أحدث المشاركات
صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 59

الموضوع: قبضة من حبات الزيتون

  1. #11
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. محمد حسن السمان مشاهدة المشاركة
    سلام الـلـه عليكم
    الاخت الفاضلة الاديبة وفاء خضر ( دخون )
    قراءة سريعة في قصة
    "قبضة من حبات الزيتون"
    للأديبة وفاء خضر
    "قبضة من حبات الزيتون " , نص ادبي ذو خصائص عالية المستوى , فمما لاشك فيه , أنه لابد للقارىء ان يبهر بهذا المستوى اللغوي المتين , الذي ميّز المفردات والعبارات والمتون , فقد شعرت انني امام اديبة تمكنت من ادواتها بشكل لافت , وقد ساقت النص , بمهارة وحرفية , مركزة على الرمز والهوية , مستخدمة صورا غنية نابضة :
    "جلست القرفصاء تلتقط حبات الزيتون المبتلة برذاذ المطر المتساقط "
    "تضعها في حجر ثوبها المطرز باللون الأخضر والأحمر "
    "ذلك الثوب الفلسطيني الذي عرف بتميزه بدقة فنه بالتطريز، وأشكاله الجميله ، وألوانه التي تتعدد لتشكل لوحات فنية "
    وقد اعجبت جدا بهذا التداعي , المرتبط بالحاضر , بعفوية وقوة غالبة , ليشكل ربطا لخيوط المسرح الزماني , وربما يعود ذلك الى الرغبة , عند الاديبة القاصة , في التعبير عن الحالة , وايضاح انها مازالت مستمرة , فالماضي هنا هو الحاضر , فما تزال الصورة المتداعية تتكرر , يوما إثر يوم , وساعة إثر ساعة , طالما بقي الاحتلال , وبقي جرم اغتصاب الارض والمقدسات قائما :
    " حيث كان امتداد أرضها قبل أن تأتي الوحوش المجنزرة لتقتلع أشجار الزيتون من أرضها ، تلك الآرض التي اغتصبت عنوة ، واقتلعت منها أشجار الزيتون ، الأرض التي كانت مهرها ، والتي شهدت صباها وشبابها ، شهدت قصة حبها وزواجها ، وكيف كانت كلما أنجبت ولدا تزرع له شجرة في تلك الأرض تسميها باسمه ، شجرة فلان .. "
    ولابد لي من الاشادة بقوة الربط , بين اعز ما تملكه المرأة , من ذكريات وهو مهرها وحفلة عرسها , بالارض واغتصاب الارض , ثم عملية الربط بين غرس الاشجار , كل باسم مولود , وبين اجتثاث هذه الاشجار بواسطة المجنزرات , انه ارتقاء غير عادي باسلوب القص , ثم للاسف ارى أن
    مستوى التوتر في النص , وقوة البناء والمساق , قد انخفض قليلا , عندما جاء في القصة , صورة اخبارية اعلامية , ليس لها نفس الوقع اللافت , الذي ميّز بقية متون القصة الرائعة :
    "وهي تعمل على جمعها لتقوم بعد ذلك بعملية الفرز .
    هناك حبات كبيرة ، وهي لخاصتها من أبناء وأحفاد ، والوسط منها مونة السنة للبيت أما التي لا تصلح لذلك ، تتركها للعصر ، حيث يستخرج منها الزيت . "
    واخيرا جاءت النهاية مدهشة بشكل لايصدق , ولو كتبت الخاتمة لوحدها , بغياب بقية مساقات النص , لكانت قصة رائعة جدا :
    "استيقظت من أحلامها ، فزعة لا تدري أين هي ، فتحت عينيها المثقلتين بالحمرة على سقف غريب ، حجب عنها زخات المطر ، أنواره غريبة ، وأصوات تنبعث لا تفهم لغتها ، وأسلاك وأنابيب تمددت لتقيد جسدها المبتل في فراش ليس فراشها ، حاولت أن تتحرك لم تستطع ، كانت تحكم قبضتها على شيء ما ، فتحت يدها لتنظر فيها ، لا زالت قبضة من حبات الزيتون بيدها ، قد غسلتها قطرات المطر .
    والله لزرعك بالدار .. يا عود الزيتون الأخضر
    وأروي هالأرض بدمي .. لتنوّر فيها وتكبر "
    تقبلي احترامي وتقديري
    اخوكم
    السمان

    أستاذي الفاضل / د. محمد السمان ..

    السلام عليك ورحمة الله وبركاته .


