أحدث المشاركات
صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 11 إلى 20 من 21

الموضوع: الفصل الأول والثاني والثالث من روايتي ... شواطيء قديمة

  1. #11
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    مقدمة تمهيدية لرواية "شواطئ قديمة" للأديبة المبدعة صابرين الصباغ


    الرواية عمل متكامل ، ومن ثم فإن أية قراءة لثلاثة الفصول هنا - مهما أجادت - ستظل مجرد اجتهادٍ في غياب النص الكلي فلا نستطيع أن نقدم نقدا موضوعيا لثلاثة فصول من رواية لم تقل لنا الكاتبة عدد فصولها لنعرف حتى نسبة المقروء إلى غير المقروء

    على أن هذه الفصول في بداية الرواية تمدنا بالخيوط الأولى التي ستنسج بها كاتبتنا روايتها وهي تشي بعدد لا بأس به من العناصر يأتي في مقدمتها

    عنصر التشويق:

    عندما قرأت هذا المشهد في مطلع القصة ظننت أننا سنكون أمام قصة رعبٍ قبل أن تفصح القاصة عن أن ضمائر الغيبة تعود إلى خروف. فقد جاءت الضمائر عائدة على غير مذكور مما يجعل الفكر يعيدها إلى رجل مثلا ، وهذا ما يسميه النحاة عود الضمير على غير مذكور والغرض منه التشويق وكأن القاصة تريد بهذه البداية المثيرة أن تهيء القراء إلى ما سيتلو من أحداث. وكأنه تمهيدٌ لشيء قريب منه.

    أما عناوين الفصول(نوة عشق- صراخ البحر – الدوامة) فجاءت موفقة لتصوير أجواء القصة لنعيشها معها من زاويتين: الأولى : رسم المشهد عبرَ ارتباطها بالمكان (الإسكندرية/البحر) اللذين نكتشف أنهما شخصيتان من شخوص القصة ،
    والثانية : لترمز إلى ما تموج به أعماق البطلة والأحداث أيضا من اصطخاب واضطراب.

    أما العنصر الثاني قهو رسم الزمان والمكان،
    ومما يدل على قيمتهما هنا كما يوحي عنوان الرواية (شواطئ قديمة) حيث يدل المضاف على المكان والمضاف إليه على الزمان.

    حيوية حركة الزمان:
    اتسم عنصر الزمان في الرواية كما تجلى من الفصول الثلاثة بالحركة والحيوية والتجدد عبر غلبة استعمال الفعل المضارع الذي يفيد في تصوير الأحداث وتجسيدها كأنما تعرض الآن أمامنا عرضا حيا، وقد جاء هذا متسقا مع مفهوم الزمان في الرواية الحديثة حيث يختلف مفهوم الزمان الروائي بين التقليديين والروائيين الجدد كما يخبرنا الأستاذ سعيد يقطين في كتابه القيم بعنوان :تحليل الخطاب الروائي(الزمن-السرد-التبئير) مقارنا بين الزمن بين الرؤيتين :في مبحث: الروائيون الجدد والزمن:
    "الزمن اللغوي مطابق للزمن الواقعي وعلى أساس هذا الفهم وظف الروائيون التقليديون الزمن، وذلك بقصد مماثلة العالم الواقعي ، ولكن الوصف في الرواية الجديدة يختلف جذريا لأن أهميته لا تكمن في الموصوف ولكن في حركة الوصف نفسها، ونلاحظ الشيء نفسه بالنسبة للزمن".
    ويقول:"مع الرواية الجديدة والتنظيرات المواكبة لها والتي تجد لها في أعمال روائية مهمة عند أمثال بروست وفولكنر وغيرهما تتخذ مقولة الزمن أبعادا ودلالات جديدة سواء في الممارسة (الكتابة الروائية )أو في التحليل آن الأوان لمساءلتها ومعاينة أبرز خصائصها". (سعيد يقطين: تحليل الخطاب الروائي : 67
    فالفن الروائي ليس نقلا حرفيا للواقع وإنما إعادة صياغته في حياة موازية له
    والمتأمل إلى رواية : شواطئ قديمة يراها تنتمي إلى مفهوم الرواية الجديدة من حيث تنويع أبعاد الزمان ودلالاته في السياق الروائي ، كما يتجلى في الاستهلال كما لاحظ الإخوة الكرام:


