الأستاذ المفكر والأديب / خليل حلاوجي
لم أكن أعرف أن هه المحاولة القصصية ستثير في نفسك كل هذه التساؤلات التي تحتاج طرحًا خاصًا .
أستانا : بالفعل أرصفتنا ترزح بالآلام والفواجع وكونك أسقطت النص على ما يحدث في العراق وقد استغربت لهذا الإسقاط ، ولست ممن يفرح بأن قصته أسقطت على حالة هو نفسه لم يقصدها إطلاقًا وإنما أنا سعيد لأنها أحيت فيك فوق ما هو لديك ولدينا من مشاعر .
وبعيدًا عن القصة يا أستاذي سأجيب عن أسئلتكم .
سألتني بمتى ، ومتى الزمانية تقتضي تديد الزمن ولو على التقريب وبما أنني أفكر ولا أقرر لأني لست من أصحاب القرار يمكنني أن أجيبك أن الإجابات تضمنتها الأسئلة بمعنى أن القرار السياسي ليس آخر القرارات وليس القرار المنفرد في بناء الدولة أو أي كيان وإنما يسبقه الفكر والفلسفة وسلسلة التساؤلات النابعة من الحلم القابل للتحقق . والشخصنة يا أستاي هي القضية الكبرى التي نعانيها فالقضية العراقية ليست بمعزل عن قضية أي فرد عربيي مسلم ، أو حتى غير مسلم وهذا مرتبط بالقضية الفكرية فما دمنا لا نشعر بالحرية الفكرية فلا يمكن أن نجزم بأي لون من ألوان الحرية المزعومة فتناول الطعام ليس من مقاييس الحرية أما كفر المتدين لدينه مقياس هو الأهم لأقيس حرية أمة ( أرجو عدم تحميل العبارة أكثر من وجهها ) هنا يكون للفكر دور يا سيدي لتأصيل الدين وتأصيل الفكر ، بيد أن القضية أكبر من لك أيضًا فهي تبدأ من مرحلة الرضاع الفكري في كل وسائط التربية .
الإصلاح يا أستاذي الذي نبحث عنه لن يأتي بالهتاف والبكاء والدموع وإسقاط كل شيء على شيء لأننا أمام حزمة من التداعيات الخطيرة كلها مرتبطة بأن حلول مشاكلنا ليست في مناهضة العدو الذي نسقط عليها هزائمنا لأن أهم أعدائنا هو نحن ففشلنا يا أستاذي نابع من اننا نقيس انتصارنا بهزيمة الآخر ، والآخر الذي لا يمكن تحديده إلى الآن يقيس انتصاراته بتنميتها .
أستاذنا : اسمح لي أن أسألك ودمعي قد اختلط بدمعك ووجعي يعانق وجعك
أي عدوٍ هذا الذي يجب أن نعد عدتنا لمواجهته ؟؟
أرجو أن تتقبل فائق ودي وتقديري
مأمون المغازي