المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي
==========
واما الضرورات التي تقبلها النحاة رغم وصفهم لها بالرداءة فمثل:
مد المقصور (لأنه خلاف للأصل عكس قصر الممدود)
ومثاله:
قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
إنما الفقر والغناء إلى الله = فهذا يعطي وهذا يحدُّ
وقطع ألف الوصل:
ظلمت نصف إسمها = هي دنيا وآخرة
بقطع ألف كلمة اسم وحقها أن تكون وصلا
ومثاله في الحديث قول أمير الشعراء
الإشتراكيون أنت إمامهم = لولا دعاوى القوم والغلواء
فقطع :الاشتراكيون، وهي من الفعل الخماسي
ووصل ألف القطع:
فقالت وما همت برجعٍ جوابنا = بل انت أتيت الدهر إلا تصدعا
فوصل : "أنت" وهي في الأصل قطع
والفصل بين المبتدأ والخبر والنعت والمنعوت والصلة والموصول كما في قول الفرزدق:
وما مِثْلُهُ في الناسِ إِلا مُمَلَّكاً = أَبو أُمِّه حَيٌّ أَبوهُ يُقاربُه
فهذا كلام ملتبس لأنه موضوع في غير موضعه. وتقديره: وما مثله حي مقا رب له في الناس إلا مملكا وهو "خالُه" : أبو أمه أبوه .
ويرى أستاذي الأستاذ الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف أن الشاعر هنا أراد أن يعبر عن مدى تداخل العلاقة فعبر عن ذلك بتداخل الألفاظ كما رأيت.
والترخيم في غير أسلوب النداء، مثل:
ديار مية إذ ميٌ تساعفنا = ولا يرى مثلها عجمٌ ولا عرب
على أن الترخيم في غير النداء ضرورة، إذ "مي" مرخم مية وهو غير منادى.
تأمل معي كيف جعل مية مرة على الأصل ، وأخرى غير مرخمة
في الأولى : كان يتحدث عن ديار مية فلم يكن ثم داعٍ لترخيمها لأن المقصود هنا التعريف بهذه الديار ، ولكنه عندما انتقل إلى ذكر مية ذاتها متذكرا خيرها لجأ إلى الترخيم الذي يدل على الود .
حذف أداة النداء مع المنادى المبهم كاسم الإشارة، ومنه قول المتنبي:
هَذي بَرَزتِ لَنا فَهُجتِ رَسيسا = ثُمَّ اِنثَنَيتِ وَما شَفَيتِ نَسيسا
والأصل: يا هذي يعني يا هذه
وكأنها لشدة حضورها في وجدانه وقربها منه حذف أداة النداء استعجالا لمخاطبتها.
وقد جمع الزمخشري أكثر الضرورات شيوعا فقال:
|
ضرورة الشعر عشر عد جملتها |
قطع ووصل وتخفيفٌ وتشديدُ |
مدٌّ وقصرٌ وإسكان وتحركةٌ |
ومنع صرفٍ وصرفٌ . تمَّ تعديدُ |
|
|
ودمت وأسرتنا الطيبة بكل الخير