    أقتبس من كلماتك :

    ثم للاسف ارى أن مستوى التوتر في النص , وقوة البناء والمساق , قد انخفض قليلا , عندما جاء في القصة , صورة اخبارية اعلامية , ليس لها نفس الوقع اللافت , الذي ميّز بقية متون القصة الرائعة :
    "وهي تعمل على جمعها لتقوم بعد ذلك بعملية الفرز .
    هناك حبات كبيرة ، وهي لخاصتها من أبناء وأحفاد ، والوسط منها مونة السنة للبيت أما التي لا تصلح لذلك ، تتركها للعصر ، حيث يستخرج منها الزيت . "



    صدقت أستاذي
    حين عدت للنص بعد قراءتك وجدت أن هذه الفقرة حقيقة قد أوجدت نقطة ضعف للقصة ، فآثرت إلغاءها تجاوبا مع رأيك الصائب .

    كم أنا سعيدة بهذه القراءة ، لا أدري كيف أعبرعن عمبيق شكري وامتناني لما تفضلت علي به من كرمك .

    فمثلك يشبه بهذه الشجرة الدائمة الخضرة ، المعطاءة ، التي تمتد جذورها عميقا في الأرض ، وهي رمز الأصالة والإنتماء ، بشخصيتك وكرم خلقك ، وعلمك الذي يمثل ثمرها بما يعطيه من زيت يوقد مشاعل النور في ظلمات الجهل ، وجذورك الأصيلة الممتدة في عمق الإدب والثقافة والعلم .

    كلي فخر بهذا المرور الجميل الذي أنار الصفحات بتواجدك عليها .

    لك كل الشكر والإمتنان .
    وتحية مضمخة بعبق الياسمين .

    ودي واحترامي .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

  2. #12
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حاتم مشاهدة المشاركة
    يسعدنى ان اكون اول من وطات قدمية حقل زيتونك الأخضر
    رغم الاحزان التى تفصلها عن الاحزان احزان
    أراك قاصة بارعة يانعة كشجرة الزيتون التى ستبقى رغم الإقتلاع
    تحياتى
    الأخ الفاضل / حــاتم ..

    مرحبا بأول من وطأ حقل الزيتون الأخضر .
    رغم الحزن لا زال هناك أمل ..

    شكرا على مرورك العطر ، وكلماتك الطيبه .

    تحيتي وودي . نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #13
    الصورة الرمزية حسام القاضي أديب قاص
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+الكويت
    العمر : 63
    المشاركات : 2,213
    المواضيع : 78
    الردود : 2213
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    الأخت الفاضلة الأديبة / دخون
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بعد الدراسة النقدية الوافية الدقيقة لأستاذنا الكبير / د. محمد السمان
    وبعد أخذك باقتراحه القيم ، كما ظهر في تعديلك الخير..
    لاأستطيع أن أضيف شيئا سوى أن أهنئك بحرارة على هذا العمل الجميل المتقن ذي النهاية القوية اللافتة .
    تقبلي تقديري واحترامي .
    حسام القاضي
    أديب .. أحياناً

  4. #14
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حمزة محمد الهندي مشاهدة المشاركة
    العزيزة/دخون...
    أجدني بين عمل تراثي يعيد إلينا ، ذكرى أبوينا الذي تارة يقصون الينا عن ثمار الزيتون والبرتقال والليمون الذي تسطع رائحته من بعد كذا متر ووووو
    تلكَ الإيام كأني بها عندما يقصها علي جدي وأبي
    وتارة أخرى عن الطاغية عن الكلاب المسعورة عن اليهود لعنهم الله
    الأديبة/ دخون....
    دائما تقتني لنا ما يثير ذائقتنا الأدبية صولا وجولا..
    تحيتي لكِ ولثمار الزيتون التي اعتلت منصة التتويج في هذا السرد الأدبي الجميل..
    حمزة الهندي
    ابني حمزة الهندي ..

    من منا لا يذكر حبات الزيتون التي اشتهرت بها تلك الآرض ، واتي هي قوت لنا ، من ينسى رائحة البرتقال والليمون ، ورائحة زهورها في بواكير الربيع ، كيف ننساها ، وهي سرت في جوفنا فتكونت منها خلايا الجسد ؟
    في كل موسم لقطف الزيتون أتذكر كيف كنت أفرح حين تصلنا حبات الزيتون من تلك الأرض ، وكيف كان مذاقها مختلف ، كيف كنت أتلذذ بحبات البرتقال الخضراء ساعة قطفها عن أمها .
    هي حرقة في القلب ، أتمنى على الله أن تنطفئ يوما ، بعودة الأرض لأهلها ، وتطهير الأقصى من دنس المغتصبين .
    ستبقى حبات لزيتون ندية بأيدينا ، وستبقى شجرة الزيتون رمزنا .

