أسوان22/11/2006
لعل عيونها ... تشرق.شعر : محمد نديم
صقيع الليل يسكنني
وهذي الوحدة امتدت ثعابينا لتخنقني ...
وأسأل عنك –إذ تغفو نجوم الليل –
هذا الليل :
هل جاءت ؟
يرد نعمْ... هنا مرَّت
(هنا كانت)
أفتش عنك في الأوراقْ
والأمس الذي ولَّى
وفوق مدارج الإشراقْ.
واليوم الذي هلَّ.
كتابك فوق طاولتي ...
وأنسام تداعبه ..
وتنثر بين أسطره فراشات ربيعية.
حديثك لم يزل يهمي كضوء منارة تـَعْشَقْ.
وموج الشوق يهزمني ...
وليل الوجد يعصف بي .
فأهتف في ظلام الليل محموما ...
نعم أهواك ِ ... لا أنكرْ .
وقصة حبنا (الموءود)
(ما ماتت)
يعود الصبح من وعثاء رحلته بجوف الليل
عود الفارس المهزوم ....
لا سيف ... ولا فرس.
نعم أهواك ... لا أنكر.
وأسألك عنك -إذ ذبلت شموسُ الصبح –
هذا الصبح
هل مرت؟
يرد : نعم ...هنا مرت.
(هنا كانت)
( أحبك ) , يا رواء القلب من شهد ولا أحلى ...
نعم أهواك ... لا أنكر.
وأخرج في زحام الأرض نحو الدرب - مسكونا بآلامي - أفتشها ...
أقلـِّبُ في وجوه الناس أقرأ في مآقيهم ..
وأنظر كل هذا الحشد يرمقني
وعطرك يملأ الوجدان بهجته :
رأيت وشاحك الوردي
قد زانت غلالته وجوه نساء هذا الكون
يتهادين في أبهى عباءاتك.
وأسال عنك هذا الجمع :
هل مرت ..؟
يـُجيب صدىً من الأصوات في حلقي ..
نعم مرت .
(هنا كانت)
( أحبك ) , يا غناء الطير عند النهر إذ يغفو ..
نعم أهواك ... لا أنكر.
وأنظر كل هذا الحشد يرمقني
ويسأل بعضهم بعضا : أتعرفه؟
• (بلى .. أقسمْ ... مريدٌ في تكايا العشق مسكنه.
• بلى أعرفه مسكينا ...فقيرا يرتجي قوتا
• بلى شاهدته يوما .... بهذا السوق يتسولْ.
• .رقيق الحس والوجدان بين مضارب الشعراء خيمته.
• نعم عاينته ليلا يجوب الأرض آفاقا فآفاقا.
• نعم طاردته يوما ... وأعرفه ذكي العقل محتالا وأفـَّاقا.
• بلى أحفظْ ملامحه ... طريدٌ ربما يجتاز بلدتنا .
• يخاف الموت ... يدركه ...
• وسيف الحاكم الجبار ...
• يضرب في غياب العدل أعناقا فأعناقا.
• بلى صادقته دهرا ونعم الخل قد أوفى ..
• .... بلى اشهد
• بلى والله أعرفه ...وهذا الحب شرده ...
• يطوف ببيت من يهوى سقيم العقل مشتاقا. )
وحار الجمع واختلفوا ...
فذا يـُرْغي. وذا يقسمْ
وذا ينكرْ . وذا يُزْبـِدْ.
وذا يجزمْ . وذا أكدْ.
وحين سألتهم عنها , أجابوني بصوت واحدٍ :
... مـَرَّت.
إذن عبرت !
(هنا كانت)
( أحبك ) يا صفاء الوجد في العينين , والبهجة ....
هنا أمشي
هنا أعدوْ.
هنا أغفو.
هنا أصحو .
هنا أرنو.
هنا أزهو.
هنا أسهو.
هنا أهفو.
هنا أشدو.
هنا أدعو.
هنا أرجو.
هنا أشكو.
هنا أحكي.
هنا أبكي
هنا أركضْ.
أهيم هناك في الأسواق
في الساحات ...
خلف الدور ...
في الحارات ...
عند منابت الأوراد.
وخلف ستائر المستور ..
والأشهاد ...
بين كروم هذا النخل والأعناب .
.عند منابع الأشواق..
عند الجدول الحاني ...
لعل جبينك الوَضـَّاء يلقاني ...
واسأل جوقة الأطيار ...
تهتف لي : هنا مرت.
(هنا كانت)
أحبك يا جمال الكون في أنثى ...
نعم أهواك ... لا أنكر.
رسوت هناك ...
عند الشاطئ المهجور ...
اسكن في منارته ...
أهدهد باقة الأشعار كنا قد كتبناها سويا ...
كي أخبئها وأهمس في ثناياها ..
أقـَبِّلـُها ...
أحَدِّثـُها : ..
(سيرحل صوت هذى الريحِ ِ)
(بل أجزمْ)
(سيجلو كل هذا الغيمْ) كي تصفو سماء القلب والوجدانْ
لأنظرَ في مرايا الأفق عند الصبح
علَّ عيونها ...تشرق. فدمعة قلبي المشتاق قد سالت
... هنا مـَرَّت .
(هنا كانت)
وما زالت