أحدث المشاركات
صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 59

الموضوع: النحو المبرَّر! والضرورة الشعرية

  1. #21
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد حسن محمد مشاهدة المشاركة
    نعم التفسير أولى من المعيارية بصفة عامة..
    ولكن إلى أي مدىً؟
    وفي أي نوع؟ أفي الشعر فقط؟ أم فيه وفي النثر والنصوص المفتوحة؟
    ومن الذي يقوم به؟
    أهو أي دارس؟
    أم دارس لمرحلة نحوية أو بلاغية معينة؟
    سألت أهو في الشعر أم في الشعر وغيره باعتبار القيم البلاغية والفنية التي دخلت على النصوص النثرية واحتياج ناثري العصر الحديث إلى أية تشكيلات ممكنة لتكوين النص الذي لهم..
    يعني هل يمكننا أن ندخل "ال" على أشباه الجمل والأفعال والأسماء الجامدة في النثر أيضا؟
    هل يمكن تكرار المنادى به والعوض عنه لنفس السبب في النثر؟
    أو لكاتب مبتدئ ذلك الذي ليس قويا في لغته، كما في مثال ابن جنى؟
    وأشكر الأستاذ الكريم لما يبذله لنا من وقته..
    وأدعو اللـه أن يأجره لهذا
    ابني العزيز أحمد
    بكل ثقة أقول إن الإبداع غير مقصور على الشعر، بل للنثر منه نصيب وافر كبير ، بل إنني أرى أن من النثر ما يفوق الشعر أحيانا كثيرة
    ومن هنا أحب أن أوضح أن للكلام مستويين :
    الأول : مستوى الكلام الجاري على الأصل والقاعدة والقياس ، الذي ينتمي إلى اللغة العادية، والغرض منه التفاهم وتكون اللغة هنا وسيلة ليس أكثر.
    الثاني: الكلام الإبداعي ، الذي ينتمي إلى اللغة الأدبية وتشمل الشعر والنثر جميعا
    ولهذا أجاز النحاة في النثر ما يجوز في الشعر حيث ربطوا بين الفواصل في السجع والقوافي في الشعر،
    يقول سيبويه:
    " وجميع ما لا يحذف في الكلام وما يختار فيه أن لا يحذف، يحذف في الفواصل والقوافي.
    فالفواصل قول الله عز وجل: " والليل إذا يسر "
    " وما كنا نبغ " ،
    و " يوم التناد " ،
    و " الكبير المتعال " .
    والأسماء أجدر أن تحذف؛ إذ كان الحذف فيها في غير الفواصل والقوافي.
    وأما القوافي فنحو قوله - وهو زهير:
    وأراك تفرى ما خلقت وبع ... ض القوم يخلق ثم لا يفر
    وإثبات الياءات والواوات أقيس الكلامين. وهذا جائز عربيٌّ كثير.
    فجعل الكلام بمعنى الكلام العادي في جهة ، واللغة الأدبية التي يمثل لها هنا من القرآن الكريم ذروة الفصاحة والبلاغة والبيان، ثم الشعر فيما يتصل بالحذف.
    فإذا كان إثبات الياءات والواوات هو القياس فإن اللغة الأدبية لا تلتزم بهذا القياس كما رأيت
    وأوضح من ذلك قول المبرد:"والأمثال (يعني امثال العرب المأثورة وهي فن جميل من الفنون النثرية) يستجاز فيها ما يستجاز في الشعر لكثرة الاستعمال
    - افتد مخنوق
    - وأصبح ليل
    - وأطرق كرا
    يريدون ترخيم الكروان . قال الزمخشري : ". يقال له ذلك إذا أريد اصطياده أي تطأطأ واخفض عنقك للصيد "
    فتأمل كيف وحَّد المبرد بين لغة الشعر ولغة الأمثال(وهي نثر) في استجازة ما لا يجوز في الكلام العادي (غير الأدبي) مما يدل على أن كليهما (أعني الشعر والنثر الفني الذي يمثله هنا المثل العربي ) ينتميان إلى مستوى أدبي خاص . بدون تفرقة بينهما من حيثُ الإبداع. وإليك هذا المثال من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو أشرف وأفصح من نطق بالضاد:
    يقول ابن أبي الإصبع في كتابه القيم : "تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر":
    ومن امثلة المناسبة التامة في السنة قول الرسول صلى الله عليه وسلم مما كان يرقي به الحسنين عليهما السلام:
    "أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة" .
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لامة" ولم يقل ملمة، وهي القياس، لمكان المناسبة اللفظية التامة؛
    ومثله قوله عليه السلام: "ارجعن مأزورات غير مأجورات"
    والمستعمل: موزورات، لأنه من الوزر غير مهموز
    فلفظ به النبي صلى الله عليه وسلم مهموزاً لمكان المناسبة اللفظية التامة، وهذا من الفصاحة العجيبة.
    ودمت بكل الخير والسعادة والجمال
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي ولريشة الغالية أهداب الشكر الجميل