    إتمنى أن نلتقي هناك .

    تحيتي ومودتي .

  5. #15
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل حلاوجي مشاهدة المشاركة
    نحن أمة التين والزيتون
    والله
    لن تقتلع من بطون أرضنا مادام لنا شريان يسير في جوفنا
    لنا الله ياوفاء ... ولابد من يوم
    نزرع فيه الهمة
    لنحصد الانتماء ..... لزيتوننا
    أخي / خليل ..

    صدقت لن نقتلع من أرضنا ، وستبقى جذورنا ممتدة في باطن الأرض ، كما شجر الزيتون .
    وسيأتي موسم الحصاد بإذن الله طيبا مثمرا بخير الثمار .

  6. #16
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حلااا مشاهدة المشاركة
    ما هذا الموقف المؤلم .. الذي يعصرني كما يعصر الزيتون ...
    قصة تحكي واقعنا المؤلم الذي نشاهده يوميا ....
    لن أقول سوى الله ينصر المسلمين و يحرر فلسطين ........
    تقبلي مروري يا أروع زهرة ...
    حلااااااااا

    تيحة مضمخة بعبق زهور البرتقال ..

    صدقت أخيتي ،، فهذا الموقف ، يبقى أبدا في الذاكرة ، وفي كل موسم قطاف سنبقى نتذكره .
    شجرة الزيتون رمز الإنتماء للأرض ، فهي تضرب بجذورها في الأرض عميقا ، شجرة تعمر طويلا ، إضافة إلى ذكر الله تعالى في كتابه لهذه الشجرة ، حين صور لنا نوره ، كان تصويره كمشكاة في مصباح يوقد من شجرة مباركة لا شرقية ولا غربية ، ولهذا الزيت مع الضوء والإشتعال خاصئص اكتشفها العلماء حديثا .

    حلا مرورك جميل دائما ..
    تحية ود مزينة بالورد .

  7. #17
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,766
    المواضيع : 83
    الردود : 5766
    المعدل اليومي : 0.86

    افتراضي

    كالعادة دخون تسابق نفسها للتفوق أناس تحية للكبار
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

  8. #18
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : May 2006
    المشاركات : 283
    المواضيع : 68
    الردود : 283
    المعدل اليومي : 0.04

