|
حُبْلَىْ |
أشكوكَ للقَهَّارِ بَعْدَ مَذَلَّتي |
هَلْ بَعْدَ حُبِّي وَ الوَفَاءِ تَجُرُّني |
لِلْمَوتِ ذُلاً في لَظَى الإِعْيَاءِ |
كَمْ قَدْ سَقَاكَ القَلْبُ مِنْ يُنْبُوْعِهِ |
عَذْبَ القُراحِ وَ سَلْسَبيلَ الماءِ |
فَوَهَبْتَهُ حَرَّ الهَجيْرَةِ صَالِياً |
بالنَّارِ عِرْقَاً نَازِفاً بِدِماءِ |
جَفَّتْ حَناياهُ التي عَذَّبْتَها |
وَ اسْتَوْطَنَ الإِقْواءُ جَوْفَ لِحائِي |
أَدْعُو عَلَيْكَ بِقَهْرِ أُمٍّ خِنْتَها |
في كُلِّ نَاحِيَةٍ مِن الأَنْحاءِ |
في رَامِضَاتِ الحَرِّ في نِيرانِهِ |
في وَارِفاتِ الظِّلِّ في الأَفْياءِ |
مَطَرُ الأَكاذيبِ التي أَغْوَيْتَني |
بِسَماعِها خَفَتَتْ مَعَ الأَضْواءِ |
وَ مِياهُ بَحْرِ الحُبِّ صَارَتْ مَوْجَةً الْـ |
إِعْصَارِ تَضْربُ لُجَّةَ الأَنْواءِ |
وَ لَقَدْ أَتَيْتُكَ وَ العُيُونُ تَنُوشُني |
أَبْكي بِبَابِكَ في دُجَى الظَّلْماءِ |
مَهْزُومَةً , مَقْهُورَةً , مَكْسُورَةً |
مَخْزِيَّةً بِجَريْرَتي الرَّعْنَاءِ |
قَدْ كُنْتُ طَوْعَ يَدَيْكَ لَمَّا هَدَّني |
إِلْحاحُكَ المَجْنُونُ كالشَّعْوَاءِ |
وَ اليومَ في أَعْتابِ بابِكَ أَرْتَمي |
رَمْيَ الكلابِ الجُرْبِ في البيْداءِ |
فَنَهَرْتَني , وَ رَمَيْتَني , وَ دَفَعْتَني |
وَ ضَرَبْتَني , وَ رَكَلْتَني بِحِذَاءِ |
هَلْ تَشْتَفي بِتَوَرُّطي وَ مَهَانَتي |
يَا مَنْ أَلِفْتَ الخَيْرَ في نُعْمَائِي ؟؟ |
أَكَرِهْتَني مِنْ بَعْدِ حَمْلِي غِيْلَةً ؟؟ |
وَ رَغَبْتَ عَنْ أُرْجُوْحَتِي وَ فَضَائِي ؟؟ |
وَ جُنَيْنَةُ الحُبِّ القديمِ بِأَضْلُعي |
صَارَتْ مَكَبَّ قُمَامَةِ الإِغْوَاءِ ؟؟ |
وَ نَدَى الرَّحِيْقِ على شِفَاهِ مَحَبَّتِي |
وَ شَذَى أَقَاحِ النُّوْرِ تَحْتَ رِدائي ؟؟ |
وَ خَمَائِلُ اللَّذَّاتِ في جِيْدِي وَ مَا |
في رَاحَتِيْ مِنْ صِبْغَةِ الحِنَّاءِ ؟؟ |
صَارَتْ طُلُولاً تَرْتَمي خَلْفَ التُّرَا |
بِ وَ أَقْفَرَتْ في لَمْحَةٍ كَخَوَاءِ ؟؟ |
يَا سَيِّدي , قُمْ وَ أنْظُر القَيْءَ القَمِي |
يَمْلا فَمِيْ وَ يَصِيْحُ بِاسْتِجْدَاءِ : |
( حُبْلَى أَنَا , وَ بِداخِلي صَوْتُ النَّشيْـ |
ـجِ مُجَلْجِلٌ بِمَذَلَّتي وَ شَقَائِي ) |
