقلٍ زيَّنتْ صمتَ واحةٍ |
وفيها منَ الأقلامِ كالسيفِ بالبَتر |
صغيرٌ , عَلينا أنْ نوجِّهَ أمرهُ |
فحاذرْ ولا تُمددْ بِكفَّيكَ للجَمرِ |
أسأتَ لأهلِ البيتِ قاطبةً وذا |
جزاءُ ملاذٍ خنتهُ , ليسَ بالشُّكرِ |
ورحتَ تباري منْ يُسيءُ لواحةٍ |
فمنْ أنتَ حتّى تضعفَ الواحَ بالهَجر؟ |
وظنُّكَ بالتشهيرِ تَضربُ صَرحَنا |
تَعضُّ يداً مُدتْ إليكَ بما تُثري |
فليسَ منَ الأخلاقِ فعلُكَ إنَّما |
رقيقةُ قشٍّ للغَريقةِ في النَّهرِ |
بنيَّ إذا ما الصَّدرُ ضاقَ بنقدِنا |
وضاقَ بتصحيحٍ فذا آفةُ العَصرِ |
فسرْ فوقَ هنّاتٍ وذاكَ طريقُها |
طريقٌ لمَغرورٍ يسيرُ إلى قَبرِ |
فما الشِّعرُ إلاّ منْ بحورِ مَشاعرٍ |
تُصاغُ بأخلاقِ الكَريم بلا عُهرِ |
ونحوٍ وإملاءٍ وحلوِ مباسمٍ |
يُزيِّنُ أشعارَ القَصيدةِ بالعطرِ |
نَصحناكَ , لكنَّ الغرورَ مطيَّةٌ |
فسرعانَ ما تُلقي الغُلامَ على الصَّخرِ |
فهاتِ قَصيداً ليسَ فيهِ " أنـا,أنـا" |
ولكنْ بما يَشفي , بحكمةِ ما يُبري |
ولو كنتَ , بسمِ اللهِ تبدأُ آيةً |
منَ الآي والذِّكرِ الحَكيمِ لفي نَصرِ |
وهاتِ علّواً , لا غُرورا , وحينَها |
لكَ العرشُ , ما تبغي وأبصمُ بالعَشرِ |