    افتراضي

    قبضة من حبات الزيتون
    جلست القرفصاء تلتقط حبات الزيتون المبتلة برذاذ المطر المتساقط ، تنفض عنها البلل وحبات الرمل العالقة بها .. تضعها في حجر ثوبها المطرز باللون الأخضر والأحمر ، الثوب الذي تميزت بلدتها بطريقة تطريزه وحياكته ، ذلك الثوب الفلسطيني الذي عرف بتميزه ودقة فنه وتطريزه، وأشكاله الجميلة ، وألوانه التي تتعدد لتشكل لوحات فنية ، وقد لفت رأسها بشال أبيض ابتل فالتصق برأسها ومنكبيها ليصبح جزءاً من تكوينها وتشكيل ملامحها .
    وعلى الرغم من الهرم والإعياء والمرض فإنها أبت إلا أن تشارك في احتفالية جمع ثمار الموسم ، والتي تكون عادة في أواخر شهر تشرين الأول ، وبداية تشرين الثاني ، بعد أول أو ثاني أيام تساقط للمطر ، كانت تتفحص الحبات الخضراء بعناية ، تمسك من كل شجرة حبة ، تعصرها لكي تتفحص كمية الزيت ، ونضج تلك الثمار ، وهي ما زالت تردد تلك الكلمات : والله لزرعك بالدار .. يا عود الزيتون الأخضر
    وأروي هالأرض بدمي .. لتنوّر فيها وتكبر
    اعتلى العامل الذي يقوم بقطف الثمار الشجرة ، وبحركة سريعة أتقنتها يده كان يسقط الثمار إلى الأرض المبتلة، وهي تعمل على جمعها لتقوم بعد ذلك بعملية الفرز .
    تلقي ببصرها نحو الشارع الممتد من خلف أشجار الزيتون ، حيث كان امتداد أرضها قبل أن تأتي الوحوش المجنزرة لتقتلع أشجار الزيتون من أرضها ، تلك الأرض التي اغتصبت عنوة ، واقتلعت منها أشجار الزيتون ، الأرض التي كانت مهرها ، والتي شهدت صباها وشبابها ، شهدت قصة حبها وزواجها ، وكيف كانت كلما أنجبت ولدا تزرع له شجرة في تلك الأرض تسميها باسمه ، شجرة فلان .. تنهدت وهي تزفر آهة حرى ؛ تذكرت ذلك الزوج الذي اقتلع مع ما اقتلع من أشجار الزيتون ، ليقضي وهو يدافع عنها برصاص الغدر.
    كانت تغني
    والله لزرعك بالدار .. يا عود الزيتون الأخضر
    وأروي هالأرض بدمي .. لتنوّر فيها وتكبر
    ودموعها تختلط بحبات المطر لتسقط على ما تبقى من الأرض ، فتزيد ارتواءها وما تبقى من شجرات الزيتون، لم تكن تبالي بالبلل ولا غوص قدميها في طين الأرض ، كانت تماما مثل تلك الشجرات التي صمدت أمام قوة الاحتلال ، ثابتة ، تمتد جذورها إلى قاع الأرض متشبثة بها ، تشرئب بأغصانها دائمة الخضرة إلى عنان السماء ، لتمنح العطاء .
    استيقظت من أحلامها ، فزعة لا تدري أين هي ، فتحت عينيها المثقلتين بالحمرة على سقف غريب ، حجب عنها زخات المطر ، أنواره غريبة ، وأصوات تنبعث لا تفهم لغتها ، وأسلاك وأنابيب تمددت لتقيد جسدها المبتل في فراش ليس فراشها ، حاولت أن تتحرك لم تستطع ، كانت تحكم قبضتها على شيء ما ، فتحت يدها لتنظر فيها ، لا زالت قبضة من حبات الزيتون بيدها ، قد غسلتها قطرات المطر .
    والله لزرعك بالدار .. يا عود الزيتون الأخضر
    وأروي هالأرض بدمي .. لتنوّر فيها وتكبر
    العزيزة دخون
    القصة هي تعبير عن شوق متزايد للوطن الأرض والإنسان ، وهي من ناحية أخرى تعبر عن رفض الغربة ، أو هي انعكاس عن الشعور بالغربة ومحاولة للعيش في ربوع الوطن ولو على الورق ومن خلال الذاكرة ، والعجوز تشير إلى الماضي الذي نحن إليه كلنا، نرى أنفسنا ومستقبلنا في أمهاتنا وآبائنا بينما يرون هم فينا ماضيهم الذي يتوقون إليه ويتذكرنه بأحلامه السعيدة وكوابيسه المزعجة ، وشجرة الزيتون هنا رمز لقدسية الأرض وتجذر شعبنا فيها منذ فجر التاريخ ، فقد زرع الفلاح الفلسطيني أشجار الزيتون المباركة التي ذكرها الله سبحانه وتعالي في القرآن ، وقد تميزت فلسطين بشجرتين أصبحتا رمزا لفلسطين والفلسطينيين ، الزيتون والبرتقال ، والفلسطيني ذكرا كان أو أنثى يظل متعلقا بزرعه مهما كبر وشاخ ومهما أرهقه المرض ، فالعجوز هنا نموذج للأم الفلسطينية أو الفلاحة الفلسطينية التي تشارك زوجها وأبناءها في السراء والضراء ، وقد تقوم مقام الأب والأم في حال وفاة الزوج أو استشهاده .
    والسارد هنا يمر مرور الكرام على حادثة اغتصاب الأرض واقتلاع زيتونها وكأنه حادث عابر ، مع العلم بأن الأرض والزيتون وكل الأشجار الفلسطينية هي جوهر الصراع انطلاقا من مقولة أن فلسطين وطن بلا شعب وأن اليهود شعب بلا وطن وكأنهم باقتلاع الأشجار يريدون تأكيد ما يذهبون إليه ويحاولون ترويجه من أن فلسطين أرض مهملة غير مزروعة وذلك لطمس هوية الفلاح الفلسطيني وعمق ارتباطه بترابه وزرعه ، والسارد هنا يروي لنا الأحداث بحيادية تامة وكأنه ليس طرفا في معادلة الصراع الدائر منذ حوالي قرن من الزمان، والحياد مطلوب في العلم ، أما الأدب فهو أكثر ميلا للذاتية .
    والزمن في القصة غير واضح الأبعاد والمعالم ، فالقارئ لا يدري متى تم اغتصاب هذه الأرض ، هل تم قبل أن تقوم العجوز بجمع الثمار ، أم أن جمع الثمار أشير إليه من خلال تيار الوعي ، أم أن الاغتصاب تم بعد جدار الفصل العنصري الذي باعد بين المزارع الفلسطيني وأرضه ، أو من أجل إنشاء مستوطنة في مكانها ، أمور تحتاج إلى قليل من التوضيح لتبرز ملامح الصورة واضحة للقارئ ، وقد أشار السارد إشارة خاطفة إلى حقيقة ما جرى حين جعل العجوز تفتح عينيها على سقف غريب وأنوار غريبة وأسلاك وأنابيب ورطن غريب يوحي بوجود المستوطنين دون أن يقول السارد ذلك صراحة .
    وعلى الرغم من ضعف العجوز فقد ظلت متمسكة بأسباب القوة ، بحبات الزيتون بما تحويه من زيت يمنحنا الدفء والقوة وبالأرض التي أعطتنا هذه الثمار من باب أولى , ولولا بعض الهنات البسيطة في لغة القصة لكانت لغة القصة قد اقتربت من الكمال لكن الكمال لله وحده ، فقد وردت بعض الهنات التي وضعت تحتها خط وجعلت حروفها مائلة ، ولا يفوتني أن أقدم اعتذاري لأنني قمت بتصحيح بعض الأساليب والعبارات والكلمات وإضافة كلمة أعتقد أنها سقطت سهوا ، لأنه ليس من حقي فعل ذلك دون استئذان كاتب القصة .