    "أمسكتُ بها ، أنظر إليه ، يتملقني بعينيه المفتوحتين ، التي دُفنتْ داخلهما حياة، كانت تلهو بحلبة جفنيه منذ ساعة ..".
    فنلاحظ التراوح بين الماضي(الإطار) والحاضر (الحركة) في براعة تجمع بين زمن الأخبار (أمسكت بها ) وحركة التأمل (يتأملني)
    واختيار المضارع هنا يثير شعورا بالتعاطف لا يتحقق لو استمر الماضي .ولهذا يتغلب المضارع ويبرز بينما يختفي الماضي :" أخيراً ينام مستسلماً لأمر الله ، تلك النظرة الأخيرة التي لم تخرج مع روحه ؛ بقيتْ تحمل بين طياتها خوفاً – حزناً – رهبة ..
    بين يديَّ رأسه ، يتدلى منها لسانه ، كأنه كان يريد أن يبوح بشيء قبل أن يُدفن صوته داخله .."
    وكأننا نشاهده يعرض أمامنا الآن.

    ومن هنا كان توظيف الالتفات ببراعة للدلالة على فيما يتعلق بالأزمنة والضمائر.
    والالتفات : وهو الانتقال من زمن إلى زمن أو من ضمير إلى ضمير ، أسلوب من أساليب لغتنا الجميلة يقول علماء البلاغة
    "واعلم أن الالتفات من محاسن الكلام، ووجه حسنه (على ما ذكر الزمخشري) هو أن الكلام إذا نقل من أسلوب إلى أسلوب كان ذلك أحسن نظرية لنشاط السامع وأكثر إيقاظاً للإصغاء إليه من إجرائه على أسلوب واحد، وقد تختص مواقعه بلطائف " (القزويني:الإيضاح في علوم البلاغة(
    وقد جعلت منه مدخلا لقراءة نص الأستاذة أهداب الليالي هنا: HTTP://WWW.RABITAT-ALWAHA.NET/MOLTAQ...T=17368&PAGE=3

    أما في رواية شواطئ قديمة فقد أحسنت الأستاذة صابرين في استثماره في التنقل بالقارئ ببراعة
    على مستوى الأزمنة ومستوى الضمائر. للدلالة على تعدد مستويات القصة .


    الحوار: جاء الحوار في القصة منتميا إلى مستوى شاعري مجازي
    - قل لها أيها الكبير .. ينفرطُ نبضي كالعقد تحت قدميها ، ليتها تجمعه ، تصوغهُ وتُزينُ به جيد مشاعرها ، لو تعرف كمْ كُنتُ أخطط للقائها صدفة ، خُطط عشقٍ ، لم يرتب لها عاشقٌ من قبل ..؟ كم بِتُ ليالي طوالاً أرسم وجهها على لوحات وجداني ، بلا فرشاة ولا ألوان ..؟ كم حلمت معها ، بالعدو تحت ذات المطر ، وذات المدينة ، العاشقة لكَ بكل عنفوانها ، هدوئها ، ثوراتها ..؟ قل لها أريدها بجواري ، تحصد معي انتصاراتي ، غنائمي وحتى خسائري ، أنا رجلٌ مزقني غرامها ، قل لها: .. تجمع عمري في راحة يديها ...
    يطولُ الصمت ليتحدث وحده ، يدخل مع كل منا في حوار خاص به ، نبتسم ثلاثتنا ...


    وأختلف مع بعض النقاد الذين يرفضون هذا الضرب من لغة الحوار بحجة أنه يبتعد عن الواقعية، لأنني مؤمن أولا بحرية القاصّ في الاختيار، وثانيا بأن الفن الروائي ليس تسجيلا حرفيا للواقع، وقد قرأت لكثير من النقاد قديما تنبؤوا بفشل نجيب محفوظ ؛ لأنه يجعل جميع الشخصيات تتحدث بلغة فصحى تنتمي إلى المستوى الأدبي، حتى عن المعلم كرشة (مثلا) في رواية زقاق المدق يقول عن شيء أخفاه:"لقد خبأته في حرزٍ حريز".
    صاح هؤلاء النقاد: أنى لهذا الرجل الساكن في زقاق شعبي أن يتكلم بهذه اللغة؟ ، ونسوا أننا في نصٍّ أدبي روائي له منطقه الخاص، وطبيعته المستقلة



