صديقي المناضل جيفارا ( عبد السلام العطاري )..
وفي الطريق الى القدس يسقط حلم فتولد أحلام أقوى ..تذبل زهرة فتنمو مكانها ألف زهرة عبقة ..
في الطريق الى القدس يصعد عصام لتزهر الأرض الحبلى بالطاهرين بألف عصام جديد ..
في الطريق الى القدس تُغتال ذاكرة لتحيا ذكريات غيبها النسيان ..ذكريات مبللة بالدمع لزهرات ذبلت بين أيدينا ..أنجم أفلت أمام ناظرينا ..
جيفارا الحبيب ..قدرنا أن نتبادل الأحزان ...أهديك نزفي ..
**********
**********
العابرون مدارك الحياة , يقفون عند مفترق الطرق ويفترقون كلاً الى غايته ..
صديقي جيفارا ...
هذه الدنيا ..صحراء نقف أمام طرقها ..نلقي بصرنا أمامنا.رياح تعبث برمالها .تعفو أثر الأقدمين الغابرين .الداخلون إليها تنهب أقدامهم طريقين .طريق مرصوف بالصخور .تنمو شجيرات الصبار على جوانبه .وآخر مفروش بالرمال الناعمة .تتناثر حوله أزهار اللوتس النقية .نواصل الركض باستخدام العقل والعاطفة ..ننساق خلف أمل .يساورنا خوف . يخامرنا قلق . يدفعنا رجاء . فلا الأمل ندرك ولا قنديل الرجاء يخبو . وبين هذه وتلك تمضي الحياة .لسنا وحدنا في الطريق . ثمة فراشات تطير فوق ركابنا . تضمخنا بطيبها .تضيء في أعيننا ألوانها الزاهية .تبدد وحشة الطريق الى حين . عند تعرجات الطرق نفقد فراشه .نقف نسكب العبرات ونطفيء بالدمع الهتون لوعة الفراق . نكفكف الدمع ثم نبرح المكان وقد اعتلجت في النفس أشجان . نمضي يحدونا أمل أن نلتقي خلف مجهول نسعى اليه ...
صديقي جيفارا ...
هذه الدنيا ممر ليلي ..الراحلون بعبثهم تنشر أقدامهم الضوضاء فيعثرون بأذيال العتمة . ترمي بهم رواحل الفوضى في تيه الأفكار وهذا الليل كأنه سرمدي في رحلهم . تتيه الأفكار في تعرجات الطرق المفضية الى الفوضوية .يواصلون السير المجهول وبوابة الأمل تختفي خلف حجب الليل ...
الراحلون بعبقهم ينسابون كنغم في مساء مترع بالأحلام . ينشرون الطيب في المفازات .تهديهم النجوم شيئاً من بريقها فتنير دروبهم ..حين تغيب نجمة ويذبل بريقها تجتاحهم العتمة ويبحثون في رحلهم عن شمعة أمل على ضوئها يواصلون المسير تلقاء بوابة فجر تفضي بهم الى نهار ربيعي لا تلهبه سياط الشمس . نهار تلمع فيه نجوم توارت ذات أفول ..
صديقي جيفارا ...في الجوانح ذكريات يأتي رجع ندائها بأصوات أعزاء فقدناهم ولكنهم تركوا لنا رصيداً من الحزن مثلما هو رصيد المحبة في عمق النفس ..حين وقفت على (اغتيال ذاكرة ) أحسست بطعنة سالت منها الدموع كأنها الدماء ..من هنا أتي باعث الذكرى إستجابة لمشاعر ملأت القلب وحنين أوغل في الذاكرة فأتت النظرة من خلال (ألبوم ) الحياة أقلب صفحاته ,أنقل مشاعري بين صور مضيئة تناثرت على جوانب الحياة ..أقف حيال الصورة الأغلى والأنقى . رفيق كان يوماً ملء العين والقلب . رحل كندى قبّل جبين الأرض ثم غادر ووجار شوق الأرض يتوق لقبلاته . رفيق كان يوماً كالربيع يبعث زهره وعطره ليعيد لخريف أيامي دفئها وعذوبتها .وقفت أمام الصورة الأجمل والنفس تمور بأحاسيس ملئها الحنين . حنين لماضٍ لا يعود وشوق لأيام تنام في الذاكرة ...
**********
**********
ملحوظة ..(اغتيال ذاكرة ) موضوع كتبه صديقي جيفارا عن استشهاد صديقه (عصام )..