  9. #19
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبلة محمد زقزوق مشاهدة المشاركة
    رائعة
    رائعة الفكرة والسرد
    رائعة اللفظ والحرف
    عاشت فلسطين ، وعاش اهلها الابطال احرار رغم قيد الغاشمين .

    والله لزرعك بالدار .. يا عود الزيتون الأخضر
    وأروي هالأرض بدمي .. لتنوّر فيها وتكبر

    دمتِ بنقاء زخات المطر وبطهر الارض وقداسة الاوطان نبع وفيض أختاه / دخـــــــــون
    تقـــــــــــديري ومحبتي
    الأخت الفاضلة / عبلة محمد زقزوق .

    السلام عليك ورحمة الله وبركاته .

    أحيي بك هذه الوطنية الجميلة التي لاحظتها من خلال نصوصك ومشاركاتك .
    كم أنا سعيدة بك أخيتي ، وأفاخر بمرورك العطر على متصفحي المتواضع هنا ، جعل الله أيامك كلها هناء ، أيتها النقية يا ابنة العروبه .

    تحيتي لك أزينها برورد الياسمين .
    لك الود أيتها النقية .

  10. #20
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سامي البوهي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله
    القاصة الفاضلة / وفاء خضر
    النص يشع بالانسانية المختبئه داخلنا ، نتمسك بأشياء هي من سماتنا ورموزا هي من بيئتنا ، تريبنا عليها ، واسترزقنا منها ، وتميزنا بها ، التمر - الزيتون- البرتقال - او الليمون . نتمسك بها حتى الموت ... حتى آخر العمر .
    السرد ممتاز والوصف مركز جدا ، أعجبني النص حقاً ، والنهاية انغلقت بطبيعتها ودون تدخل او عناء من الكاتب .
    دمت مبدعة دائماً .
    الأخ الفاضل / محمد سامي البوهي ..

    مرور جميل أسعدني ، شكرا على تعليقك الجميل ، وشكرا على تشجيعك المستمر .

    مودتي .

صفحة 2 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تجمدت حبات العرق
    بواسطة صابرين الصباغ في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 29-10-2017, 08:35 PM
  2. كلماتي قبْضةٌ منْ شـؘتات...
    بواسطة حيدرة الحاج في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 22-03-2016, 03:47 PM
  3. مَناديلُ شوقٍ لرَشفِ حبّاتِ المَطرِ !!
    بواسطة منى الخالدي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 27-11-2006, 11:53 AM
  4. بيت العنكبوت بعد تساقط حباتِ المـطر..
    بواسطة أسماء حرمة الله في المنتدى فُنُونٌ وَتَّصَامِيمُ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 05-05-2006, 04:10 AM
  5. بَغيضٌ هَجرُ حَبَّاتِ القُلوبِ
    بواسطة د. جهاد بني عودة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 15
    آخر مشاركة: 16-02-2006, 01:42 AM