  2. #22
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
    ==========
    واما الضرورات التي تقبلها النحاة رغم وصفهم لها بالرداءة فمثل:
    مد المقصور (لأنه خلاف للأصل عكس قصر الممدود)
    ومثاله:
    قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
    إنما الفقر والغناء إلى الله = فهذا يعطي وهذا يحدُّ
    وقطع ألف الوصل:
    ظلمت نصف إسمها = هي دنيا وآخرة
    بقطع ألف كلمة اسم وحقها أن تكون وصلا
    ومثاله في الحديث قول أمير الشعراء
    الإشتراكيون أنت إمامهم = لولا دعاوى القوم والغلواء
    فقطع :الاشتراكيون، وهي من الفعل الخماسي
    ووصل ألف القطع:
    فقالت وما همت برجعٍ جوابنا = بل انت أتيت الدهر إلا تصدعا
    فوصل : "أنت" وهي في الأصل قطع
    والفصل بين المبتدأ والخبر والنعت والمنعوت والصلة والموصول كما في قول الفرزدق:
    وما مِثْلُهُ في الناسِ إِلا مُمَلَّكاً = أَبو أُمِّه حَيٌّ أَبوهُ يُقاربُه
    فهذا كلام ملتبس لأنه موضوع في غير موضعه. وتقديره: وما مثله حي مقا رب له في الناس إلا مملكا وهو "خالُه" : أبو أمه أبوه .
    ويرى أستاذي الأستاذ الدكتور محمد حماسة عبد اللطيف أن الشاعر هنا أراد أن يعبر عن مدى تداخل العلاقة فعبر عن ذلك بتداخل الألفاظ كما رأيت.
    والترخيم في غير أسلوب النداء، مثل:
    ديار مية إذ ميٌ تساعفنا = ولا يرى مثلها عجمٌ ولا عرب
    على أن الترخيم في غير النداء ضرورة، إذ "مي" مرخم مية وهو غير منادى.
    تأمل معي كيف جعل مية مرة على الأصل ، وأخرى غير مرخمة
    في الأولى : كان يتحدث عن ديار مية فلم يكن ثم داعٍ لترخيمها لأن المقصود هنا التعريف بهذه الديار ، ولكنه عندما انتقل إلى ذكر مية ذاتها متذكرا خيرها لجأ إلى الترخيم الذي يدل على الود .
    حذف أداة النداء مع المنادى المبهم كاسم الإشارة، ومنه قول المتنبي:
    هَذي بَرَزتِ لَنا فَهُجتِ رَسيسا = ثُمَّ اِنثَنَيتِ وَما شَفَيتِ نَسيسا
    والأصل: يا هذي يعني يا هذه
    وكأنها لشدة حضورها في وجدانه وقربها منه حذف أداة النداء استعجالا لمخاطبتها.
    وقد جمع الزمخشري أكثر الضرورات شيوعا فقال:
    ضرورة الشعر عشر عد جملتها قطع ووصل وتخفيفٌ وتشديدُ
    مدٌّ وقصرٌ وإسكان وتحركةٌ ومنع صرفٍ وصرفٌ . تمَّ تعديدُ

