المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عادل العاني
الأخ الأديب والشاعر رأفت
أشكرك أولا على ردك الموضوعي والشرح المسهب فيما تفضلت به.
وبينت القواعد التي تعتمد عليها في الكتابة واعتبرته تجديدا , وكل تجديد لابد له من معارضة كبيرة حتى تتضح قواعده وأهدافه.
وأنا حتى وإن اختلفت معك في المفاهيم التي طرحتها , لكن كل أمر وكل موضوع قابل للنقاش مادام مبتدعه متمكن من الدفاع عنه وإقناع الآخرين.
وأراك متفقا معي إن الشعر العمودي له قواعده , والشعر الحر له مبادئه , وأنت اليوم تطرح رؤية جديدة في الكتابة , ودعنا حتى لا نختلف نحدد الآتي :
1- لماذا نكتب ؟
2- لمن نكتب ؟
3- هل استطعنا أن نوصل الفكرة للمتلقي ؟
4- هل كان علينا أن نوضح ونشرح المعاني أو الأسلوب لتتضح الفكرة ؟
أنا أحد الذين يعيبون على الشعراء الكبار أنهم يكتبون للنخبة والنخبة لا تتجاوز 5% من عدد القراء , وأميل دائما لمن يكتب للآخرين بمفردات بسيطة وببلاغة واضحة لا لبس فيها ولا غموض ولا حاجة للرجوع للقواميس والمعاجم لفهمها.
أما أن نتوه وسط الزحام , فهذا والله تعقيد وإبعاد للمتلقين .
وأنت رأيت ممن مر من هنا وقرأ , لم تصله الفكرة ولا ما تريد قوله , وبهذا انعدم أحد شروط الكتابة.
وإن أردنا أن نبحث عن الهدف , هل هو كان لكي نوصل للقارئ تلك الأبيات التي اخترناها ووزعنا حروفها
على مربعات مرقمة لتتشكل في النهاية بيتا نريد إيصاله للمتلقي.
لقد حولنا المقطوعة لما يشبه الكلمات المتقاطعة , و( دفنا ) فيها ما نريد ؟
وأنا أسأل : هل لو قرأت أمام حشد أو قرأت مثلما حدث هنا ستصل الفكرة للمتلقي , أم سنضطر لأن نبلغهم بأن ما نريده موزع في الحروف رقم كذا ورقم كذا ؟
وبعيدا عما وزعت حروفه على ما أسميته ( أبيات شعرية ) ولست أدري وفق أية مقاييس اعتبرت أبياتا شعرية والشعر كلمة معرفة , وتم تعريفها حتى في القرآن الكريم , كما تم تعريف الشاعر ولا أعني تعريفا مباشرا بل كان تعريفا غير مباشر.
كل ما حدد هذه الأبيات هو تساوي عدد الحروف , وما تم توزيعه أفقيا ليجمع عموديا أو قطريا أو هرميا لتتشكل الأبيات التي نريدها أن تصل للقارئ.
ثم نعود للنص , والسؤال الآن , إن كان هذا ما نريده أن يصل للمتلقي فما فائدة النص الذي كتبناه , وكما رأيت بعضه قد يبدو ضعيف البناء أو تضطر فيه للحيد عن النحو واللغة لتضع الحرف الذي تريد في مكانه المرقم.
إذن ليس ما يهم الكاتب هنا هو النص وبناؤه بل ما يجب عليه وضعه من الحروف.
أما موضوع الكتابة فليس صعبا أخي وسأشرح لك طريقة لست أدري إن كنت تتبعها أولا :
ولنفرض قصيدتك هذه :
مستطيل يتكون أفقيا من 37 عمودا , و 22 سطرا ( 37 * 22 مربعا) ووزع حروف ما تريد عموديا واختر المربعات التي تريد ثم املأ الفراغات بما ينتج كلمات قد لا تكون مترابطة لا في المعنى ولا في الصياغة , المهم أن تحافظ على ما وزعته منذ البداية.
فما الهدف من كل هذا ؟
أنا حقيقة لست ضد التجديد , ولكن مع التجديد الذي يسهل الكتابة ويصل للمتلقي بسلاسة وسهولة ,
ما أقصده هو لو أنك استطعت أن تواري الأبيات التي تريد مواراتها بنفس الأسلوب على أن تلتزم بقواعد الشعر العمودي أو الحر , سأكون أنا أول المؤيدين لك وسأعتبر ما قمت به إعجازا وطفرة في الشعر , لكن أن تكون النتيجة مقطوعة توهم المتلقي بأنها مليئة بالتناقضات أو إنها قصة أو حكاية , وهذا ناجم من اضطرار الكاتب وسيره وراء حروف هو مجبر عليها أولا.
وقد تكون لك آراء أخرى , فأنا أقترح أن تفتح صفحة بموضوع هذا البحر في منتدى القوافي والعروض
وهناك سوف نناقش ونحاور , فإما أن تقنعنا وإما أن نقنعك .
وأنا لا أراك سترفض طلبي.
كما أود أن أقول لك بأنه لم يقل أحد بأنك ( هازل ) بل لمناك على ضيق وعدم رحابة صدرك للنقد.
ولا تنس ما تعرض له دعاة الشعر الحر في القرن الماضي. كما لم أر أية هجمة شرسة , والسبب الرئيس هو في كيفية تلقيك للرأي الآخر , فقد افترضت إن على القارئ أن يفهم ما تريد قصده وهنا بيت القصيد.
و ما أرجوه منك وأنت تحمل رأيا تدافع عنه وتحاول أن تكسب مؤيدين له أن تتقبل النقد من أي كان , فقد لمست منك ضيق صدر بالأخوات وهن كاتبات وأديبات لهن باع طويل ولهن وجهات نظر , ولا تنس إن أحد أول من نادى بالشعر الحر كان امرأة هي الشاعرة والأديبة الكبيرة نازك الملائكة, وبالتأكيد تعرف ما تعرضت له هي والسياب عندما تبنيا توجه الشعر الحر.
وألومك أيضا عندما تقول بأنك ( راحل ) وهذا ليس بالرد من صاحب رأي يحمله ويدافع عنه.
إذن سنلتقي معك , ونتحاور ونتناقش في منتدى العروض والقافية.
وأنا أعلم بأن العالم صغير جدا بحيث التقينا هنا في الواحة سنبقى نتحاور فيها.
تحياتي وتقديري