أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: منظر طبيعي

  1. #1
    عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Nov 2006
    الدولة : العراق/ بغداد
    المشاركات : 9
    المواضيع : 2
    الردود : 9
    المعدل اليومي : 0.00
    من مواضيعي

    افتراضي منظر طبيعي

    لم اسـأل نفسي منذ متى امارس لعبة الكذب، بلا؛ أعرف منذ دخلت هذه الدائرة الموبوءة ، ولكني شئت أن لا أذهب عملي هذا اليوم وذهبت لأتحدى خوفي ...نعم سأترك العمل في مكان مقفر يشبه الانتظار في موقف باص لو أتى سيأتي مكتضاً وربما سافكر عدة مرات هل سأصعد الباص أم أنتظر ، وبعدها سأعرف بأنني تأخرت فأستقل سيارة أجرة وفي كل حال سأصل متأخرة.
    أنا الان في مكتب مدير ما ، كلهم مدراء نطيل الوقوف على أبوابهم أو نطيل الجلوس في غرفة انتظار باردة جداَ ...لماذا غرف إنتظار كل المدراء باردة ولا علاقة لا بالحر الاسطوري في الباصات المكتظة! رغم كونها في نفس الرقعة الجغرافية.
    هناك منظر طبيعي ملصق امامي ربما هو من الشرق البعيد، منظر مترع بالخضرة كأمنياتي، والنهر يطل منه ازرق كما لا ازرق مثله... المدير مشغول، وانا رسمت في ذهني قارباً خشبياً وركبت فيه، جدفت فيه ذهاباً واياباً في المنظر الملصق والمدير مشغول... غنيت لفيروز اغاني لا علاقة لها بالانتظار ولا بطلب العمل ولا شأن لها بكذبي ذو اليوبيل الذهبي، ونظرت الى بابه قد يفرغ من دخول المراجعين.
    حقيبيتي قربي مثفلة بأوراق قديمة اعددتها قبل طوفان نوح لاقدمها في المقابلة، شكراً للذين لا اعرفهم، اقصد من وضع ساعة جدارية كبيرة كي تذكرنا ان حاولنا النسيان بأن الوقت كان يمر بطيئاً عكس عمرنا.
    ماذا فعلت في الانتظار، تذكرت نكات من زمن الحرب، ومررت بعشرين عاماً من ادب التصنيف الشعبي، وبدأت ابتسم واضحك والمراجعين ينظرون الي ولا يعرفون من أي مصدر استمد منه فرحي، نظرت الى امرأة عجوز تجاعيدها كصديقتنا السلحفاة وتكهنت بأنها لو سألتني سؤال واحد وأجبتها لتمسكت بالثرثرة معي الى نهاية الحياة لان كل العجائز مولعين بالحديث عن كل الاشياء في الدنيا في وقت واحد .
    سأحاول أن لا أثير نفسي بالتوقعات الخاطئة يجب أن أحصل على عمل في هذا الاسبوع ولابد ولا بد....وعليه جعلت نفسي في حالة شوق متواصل كأن الحياة رهن أيحائاتي ..وعليه زاد حماسي في التجديف ولكن ماذا يحدث لقد أصبح المجداف ثقيل وحركتي في الماء صعبة لا بد من حدث ما لان خيالي في حالة تحفز فلماذا هذه الاعاقة ، وعندما نظرت خلفي وجدت أن مراجعي الغرفة كلها قد نطوا الى زورقي الصغير الذي صورته أفكاري لي ، كي يدجنوا الوقت بالتخيل في غرفة انتظار المدير الباردة جداً .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    أديب
    تاريخ التسجيل : Apr 2006
    المشاركات : 9,079
    المواضيع : 101
    الردود : 9079
    المعدل اليومي : 1.38

    افتراضي

    سمرقند...
    تحية لك واهلا بك في الواحة الخضراء...
    معانقة اولى لحرفك...
    وجدته..نابعا من ذات مثقلة بهموم الانسانية الحديثة التي باتت تعيش الرتابة نفسها اينما حلت واينما وجدت..ما ان يجلس للحظات في مكان ما...سواء أ كان خاصا ام عاما...حتى يبدأ يغط في سبات عميق.. عذرا...في تفكير وتخيل عميق...وتتحول الصور..امامه الى محيطات..لبحر فيها...سواء بمجداف او دون مجداف فانه يواصل الابحار حتى يصدم بحجر يتكرر في كل الامور حجر يسمى الرتابة والملل ذاته.
    غرفة المدير..لانها لاتنم للواقع الحي بشيء تكون باردة..امام الجو العام..فهو دائما محرق ..لانه ينم للواقع ويستمد حراراته منه..بل هو الواقع ذاته...فالبؤس..والبحث..والكد. ..والبذل...والجهد....كل هذه الامور تحدث خارج غرفة المدير...اما داخل الغرفة نفسها...فهناك كل مؤهلات الراحة...وليس على المدير الا ان يرفع راسه احيانا ليشاهد من يدخل اقول احيانا...وهو بما هو عليه ليس له من الوقع شيء او اية علاقة.. فمادامت غرفته باردة والجو في الخارج حارق ..ومادام هو منتعش...فلايهم من هم في الخارج.
    نص يعالج بلغة واضحة وسلسة..وسرد جميل..مشكلة..اوجزتها..في" وعندما نظرت خلفي وجدت أن مراجعي الغرفة كلها قد نطوا الى زورقي الصغير الذي صورته أفكاري لي ، كي يدجنوا الوقت بالتخيل في غرفة انتظار المدير الباردة جداً ."
    وابدعت في ايجازها...؟
    شيء عاود فكري الان...لعل الحسنة الوحيدة في غرف بعض المدراء..هي اللوحات الطبيعية التي يعلقونها على جدران غرفهم..؟
    تقديري ومحبتي
    جوتيار

  3. #3
    الصورة الرمزية محمد إبراهيم الحريري شاعر
    تاريخ التسجيل : Feb 2006
    المشاركات : 6,296
    المواضيع : 181
    الردود : 6296
    المعدل اليومي : 0.95

    افتراضي

    الأخت سمرقند ـ تحية
    من عروب السبت جاء اليوم خلفي
    يبهر الحاضر سيفا من اهازيج التجني
    يسعف الأوداج جرفي
    من رفات قدها الموال من قيثارة السبت
    على آحاد ظني
    سوف أمليها بياتا ونشازا
    من حبال الصول
    لا ناي يغني
    عسعس الليل فهلي
    كوجوه الغيم من شرق
    التخلي
    من سويعات انتظاري
    من جزيئات انتصاري
    لم يراع الصمت
    آلات طغاة تعزف
    الأوهام خلفي
    ـــــــــــــــــ
    تحياتي أختي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    الصورة الرمزية وفاء شوكت خضر أديبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : موطن الحزن والفقد
    المشاركات : 9,734
    المواضيع : 296
    الردود : 9734
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    الأخت سمر قند
    تحية ..

    أسلوب شيق بالسرد ، ذكاء ملحوظ في البداية ، وفي الهروب من الملل واليأس للخيال ، وقوة شخصية جاذبه أعتقد ، حيث أن كل من كان في قاعة الإنتظار ، بات في مركبك .
    نهاية أيضا موفقه وجميلة .

    القصة جميلة بكل ما فيها ، سلسه سهلة تشد القارئ .

    شكرا على ما قدمت لي من متعة . نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    لك التحية والود .
    //عندما تشتد المواقف الأشداء هم المستمرون//

المواضيع المتشابهه

  1. منظر ذو إفتان...
    بواسطة فكير سهيل في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 07-09-2016, 04:24 AM