يا سيدي جئناك من فرح
نهدي إليك بيومك البشرى
ها .. قد تَحققَ حُلمنا ومشتْ
فينا الهزيمة توقظ النصرا
عاد الجنوبُ مُحرراً وغدت
صهيون تشرب كأسها المرا
وتحطم الجيشُ الذي زعموا
في حربه لم يعرف القهرا
ورجعتَ ( نصرَ الله ) أمنيةً
تبقى لكل ملمة ذخرا
سَمّوكَ ( نصرَ الله ) إذ علموا
أنت الذي ستحقق النصرا
فإذا خطبتَ فأنت ملحمةٌ
تهب البيان وتنفث السحرا
وإذا زأرتَ فأنتَ عاصفةٌ
تُلقي على هام العدا جمرا
ولقد صبرتَ فكنتَ معجزةً
قد راح يبهر صبرُك الصبرا
يا أنتَ يا ربانَ رحلتنا
خذنا لفلكك وامخر البحرا
أبحرتَ فاحتضنتكَ ضفتُنا
وبكتْ عليك الضفةُ الأخرى
إني عشقتكَ ملهماً حُرا
تأبى الخنوع وترفض القهرا
ورأيتُ فيكَ مثالَ تضحية
لا زلت أنت بحملها الأحرى
يُمناكَ صادقةً تواعدنا
وتفي بوعدك قبلها اليسرى
قد قلتَ : إنا معشرٌ أبداً
لا ننسى إن طال المدى الأسرى
وأمرتَ فانتفضتْ مهرولةً
هذي الأسود تنفذ الأمرا
ونذرتَ أن تغتالَ هيبتهم
فاهنأ .. وفيت بعزمك النذرا
سيصفقُ ( القنطارُ ) مُنتصراً
ويحطم الأغلال والأسرا
سيعودُ ( سكافٌ ) لتتبعَهُ
هذي الوفود تزفك الشكرا
مولايَ قد جئناكَ من فرح
نهدي إليك بيومك البشرى