    الأستاذة صابرين :
    أرجو أن تقبلي هذه المقدمة ، تحيةً لروايتك التي تُبشِّر بالكثير من مظاهر التجديد والإبداع على مستوى الرؤية والأداة في فن الرواية ، ولي عودة بعد اكتمالها إن شاء الله
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

  2. #12
    الصورة الرمزية صابرين الصباغ كاتبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الإسكندرية .. سموحة
    المشاركات : 1,680
    المواضيع : 131
    الردود : 1680
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبلة محمد زقزوق مشاهدة المشاركة
    تركت كل امور حياتي وراء ظهري وجلست لأجمع حروفك حرفا حرفا في سلال الفكر لأنثره بين حنايا القلب زهرا ووردا فرأيته نورا أنار لي شمعة بل قنديلا ...
    رائعة رائعة سامقة
    يعجز حرفي عن وصف جميل قصتك بكل ما تحمله من دغدغة مشاعري بعذب اللفظ ..........
    ررررررررررررائعة
    وربما اعود مرات ومرات
    عبلتي

    ردك يرفع من معنوياتي
    والحرف الذي دغدغ مشاعرك
    قد أرق مشاعري ليخرج
    فوالله ماكتب هنا حرف إلا بعدما مر بقدمه الساخنة فوق دروب مشاعري
    ففعل بها الأفاعيل
    عبلتي
    لمرورك رائحة النعناع والفل والياسمين
    دمت عبقا متالقا
    مودتي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #13
    الصورة الرمزية صابرين الصباغ كاتبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الإسكندرية .. سموحة
    المشاركات : 1,680
    المواضيع : 131
    الردود : 1680
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    [center]
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سامي البوهي مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
    قراءة في الفصل الاول :
    -كثفت لغة الحكي الي درجة كبيرة ، فأصبحت وكأنها تطرق على مراكز الاحساس في عقل القارئ ، الرواية أو هذا الجزء من الرواية يحتوى على عدة نهايات داخليه أديرت ببراعة وقد اعجبتني حقاً ، وايضاً هذه المفاجآت التي دستها الكاتبه بين ثنايا الاحداث .
    -شئ واحد بدا لي ضبابيا ، إدارة الشخوص ، فقد فقدت الكاتبة الي حد ما إدارة الشخوص فترهلت منها الي حد ما، الانتقال من صفة المخاطب الي الغائب في (أمسكتُ بها ، أنظر إليه ، يتملقني بعينيه المفتوحتين ) ( أمسكت بها ، أنظر اليها ، تتملقني بعينيها المفتوحتين ) فقد انتقلت الكاتبة من الحديث عن راس الخروف الي الخروف نفسه ، واعيب عليها هذا الانتقال وخصوصاً انه جاء كبداية استهلالية فذلك شتتني بعض الشئ الي ان وصلت انها تتحث عن راس خروف .
    - تجولت الكاتبة في بيئتها ، عبرت عن مراسم العيد بها ، البيئة الاسكندرانية ، نقلتنا الي المكان ببراعة ( الترام - محطة الرمل - حديقة سعد زغلول ). ولكن أظن انها قد تمادت في الوصف حيث ان الوصف سار يسبق المكان ، فشعرت بملل الي حد ما.
    - زمن القصة وهذا سبق وان نوهت عنه للكاتبة معلقا على روايتها السابقة ( عندما تموت الملائكة ) وهو عدم وحدة زمن القص زمن القص المتعارف عليه والذي قمت بدراسته في الجامعة هو زمن الماضي حيث ان الحكي هو عبارة عن إخبار عن زمن مضى ,ويمكن الاستعانة بزمن المضارع في الاحداث الداخلية للزمن الماضي ، وهي الاحداث التي تدل على استمرار شئ معين داخل الماضي .
    (أمسكتُ بها ، أنظر إليه )
    (أتركُ صديقاتي ، أرحل له وحده ، أُغلق غرفة الدنيا علينا - أنا و هو - فقط ، أحدثه ، أشكو له ، أرى بناته يُرّوِحنَ عني ، يبتسم لي بكبرياء كبير العائلة ، بأن الحياة ستبتسم لي يوماً ... ).
    - هنا توقفت عند تلك النقطة التي غيرت من مجرى الاحداث فأصابتها بارتداد :
    (في طريق عودتي ، ألقي التحية على الحاج علي ، ينظرُ إليَّ بعينيهِ ، جفنيه كأنهما أسنان ، تلوك جسدي ، والشهوة تستعر داخل ويلِ روحه ..
    أجمعُ ثياب سذاجتي ، أواري بها جسدي الذي انكمش داخل كياني ، ليتفادى تلك النظرات النهمة ..
    أدخلْ ، ما زالت نظراته تلاحقني مفترسة ، لم ترحمني منها سوى أحضان أمي ، التي اختفيت خلف أسوار أمنها ..
    أخرجُ للشرفة ، أراه مبتسماً ، تتساقط زخات حُبه على أرض قلبي ، فاهتزت وربت ، أنبتتْ حباً ، يكبر به - معه - له ، نظراته العاشقة ، تُغير فصولي ، لتتفتت جمود نظرات الحاج علي ، التي كانت كالأعاصير السوداء ، تجتاح كل ما يقابلها في طريقها ، حبه الصامت كان له ضجيج يضرب زوايا روحي ضرباً مبرحاً ..)
    هذا الجزء كشف عن الفكرة الرئيسة للرواية والتي تتمحور حولها الاحداث ، وهي ( حب متبادل بين الحبيب "البحر " - طلب زواج الحاج على الثري لبنت في سن اولاده ) هكذا رايتها واتمنى ان اصدم بمفاجأه تخيب ظني في النهاية .
    دمت مبدعة

