المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالملك الخديدي
الشاعر القدير د. مصطفى عراقي
فرق بين الصحيفة والجريدة ..
الجريده هي الصوط الذي تضرب بها البهائم أعزك الله ..
أما الصحيفة فهي الورقة الكبيرة التي تسطر عليها الاتفاقيات والمواثيق ..
فكيف نستطيع أن نوفق بين المعنى والمعنى .. وكيف نفرق بين جريدة الصياح وصحيفة الصباح .. فالمضمون لا يختلف.
تقبل فنجان قهوة مع صحيفتك الصباحية..
=========================
أخانا الصدوق وشاعرنا المُجيد الأستاذ عبد الملك:
أخي الحبيب
أشكر لك غيرتك الحميدة على لغتنا الجميلة ولكن أحب أن أطمئنك أن استعمال الجريدة بمعنى الصحيفة جائز ففي المعجم الوسيط:
( الجريدة ) سعفة طويلة تقشر من خوصها و البقية من المال و خيل لا رجالة فيها و دفتر أرزاق الجيش في الديوان و صحيفة يومية تنشر أخبارا و مقالات ( ج ) جرائد ( مج ).
ورمز (مج) يشير إلى إجازة مجمع اللغة العربية لاستعمالها.
وقد بين ابن فارس الدلالة العامة لمادة جرد، فقال:
(جرد) الجيم والراء والدال أصلٌ واحد، وهو بُدوُّ ظاهِر الشَّيء حيث لا يستُره ساتر. ثم يحمل عليه غيرُه ممَّا يشاركه في معناه.
وهذه دلالة ظاهرة على معنى الجريدة في الاستخدام المعاصر.
ويقول سبط ابن التعاويذي:
|
حَشرٌ وَميزانٌ وَعَرضُ جَرائِدٍ |
وَصَحائِفٌ مَنشورَةٌ وَحِسابُ |
|
|
ويقول ابن حيوس:
|
فَلَو سُطِرَت لِلمُنعِمينَ جَرائِدٌ |
لَما ثَبَتَت فيها لِغَيرِكُمُ حِلا |
|
|
وفي كتاب المحاسن والمساوئ للبيهقي:
" وأمر الرشيد بإخراج الجرائد من الدار إليه . فأول ما وجد على منصور بن زياد عشرة آلاف ألف درهم.
بما يدل على العلاقة بين معنى الجريدة في الاستعمال المعاصر والجريدة في اللغة لأنهم كانوا يكتبون على سعف النخيل.
ويقول شاعرنا حافظ إبراهيم في قصيدته الشهيرة عن اللغة العربية:
|
أَرى كُلَّ يَومٍ بِالجَرائِدِ مَزلَقاً |
مِنَ القَبرِ يُدنيني بِغَيرِ أَناةِ |
|
|
وأنا لا أذكر هذا استشهادا ولكن استئناسا باستعمال شاعرٍ قدير لها بلا تحرج.
وقد آثرت استخدام كلمة الجريدة لدلالتها على الظهور أكثر من كلمة الصحيفة، ولدلالة أخرى هي ما توحي به كلمة الجريدة من قسوة،
كما ورد في (تاج العروس: ومن المَجاز: ضرَبَهُ بجريدةٍ. الجَريدَةُ هي سَعَفةٌ طَوِيلَةٌ رَطْبَةٌ، الجَريدةُ للنّخلةِ كالقَضِيب للشَّجرة، أَو الجَريدةُ هي التي تُقَشِّرُ من خُوصِها كما يُقَشَّر القَضيبُ من وَرَقِه، والجمعُ جَريدٌ وجرائدُ،
وهذه المعنى المجازي يتسق مع سياق القصيدة، فلم أرد هنا الصحيفة العادية التي يقرؤها القارئ مستمتعا وهو يحتسي الشاي.
والله أعلم.
أخي الكريم :
في انتظارك لنحتسي معا قهوتك الطيبة مع صحيفةٍ أجمل من جريدتي المأساة!
وتقبل أسمى آيات الشكر ، وأجمل طاقات الزهر