[size=5] :tree: :tree: :tree: :tree: تامر ,تامر.....
كان النداء يتردد دوما; وكأنه أنشودة في بساتين الطفولة, وفي ظلا ل القدس نما غصن أخضر,يافع...
تطاولت ذاكرته في غابر الأزمان ,فبدا كأنه طائر فك سراحه, وغدا حرا ..
عندما أطلق العنان لأفكاره, تسرح وتمرح ;كيفما اتفق ..
استوقفته أشواق الماضي البعيد, عندما كان الجد يجلس مستندا الى شجرة الزيتون ,مطلقا بصره في عنان السماء ;وكأنه يستشرف شيئا ما غاب عند ذهنه المتعب, ثم ينطلق عابرا به حدود المكان, والزمان ليحكي لهم عن كل الأنبياء الذين وطأت أقدامهم هذا الثرى .
فتشرئب أعناق الصغار ,حيث نظراته تطالع أعالى الجبال, وكأنما يشير إلى مجد مضى ..
كان لحديثه وقع السحر; لا يكاد ينتهي منه حتى يبدأ ذاك الحب الكبير, يتفجر في قلوب الصغار.
فيرسم الدهشة ,والفرحة ,والإنطلاقة على ملامحهم البريئة.
فيحبون الأنبياء ,وأسمائهم, وصفاتهم, وحياتهم والتربة التي وطئتها أقدامهم الشريفة....
كـــــــــــــــــل شيئ جميل, ندى الصباح الذي يبعد الكرى عن طيور النورس ;فيوقدها كي تستعد ليوم جديد...
أشعة شمس الصباح, وهي تتسلل عبر الجبال الشامخة, فتنشر الدفء في سقان الورد, وتضيئ دروب الحياة ,فيتحرر تامر وينطلق نحو الفضاء حاضنا محفظته ;وفي مخيلته كلمات الجد (الورود المهداة) العلم نورالعلم نـــــــــــــــــــور........
يمسح بعينيه المكان ثم يرنو الى السماء طالبا العون من الله ;فالمدرسة بعيدة تختبئ خلف التلال..
وجسده النحيل سرعان ما يهده التعب; وقد يتسلل الى قلبه الخوف ;لكنه يحدو حدو الجبل الأشم
يبتسم تامر ثم يسرع الخطى وهو يرى صديقه ينتظره بجانب الطريق.....
يلتفت تامر للوراء ويتذكر فلقد مرت السنون كطرفة عين لم يعد طفلا فلقد غدا رجلا يافعا ......ومازالت تحيا بداخله ذكريات الطفولة,ومن ركن قصي بذاكرته يسمع هتاف الأطفال.......
وهم يتحلقون حول شيخ كبير, يغالب التعب لينشر البسمة على محياهم..
تلوح لتامر ذكرى غابرة, حيث يتربع في أعماق قلبه ذاك الجد.
وتتحرك في النفس أشواق الماضي وحنينه.....
اختفى الجد في يوم شات حزين, وظلت كلماته ترسم خطى المستقبل, وتضيئ له منعرجات الطريق ..
جاهد حزنه وهويحس بذالك الوخز المؤلم, كلما طرق ذهنه صوت خطواته, وهي تبتعد لتسكن العالم الآخر.......
لم تستطع الأم أن تجيبه على تساؤلاته:
أين اختفى الجد.!!
كانت تقول له بأن الجد في زيارة للقرى المجاورة,لكن الصغار في الزقاق, كانوا يرددون عبارة قاسية لم يستوعبها فهمه; مــــــــــــــات الجد ولن يعود أبدا.....
كبر تامر, وحنينه ظل طفلا يبحث عن منفذ كي يتحرر;وتعلم كيف يغرس في قلوب الأطفال حب المعرفة...
خطى على درب الأنبياء عليهم السلام ,فوق الأرض التي أقلتهم يوما ما;وتحت سماء أظلتهم من حرارة الشمس وهي تهدي لهم سلامها الدافء........
في المدرسة ,كان يجلس خلف مكتبه ,ويتطلع الى الوجوه الصغيرة الناعمة......