    القاصّ
    محمد سامي البوهي
    أحترم وجهة نظرك
    ولكل منا رؤيته
    لكن عزائي الوحيد بأنك قاص ولست ناقدا.
    وأرجو أن تكون النهاية عند حسن ظنك
    شكرا لمرورك

  4. #14
    الصورة الرمزية صابرين الصباغ كاتبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الإسكندرية .. سموحة
    المشاركات : 1,680
    المواضيع : 131
    الردود : 1680
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وفاء شوكت خضر مشاهدة المشاركة
    القاصه المبدعة / صابرين الصباغ ..
    النص طويل ويحتاج لوقت للقراءة بتمعن .
    أسجل مروري ولي عودة بإذن الله .
    إلى ذلك الحين ..
    كوني بخير .
    تحيتي .
    الرائعة
    وفاء
    النص طويل وهو ثلاثة فصول فقط
    فما بالك بباقي الرواية
    انتظر عودتك تنهل روحك ومشاعرك مما سردته مشاعري
    فهنا قلم له عقل يجوز
    لكن يحركه قلب
    دمت بكل الخير

  5. #15
    الصورة الرمزية صابرين الصباغ كاتبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الإسكندرية .. سموحة
    المشاركات : 1,680
    المواضيع : 131
    الردود : 1680
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
    مقدمة تمهيدية لرواية "شواطئ قديمة" للأديبة المبدعة صابرين الصباغ
    الرواية عمل متكامل ، ومن ثم فإن أية قراءة لثلاثة الفصول هنا - مهما أجادت - ستظل مجرد اجتهادٍ في غياب النص الكلي فلا نستطيع أن نقدم نقدا موضوعيا لثلاثة فصول من رواية لم تقل لنا الكاتبة عدد فصولها لنعرف حتى نسبة المقروء إلى غير المقروء
    على أن هذه الفصول في بداية الرواية تمدنا بالخيوط الأولى التي ستنسج بها كاتبتنا روايتها وهي تشي بعدد لا بأس به من العناصر يأتي في مقدمتها
    عنصر التشويق:
    عندما قرأت هذا المشهد في مطلع القصة ظننت أننا سنكون أمام قصة رعبٍ قبل أن تفصح القاصة عن أن ضمائر الغيبة تعود إلى خروف. فقد جاءت الضمائر عائدة على غير مذكور مما يجعل الفكر يعيدها إلى رجل مثلا ، وهذا ما يسميه النحاة عود الضمير على غير مذكور والغرض منه التشويق وكأن القاصة تريد بهذه البداية المثيرة أن تهيء القراء إلى ما سيتلو من أحداث. وكأنه تمهيدٌ لشيء قريب منه.
    أما عناوين الفصول(نوة عشق- صراخ البحر – الدوامة) فجاءت موفقة لتصوير أجواء القصة لنعيشها معها من زاويتين: الأولى : رسم المشهد عبرَ ارتباطها بالمكان (الإسكندرية/البحر) اللذين نكتشف أنهما شخصيتان من شخوص القصة ،
    والثانية : لترمز إلى ما تموج به أعماق البطلة والأحداث أيضا من اصطخاب واضطراب.
    أما العنصر الثاني قهو رسم الزمان والمكان،
    ومما يدل على قيمتهما هنا كما يوحي عنوان الرواية (شواطئ قديمة) حيث يدل المضاف على المكان والمضاف إليه على الزمان.
    حيوية حركة الزمان:
    اتسم عنصر الزمان في الرواية كما تجلى من الفصول الثلاثة بالحركة والحيوية والتجدد عبر غلبة استعمال الفعل المضارع الذي يفيد في تصوير الأحداث وتجسيدها كأنما تعرض الآن أمامنا عرضا حيا، وقد جاء هذا متسقا مع مفهوم الزمان في الرواية الحديثة حيث يختلف مفهوم الزمان الروائي بين التقليديين والروائيين الجدد كما يخبرنا الأستاذ سعيد يقطين في كتابه القيم بعنوان :تحليل الخطاب الروائي(الزمن-السرد-التبئير) مقارنا بين الزمن بين الرؤيتين :في مبحث: الروائيون الجدد والزمن:
    "الزمن اللغوي مطابق للزمن الواقعي وعلى أساس هذا الفهم وظف الروائيون التقليديون الزمن، وذلك بقصد مماثلة العالم الواقعي ، ولكن الوصف في الرواية الجديدة يختلف جذريا لأن أهميته لا تكمن في الموصوف ولكن في حركة الوصف نفسها، ونلاحظ الشيء نفسه بالنسبة للزمن".
    ويقول:"مع الرواية الجديدة والتنظيرات المواكبة لها والتي تجد لها في أعمال روائية مهمة عند أمثال بروست وفولكنر وغيرهما تتخذ مقولة الزمن أبعادا ودلالات جديدة سواء في الممارسة (الكتابة الروائية )أو في التحليل آن الأوان لمساءلتها ومعاينة أبرز خصائصها". (سعيد يقطين: تحليل الخطاب الروائي : 67
