أزيز ألصمت وزفير ألوداع
لَيَْسَتْ كَكُلِّ المَوَاسِمْ دَانِيَةً القُطُوف
نَظَرْتُهَا بِحُبٍ لِيَنْضَح المِدَادُ بِحَنَايَاهَا
سَفِينَةً أبْحَرَتْ عَبَابَ الشَرَايين
حَتْى أَنْزَلَتْ في القَلْبِ مَرَاسِيهَا
شُحْنَةٌ بِهِيجَةٌ بِشَتى أَنْوَاعِ الثَمَر
خَرَجَتْ مِن بَطْنِهَا تُشِع أنْوَارُهَا
عَبَثَتْ أيَادي اللؤمْ لِتُفْسِد طَعْمَ الوِد
ضَرَبتِ شَمَالاً وَنَثَرتْ سُمُومَهَا
نَوَازعَ الشَرِّ تَتَخطَفُهَا مَع إبْليس
لكِنَّ الخَيرَ الفِطرَةَ زَجَرهَا وكَبَّلهَا
===============
ألأَرضُ الطَيبَةَ تُخْرِج مَا يَنْفَع الخَلق
والخَبيثَةُ لا تَجِدَ إلا اللَحْدَ مَأوَاهَا
عَبَقتِ ألأنْسَام وَفَاحَت بِزَهرِ الريحَان
ولَجَت مَسَام الرُبَان وَكُلَّ رَاكبيهَا
بِسُطورِ التَاريخ على رَأسِ الأَشهَاد
بِعيونِ الأَطفَال وَالشيوخ رَسَِمت مَعَالِمهَا
يَا أيُهَا الخَفي اللاعِبَ بِأشْجَارِ دَوحَتِنَا
ألأُلفَةَ تَشبِك الأَغْصَان وَتَلفِظَ فَاسِدَهَا
أبْراجُ النُجومِ وَقُبَ بْالسَمَاء والفَضَاء
زَغرَدَتْ بِإسمِهَا وُسْعَ الكَونِ مَسَاحَتِهَا
================
شَلالُ المَكرِ الشَيطَاني سَكَنَ الرُؤوس
خَيْرُ عِلاجٍ صَليلُ السُيوفِ تُداويهَا
سَالَت العُيون وَصَبَّت بِدِجلَه وَطَبَرِيَا
فَوُلِد الفُرَات وَالحُولَه من دَمْعِهَا
صَبْراً لِغَدرِ أعدَاءِ الزَمَانِ وَالأَحبَاب
لنّْ تَجِفَّ البُحَيرَات وَسَتَفيضُ أنْهَارُهَا
إخْوَتي ويَا أحِبَتي لا تَسْتَكِينوا و تَحزَنوا
مَصِيرُ المُغتَصِب وَالمُوَالي جَهَنْمَ وقَرَارِهَا
مُنْذُ الأَزَل وَالجَنَائِن تَعُجُّ بِالوُرُود
لا تَموتُ مَا دَامَت مُتَشَّعِبَةً جُذورُهَا
================
مَهمَا تَرَاخَت في السِنين قُدرَتي
سَيَبقى في القَلبِ مَحفُورٌ إسمُهَا
يَا غَادِرينَ بِنورِ الزَمان إرحَلوا
فِلسطينُنَا أضَاءَت الكَون وَدحَرتْ مُغْتَصِبَهَا
لا يَغُرَّنَكَم حُلو الكَلامِ من اللِِئَام
فَإخْوَةُ يوسُف جَاؤوا يَبْكُونَ أبَاهُم بِلَحظَتِهَا
يَا كَحيلَ العَينَينِ في لَيلَةٍ كَحلاء
إمسَح اللؤلؤَتَينِ وَدَعِ الكَوَاكِبَ تُشِع بِنُورِهَا
ألتَاريخُ السَحيقُ بِسَوَادِه وَبَياضِه
ألبَاطِلَ مَهْزُوم وَألحُقوقُ عَادَت لأصحَابِهَا
منذر بهاني