    ودمت وأسرتنا الطيبة بكل الخير
    وأنا جد مستمع مستمتع بكوني أمام عالم مثلكم..
    وأدعو اللـه أن يمن علينا بمن هو مثلك قريبا معلما واسع الصدر

  3. #23
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد حسن محمد مشاهدة المشاركة
    وأنا جد مستمع مستمتع بكوني أمام عالم مثلكم..
    وأدعو اللـه أن يمن علينا بمن هو مثلك قريبا معلما واسع الصدر
    ===============

    بارك الله فيك وأسأل الله أن أكون عند حسن ظنك الجميل

  4. #24
    الصورة الرمزية عبد القادر رابحي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 1,735
    المواضيع : 44
    الردود : 1735
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
    ابني العزيز أحمد
    بكل ثقة أقول إن الإبداع غير مقصور على الشعر، بل للنثر منه نصيب وافر كبير ، بل إنني أرى أن من النثر ما يفوق الشعر أحيانا كثيرة
    ومن هنا أحب أن أوضح أن للكلام مستويين :
    الأول : مستوى الكلام الجاري على الأصل والقاعدة والقياس ، الذي ينتمي إلى اللغة العادية، والغرض منه التفاهم وتكون اللغة هنا وسيلة ليس أكثر.
    الثاني: الكلام الإبداعي ، الذي ينتمي إلى اللغة الأدبية وتشمل الشعر والنثر جميعا
    ولهذا أجاز النحاة في النثر ما يجوز في الشعر حيث ربطوا بين الفواصل في السجع والقوافي في الشعر،
    يقول سيبويه:
    " وجميع ما لا يحذف في الكلام وما يختار فيه أن لا يحذف، يحذف في الفواصل والقوافي.
    فالفواصل قول الله عز وجل: " والليل إذا يسر "
    " وما كنا نبغ " ،
    و " يوم التناد " ،
    و " الكبير المتعال " .
    والأسماء أجدر أن تحذف؛ إذ كان الحذف فيها في غير الفواصل والقوافي.
    وأما القوافي فنحو قوله - وهو زهير:
    وأراك تفرى ما خلقت وبع ... ض القوم يخلق ثم لا يفر
    وإثبات الياءات والواوات أقيس الكلامين. وهذا جائز عربيٌّ كثير.
    فجعل الكلام بمعنى الكلام العادي في جهة ، واللغة الأدبية التي يمثل لها هنا من القرآن الكريم ذروة الفصاحة والبلاغة والبيان، ثم الشعر فيما يتصل بالحذف.
    فإذا كان إثبات الياءات والواوات هو القياس فإن اللغة الأدبية لا تلتزم بهذا القياس كما رأيت
    وأوضح من ذلك قول المبرد:"والأمثال (يعني امثال العرب المأثورة وهي فن جميل من الفنون النثرية) يستجاز فيها ما يستجاز في الشعر لكثرة الاستعمال
    - افتد مخنوق
    - وأصبح ليل
    - وأطرق كرا
    يريدون ترخيم الكروان . قال الزمخشري : ". يقال له ذلك إذا أريد اصطياده أي تطأطأ واخفض عنقك للصيد "
    فتأمل كيف وحَّد المبرد بين لغة الشعر ولغة الأمثال(وهي نثر) في استجازة ما لا يجوز في الكلام العادي (غير الأدبي) مما يدل على أن كليهما (أعني الشعر والنثر الفني الذي يمثله هنا المثل العربي ) ينتميان إلى مستوى أدبي خاص . بدون تفرقة بينهما من حيثُ الإبداع. وإليك هذا المثال من حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم وهو أشرف وأفصح من نطق بالضاد:
    يقول ابن أبي الإصبع في كتابه القيم : "تحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر":
    ومن امثلة المناسبة التامة في السنة قول الرسول صلى الله عليه وسلم مما كان يرقي به الحسنين عليهما السلام:
    "أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة" .
    فقال النبي صلى الله عليه وسلم "لامة" ولم يقل ملمة، وهي القياس، لمكان المناسبة اللفظية التامة؛
    ومثله قوله عليه السلام: "ارجعن مأزورات غير مأجورات"
    والمستعمل: موزورات، لأنه من الوزر غير مهموز
    فلفظ به النبي صلى الله عليه وسلم مهموزاً لمكان المناسبة اللفظية التامة، وهذا من الفصاحة العجيبة.
    ودمت بكل الخير والسعادة والجمال
    أساتذتي الأفاضل
    السلام عليكم و رحمة الله...
    لا تتوقفوا بالله عليكم..
    و اسمحوا لنا نشرب من هذا الفيض ...
    و نتمتع بهذا"الريض"
    و لا تلخلوا عنا بما انتم فيه عزة
    و لا عزة بعد عزة العلم..
    بارك الله فيكما
    اتابعكما..
    عبد القادر