    فالفن الروائي ليس نقلا حرفيا للواقع وإنما إعادة صياغته في حياة موازية له
    والمتأمل إلى رواية : شواطئ قديمة يراها تنتمي إلى مفهوم الرواية الجديدة من حيث تنويع أبعاد الزمان ودلالاته في السياق الروائي ، كما يتجلى في الاستهلال كما لاحظ الإخوة الكرام:
    "أمسكتُ بها ، أنظر إليه ، يتملقني بعينيه المفتوحتين ، التي دُفنتْ داخلهما حياة، كانت تلهو بحلبة جفنيه منذ ساعة ..".
    فنلاحظ التراوح بين الماضي(الإطار) والحاضر (الحركة) في براعة تجمع بين زمن الأخبار (أمسكت بها ) وحركة التأمل (يتأملني)
    واختيار المضارع هنا يثير شعورا بالتعاطف لا يتحقق لو استمر الماضي .ولهذا يتغلب المضارع ويبرز بينما يختفي الماضي :" أخيراً ينام مستسلماً لأمر الله ، تلك النظرة الأخيرة التي لم تخرج مع روحه ؛ بقيتْ تحمل بين طياتها خوفاً – حزناً – رهبة ..
    بين يديَّ رأسه ، يتدلى منها لسانه ، كأنه كان يريد أن يبوح بشيء قبل أن يُدفن صوته داخله .."
    وكأننا نشاهده يعرض أمامنا الآن.
    ومن هنا كان توظيف الالتفات ببراعة للدلالة على فيما يتعلق بالأزمنة والضمائر.
    والالتفات : وهو الانتقال من زمن إلى زمن أو من ضمير إلى ضمير ، أسلوب من أساليب لغتنا الجميلة يقول علماء البلاغة
    "واعلم أن الالتفات من محاسن الكلام، ووجه حسنه (على ما ذكر الزمخشري) هو أن الكلام إذا نقل من أسلوب إلى أسلوب كان ذلك أحسن نظرية لنشاط السامع وأكثر إيقاظاً للإصغاء إليه من إجرائه على أسلوب واحد، وقد تختص مواقعه بلطائف " (القزويني:الإيضاح في علوم البلاغة(
    وقد جعلت منه مدخلا لقراءة نص الأستاذة أهداب الليالي هنا: HTTP://WWW.RABITAT-ALWAHA.NET/MOLTAQ...T=17368&PAGE=3
    أما في رواية شواطئ قديمة فقد أحسنت الأستاذة صابرين في استثماره في التنقل بالقارئ ببراعة
    على مستوى الأزمنة ومستوى الضمائر. للدلالة على تعدد مستويات القصة .
    الحوار: جاء الحوار في القصة منتميا إلى مستوى شاعري مجازي
    - قل لها أيها الكبير .. ينفرطُ نبضي كالعقد تحت قدميها ، ليتها تجمعه ، تصوغهُ وتُزينُ به جيد مشاعرها ، لو تعرف كمْ كُنتُ أخطط للقائها صدفة ، خُطط عشقٍ ، لم يرتب لها عاشقٌ من قبل ..؟ كم بِتُ ليالي طوالاً أرسم وجهها على لوحات وجداني ، بلا فرشاة ولا ألوان ..؟ كم حلمت معها ، بالعدو تحت ذات المطر ، وذات المدينة ، العاشقة لكَ بكل عنفوانها ، هدوئها ، ثوراتها ..؟ قل لها أريدها بجواري ، تحصد معي انتصاراتي ، غنائمي وحتى خسائري ، أنا رجلٌ مزقني غرامها ، قل لها: .. تجمع عمري في راحة يديها ...
    يطولُ الصمت ليتحدث وحده ، يدخل مع كل منا في حوار خاص به ، نبتسم ثلاثتنا ...
    وأختلف مع بعض النقاد الذين يرفضون هذا الضرب من لغة الحوار بحجة أنه يبتعد عن الواقعية، لأنني مؤمن أولا بحرية القاصّ في الاختيار، وثانيا بأن الفن الروائي ليس تسجيلا حرفيا للواقع، وقد قرأت لكثير من النقاد قديما تنبؤوا بفشل نجيب محفوظ ؛ لأنه يجعل جميع الشخصيات تتحدث بلغة فصحى تنتمي إلى المستوى الأدبي، حتى عن المعلم كرشة (مثلا) في رواية زقاق المدق يقول عن شيء أخفاه:"لقد خبأته في حرزٍ حريز".
    صاح هؤلاء النقاد: أنى لهذا الرجل الساكن في زقاق شعبي أن يتكلم بهذه اللغة؟ ، ونسوا أننا في نصٍّ أدبي روائي له منطقه الخاص، وطبيعته المستقلة
    الأستاذة صابرين :
    أرجو أن تقبلي هذه المقدمة ، تحيةً لروايتك التي تُبشِّر بالكثير من مظاهر التجديد والإبداع على مستوى الرؤية والأداة في فن الرواية ، ولي عودة بعد اكتمالها إن شاء الله
    الدهشة كانت غصة وقفت في حلق
    عيني
    لى عودة لأفي لقلمك وفكرك حقه
    دام القلم وصاحبه
    بكل الخير

