هل الشقق في العمارات وفي دور السكن العصرية تستجيب لمتطلبات إقامة شعائر عيد الأضحى؟

حان الوقت للنظر في فن المعمار في العالم الإسلامي..لأن الاهتمام به معناه الدخول مباشرة في حوار مع المعرفة العقلية في علاقتها بالدين..
إن السؤال الذي يجب أن يطرحه المهندس المعماري وهو يهيء تصميما لمنزل في مجتمع مسلم، يتحدد في ما يلي:" إذا كنت مهندسا معماريا مسلما وكانت للمسلم أعياد وطقوس خاصة به مثل طقس إقامة الصلاة، أو الاغتسال والوضوء سواء بالحمام أو بالشقة، وكانت للمسلم حفلات كالعقيقة والختان، والأعراس..فهل التصاميم المعمارية التي أنجزها تستجيب لطبيعة سلوك الإنسان المسلم، ولحاجاته الدينية؟ هل تراعي طبيعة العلاقة التي تربط الإنسان المسلم بمحيطه في الحومة أو بأسرته؟

فاطمة .. أتسأل معكِ

كل عام وانتِ بألف خير

تقديري

ميـــــــــــنا

فاطمة...
ماذا تبغين وراء هذا السؤال...؟
هل الاصالة...والعصرنة...؟
ام ماذا...؟
كل عام وانت بالف خير
جوتيار

لأنها مدن حديدية تتلاشى في شققها روح الإجتماع الإنساني، ويغيب في أجوائها تبادل العواطف النبيلة بين الجيران..إنها في المدى البعيد ستجعل الإنسان يموت وحيدا، ولن يعلم به أحد،إلا بعدما تفوح من الشقة رائحة نتنة..

فاطمة...
ماذا لو كانت اختيار نفسه هذه العزلة النفسية الاجتماعية...؟
الا يحق له ذلك...؟

محبتي
جوتيار

ولأجل ان يعيش الناس كما كانوا يعيشون بدون أفلام رعب مبالغ فيها، ولا أفلام داعرة تغيب عقولهم ..علينا أن نفكر في وجود مدن جديدة تحمل في ذاتها بعدا أخلاقيا يوفر امكانية الاجتماع بالناس كما يضمن للآخرين حرية الخلوة إذا كانت لهم أسباب قاهرة تدعو لذلك ..
أما وحياة الناس أصبحت خالية من المتعة الروحية، وسادها السعي نحو توفير المتعة المادية..فهذا ما يجب ان تعمل على تجاوزه المدينة الجديدة..

فاطمة..
الا تجدين بان افلام الرعب...والمجون...وغيرها من الامور...تخرج من واقع غير خيالي..انما من واقع ملموس حي ومباشر...؟

ثم لماذا نناشد مدينة فاضلة..مبنية على اسس اخلاقية..والانسان نفسه لم يعد الامر برمته...اين الانسان من الاخلاق والفضائل...؟
أ ليس الاجدر...بنا..ايجاد..او لنقل خلق انسان فاضل..ثم نبحث عن مدينة فاضلة...؟

فاطمة اعذريني انا هكذا...دائما اسأل..واسأل..ولانهاية لاسئلتي..؟

محبتي لك
جوتيار

ثم هل بالضرورة أن يشتغل الخيال المبدع بكوكب كل ما فيه كائنات تجيد استخدام المكر والقتل والعنف؟
ألا يمكن تصور كوكب تكون فيه كائنات تتعلم كيف تستخدم تقنيات التفكير وتقنيات الإبداع؟ ألا يمكن تصور كوكب فيه الناس يتعلمون ما هو إيجابي وليس سلبي ؟ لماذا خيال المخرجين يستجيب لتلبية رغبات ذلك الواقع العنيف ويعزز حمى العنف فيه ويزيد من إشعالها؟
ألا ترى أن هذا الواقع هو في نسبة كبيرة منه نتيجة لذلك الخيال البئيس؟
نعم أنا معك نحن بحاجة إلى معارضة هذا التخصص في التسابق نحو إنتاج ما يرعب الناس؟ فيكفي ما يوجد في العالم من رعب؟ لكن كيف؟ لا نملك السيطرة على دور الإنتاج السنمائي، فمؤسسة هوليود، ومدينة السينما في القاهرة مسيطر عليها السياسيون الجبناء..فكيف يمكن لخطاب عقلاني معارض للعنف أن يفرض نفسه في ديار سكانها شديدي العنف؟

هذه هي الحضارة بكل ما فيها من زيف يا فاطمة، ولكن أين هو التحضر؟!
حضارة القوة والبقاء للأكثر وحشية هذه لا تنتج إلا أحجار عالية وعلب ضيقة تتهاوى تحت وطأة مشاعر الحقد والكراهية.
وهناك من لا يجد سقفاً يحميه من وهج الشمس وبرد الشتاء.. أي عالم أناني هذا؟؟!!