والعيون التي ترنوحيث تستقر الحكاية;تعلم تامر كيف يربطهم بالله سبحانه وتعالى ;عندما تضيق بهم السبل ;وتحاصرهم تلك الوجوه القاسية,المتوحشة التي لا تعرف الرحمة;تعود الاسئلة تنضح بالألم ...
مابال الأوطان حرة !!!!
ووطننا تقطنه الأشباح !!!!!!!!!!
تتجمع أفكاره, وتتشتت في ذهنه وهو يحاول أن يجد جوابا; يسكب الأمان في القلوب الندية بحب الوطن ..
مرة سأل الصغار عن بهجة العيد ;فجاءه صوت زهرة الصغيرة وهي تردد:
-لا عيد والوطن محاصر!!!.......
ارتسمت الدهشة على محياه .........وقال والبسمة تتراقص على شفتيه:
ومن قال لك هذا!!!!!!!
-جدي أخبرني بهذا.........
خيم الصمت من جديد على الصغار; وهم منهمكون بتلوين وزخرفة لوحاتهم ......
ظل هو مع شروده; بين شد, وجذب .
يتملى وجوههم المرحة يتسأل عن تلك الأحزان التي تطل من مكان ما من أعماقهم ;أحزان تضيق بها قلوبهم الصغيرة ...
قلوب مازالت مراتع للهو;واللعب والفرح ..لكن عيونهم تبدو
مغمورة ببريق الأمل وهي تتطلع الى الأفق ....
تنفس الصعداء وارتوت روحه; وهو يرى حلمه تعود إليه الحياة, براعم صغيرة
تتفتح تحت أشعة الشمس الدافئة ,يسابق الزمن كي يرى ثمارها الحلوة......
استقبلته أمه بابتسامة غامرة; وهو يقبل جبينها .
وعلى المائدة جلسا ,بدا البيت قاتما ,مظلما عندما غاب الإخوة .
كل منهم, ذهب الى حال سبيله..
أحس بنظراتها تتفحص وجهه المتعبة رفع عينيه المثقلتين فأجهشت بالبكاء...
طار صوابه وهو يرى دموعها تنهمر,اقترب منهاوعانقها ,تفحص وجهها المتعب قائلا:
لما البكاء الآن..!!لما!!!
-وبصوت حزين ,أخدت تردد:
ألا تذكر يابني كم كان هذا البيت مبتهجا !!!
تغمره الفرحة بضحكاتهم الحلوة ..
رحل الكل ولم يبقى إلاأنت, وأنا .
أنت تغيب طوال اليوم ,بينماأبقى وحدي يلفني الصمت ..
والحزن .أبقى لأجتر أحزاني ;وهمومي وحدي....
-أمي الحبيبة أنشدك الله ألا تجعلي الحزن يقضي على ماتبقى لنا من بهجة الحياة ...
تمتمت بحزن عميق:
لا أستطيع أن أستصيغ كل هذه المرارة التي أحسها في كل شيئ .
أخوك في سجن طرة ,والآخريتسكع في شوارع غزة ينتظر الإذن بالعودة الى حضن أمه ..
بينما تبحث أختك عن عذر; أو طريقة كي تصل الينا....
مابالنا يابني وطن واحد والأوصال متقطعة ,والقلوب ممزقة ..!!!!
-اصبري ياأ ماه .لن يطول هذا الحال بإذن الله ;النصر قادم ..
على ملامح الأرض, يبدوالحزن بعد أن عثى فيها المستوطنون فسادا.
وهي تردد صدى خطواته الثقيلة..
همم تتراخى ةوأحلام تتهاوى ومنك العون يارب...
على إقاع خطواته الحزينة ,ونبض قلب يتماسك ويتعلق بزورق الأمل .
وسفينة النجاة ;انداحت أفكاره في مخيلته ..
شفاه تكتم الآهات;وسؤال يطرق الذهن طرقات موجعة..
الى متى تظل هذه الأمة تتألم وتكتم !!
الكل يخفي جرحه الغائر ليحقن في الصغارالوهن....
تامر ,تامر..
ويستعيد حضوره الغائب في التيه ,عيون تبرق فيها البسمة وتشرق ..
وتغدو نحو المستقبل مشرق ,تمتم تامر: :tree: :tree: :tree: :tree:
النصرقادم..........النصرقادم..........النصرقادم........إن شاء الله[/size]