  6. #16
    الصورة الرمزية الصباح الخالدي قلم متميز
    تاريخ التسجيل : Dec 2005
    الدولة : InMyHome
    المشاركات : 5,766
    المواضيع : 83
    الردود : 5766
    المعدل اليومي : 0.86

    افتراضي

    متابعا حتى الخط الأخير وحرف رائع جميل
    اللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَما صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهيمَ. إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.

  7. #17
    الصورة الرمزية محمد سامي البوهي عضو غير مفعل
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    الدولة : مصر+ الكويت
    العمر : 46
    المشاركات : 1,087
    المواضيع : 110
    الردود : 1087
    المعدل اليومي : 0.16

    افتراضي

    عنصر التشويق:
    عندما قرأت هذا المشهد في مطلع القصة ظننت أننا سنكون أمام قصة رعبٍ قبل أن تفصح القاصة عن أن ضمائر الغيبة تعود إلى خروف. فقد جاءت الضمائر عائدة على غير مذكور مما يجعل الفكر يعيدها إلى رجل مثلا ، وهذا ما يسميه النحاة عود الضمير على غير مذكور والغرض منه التشويق وكأن القاصة تريد بهذه البداية المثيرة أن تهيء القراء إلى ما سيتلو من أحداث. وكأنه تمهيدٌ لشيء قريب منه.
    (د/ مصطفي عراقي )


    أتفق مع الدكتور الفاضل / مصطفي عراقي في هذه النقطة جداً ، فقد صحح لي شيئا كان ذاهباً عن ذهني وهو عامل الالتفات .