فَانْقِذْ شَظَايَايَ التي حَطَّمْتَها |
وَ الْحَقْ بِمَا سَيَشِيْعُ مِنْ فَحْوَائِي |
وَ اسْمَعْ صُرَاخَ بُذَيْرَةٍ أَلْقَيْتَها |
في رَحْمِ أُمٍّ تَاْقَ لِلأَبْنَاءِ |
أَسْتَجْدِ مِنْكَ مُرُوءءَةً وَ لَعَلَّها |
سَتُعِيْدُ آَمَالاً إِلى أَشْلائِي |
لِيْ إِخْوَةٌ بِسُيُوفِهِمْ مَوْتي إِذا |
عَرَفوا مُصَابِي , أَوْ رَأَوا بَلْوائِي |
سَأَعيشُ خَادِمَةً وَ أَرْضى بالذي |
يُرْضِيْكَ لَوْ تَسْعى إِلى إِيْوَائِي |
وَ أُقَبِّلُ الأَقْدَامَ صُبْحاً أَوْ عِشَا |
كالجارِيَاتِ وَ أَنْحَني كَإِمَاءِ |
كُلُّ المُنى أَنْ تَحْتَويني إِنَّني |
أُمٌّ تَنُوْءُ بِحَمْلِها بِعَنَاءِ |
رُحْمَاكَ يَا مَنْ قَدْ رَمَيْتَ بِجَمْرَةٍ |
في دَاخِلي أَحْتَاجُ لِلإِطْفَاءِ |
فَأُوَارُ فِعْلِكَ نارُهُ كَجَهَنَّمٍ |
وَ جَنِيْنُ لُقْيَا العِشْقِ صَارَ جَزَائِي |
.... |
.... |
.... |
.... |
فَأَدَرْتَ ظَهْرَكَ ضَارِبَاً بِمَصِيْرِيَ الْـ |
ـمَحْتُوْمِ عَرْضَ الصَّمْتِ وَ الأَصْدَاءِ |
وَ لَعَنْتَ سَاعَاتٍ قَضَيْنَاها مَعَاً |
وَ شَتَمْتَني وَ سَخِرْتَ رُغْمَ بُكَائِي |
( هُوَ ذَلِكِ الاِجْهَاضُ أَمْرُكِ دَبِّرِيْـ |
ـهِ فَإِنَّهُ حَلٌ لِمَا تُخْفِيْنَ مِنْ أَنْبَاءِ ) |
هَذَا الذيْ إِسْطَعْتَ قَوْلَهُ إِنَّني |
أَرْثِي لِنَفْسِي غَفْلَتي وَ غَبَائِي |
ذَنْبي أَنا فِيْما جَنَيْتُ وَ إِنَّني |
مِنْ ذنبِ حُبِّكَ تُبْتُ , مِنْ أَهْوائِي |
وَ تَبِعْتُ نُصْحَكَ فَانْتَبَذْتُ حُمُوْلَتي |
وَ رَمَيْتُ مَا فيها مِن الأَخْطَاءِ |
طَهَّرْتُ مِنْ رِجْسِ الهَوى رَحْمَاً بِهِ |
نَامَتْ أَمَاني الحَمْلِ في اِسْتِحْيَاءِ |
قَدْ عادَ يَعْرِفُ حَقَّهُ مِنْ بَاطِلٍ |
في ما أَصَبْتَ صَمِيمَهُ مِنْ دَاءِ |
وَ لَقَدْ شُفيْتُ مِن الهَوى وَ جُنونِهِ |
وَ شَطَبْتُ تَارِيْخَاً عَلَيْهِ دِمَائِي |
فَغَدَوْتَ مِنِّي يَا هَجِيْرَ مَحَبَّتي |
حَدَثَاً بِلا ذِكرَى وَ لا أَسْماءِ |
جَرْوُ الوَقِيْعَةِ قَدْ خَنَقْتُ نُبَاحَهُ |
بِيَدِ اِنْتِقامِ القَهْرِ في أَحْشائِي |
لا لَسْتَ نَذْلاً يَا أَبَاهُ وَ إِنَّما |
أُسُّ النَّذَالَةِ أَنْتَ وَ الأَقْذَاءِ |