  8. #18
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سامي البوهي مشاهدة المشاركة
    عنصر التشويق:
    عندما قرأت هذا المشهد في مطلع القصة ظننت أننا سنكون أمام قصة رعبٍ قبل أن تفصح القاصة عن أن ضمائر الغيبة تعود إلى خروف. فقد جاءت الضمائر عائدة على غير مذكور مما يجعل الفكر يعيدها إلى رجل مثلا ، وهذا ما يسميه النحاة عود الضمير على غير مذكور والغرض منه التشويق وكأن القاصة تريد بهذه البداية المثيرة أن تهيء القراء إلى ما سيتلو من أحداث. وكأنه تمهيدٌ لشيء قريب منه.
    (د/ مصطفي عراقي )

    أتفق مع الدكتور الفاضل / مصطفي عراقي في هذه النقطة جداً ، فقد صحح لي شيئا كان ذاهباً عن ذهني وهو عامل الالتفات .

    =====

    بارك الله فيك يا أخي النبيل: الأستاذ:محمد سامي البوهي

    واسمح لي أن أحييك على دماثتك ، وعلى رؤيتك التي استمتعت بها وأفدت منها.لاسيما ملاحظتك الذكية البارعة إلى احتمال أن النهاية تتدخر مفاجأة ما.


    وهذا يدل عل أن الناقد عندما يكون قاصا يصير ذا خبرة خاصة ، وحساسية متميزة في التعامل مع النص الروائي

    دمت بكل الخير والسعادة والتألق




    أخوك: مصطفى

  9. #19
    الصورة الرمزية صابرين الصباغ كاتبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الإسكندرية .. سموحة
    المشاركات : 1,680
    المواضيع : 131
    الردود : 1680
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    أخي وصديقي
    دكتور مصطفى
    نكتب وننشر وحروفنا تعاني الصمت المطبق
    حتى يأتي ناقدا يمتلك الوعى لقراءة جيدة تعطي الحرف حقه
    وللأديب الرؤية التي تمكنه من رؤية حرفه بعين النقد
    ومنها إما أن يحاول إعادة ترتيب اوراقه ومحاولة تكملة ماينقصه لو كان هناك خللا في إبداعه
    لا ادري لحرفي بعينيك معنى آخر
    لحرفي بنقدك زاوية مختلفة وكأني أقراه للمرة الأولى
    لاحرمني الله فيض علمك
    زادك الله من فضله علما ونورا
    دمت بكل الخير
    مودتي وتحياتي وتقدرير

  10. #20
    الصورة الرمزية صابرين الصباغ كاتبة وقاصة
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : الإسكندرية .. سموحة
    المشاركات : 1,680
    المواضيع : 131
    الردود : 1680
    المعدل اليومي : 0.25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الصباح الخالدي مشاهدة المشاركة
    متابعا حتى الخط الأخير وحرف رائع جميل
    أيها المتابع
    لم تصل بعد للحرف الاخير
    فباقي الحروف لا آخر له
    إن شاء الله
    شكرا لمرورك أيها المشرق
    بكل الخير
    تحياتي وتقديري

صفحة 2 من 3 الأولىالأولى 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ~*¤§ آسرو الزنازين §¤*~ ... "الجزء الأول والثاني" ... بقلم فلسطيني حر ..
    بواسطة شهد ماجد في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 17-12-2008, 08:32 PM
  2. الفصلين الأول والثاني من روايتي .. إلى متى يابــ ح ــــر ..!!
    بواسطة صابرين الصباغ في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 44
    آخر مشاركة: 11-11-2006, 12:30 AM
  3. الكف تناطح المخرز - رواية بقلم : د . محمد أيوب / من الفصل الأول إلى الفصل الخامس عشر
    بواسطة د . محمد أيوب في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 26
    آخر مشاركة: 27-08-2006, 03:29 PM
  4. الفصل الأول ، الثاني ، الثالث من روايتي @ عندما تموت الملائكة @
    بواسطة صابرين الصباغ في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 23-02-2006, 10:52 AM
  5. الفصل الأول من روايتي (( عندما تموت الملائكة ))
    بواسطة صابرين الصباغ في المنتدى القِصَّةُ وَالمَسْرَحِيَّةُ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 21-02-2006, 04:12 PM