  5. #25
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    طيب أيها العالم الجليل..
    ما زالت تحيرني بعض الأسئلة:
    - هل قول سيبويه والبغدادي عن مطابقة مقتضى الحال ينطبق على كل ما كان من ضرورات شعرية؟ يعني هل كل من لجأ إلى ضرورة من الضرورات كان يحاكي موقفا ما.. أو كان ذلك حسب ما يقتضيه موقف ما؟ أم هناك من أتى الضرورة فقط لأنه سمح بها لغيره فاعتبرها في حكم المسموح به وكفى؟
    - في حالة أن الأمر مسموح به في النثر إلى حد ما، لم لم تسمَّ باسم عام غير "الشعرية"؟
    - هل من حق العربي الذي يعيش في العصر الحديث أن يبتكر ضرورات أخرى تلجئه إليها بعض التشكيلات النفسية أو ما يقتضيه على سبيل المثال حالة لا واعية أو حتى واعية؟
    فمثلا أنا وجدت خطابا من شخص يعاني نوعا ما من أنواع الفصام الشخصي، ولكن باختلاف طبعا فهو يعانيها على الورقة.. ويعرف حدود وإمكانيات الذاهب والآتي ..
    فمثلا هو في حالة التعبير عن الفصامي الذي ينتظر وقت برئه مما في، وهو الآن على الورقة أو داخل النص اثنان، بأن يكون الراوي والمروي عنه ويتدخل الراوي بالخطاب إلى نفسه في قديم..
    فوجدت هذه تعبيرا عن انتظار الحاضر لمرحلة ماضية يتم التعبير عنها مثلا
    يا وداعي
    بعد حرف ثم حرف
    من صراعي
    ألتقيكا
    عم بلا خوف وبري
    ليس يبقى يا امتدادي
    غير بيكا
    هل في حذف ألف "ذا" اسم الإشارة.. باعتبار موقف حزن ثقيل ما يبرره؟
    ولعلها أقرب صياغة تدل على الاتصال في نفس الشخص والبدلية بما فيها من قصدية المبدل بنسبة ما نسب إلى المبدل منه، وأن الآول مجرد تمهيد وتوطئة...
    وسؤال يحضرني أيضا، وهو يلح عليّ بلا رأفة ولا رحمة..
    - ما هو النحو من حيث نشأته أو كيفية وجوده؟ كي نشأت القاعدة؟ وهل في الالتزام بالقاعدة فائدة نفعية معينة بالفعل؟
    وأعود إلى مقعدي في رهبة من جمال الوقفة أمامك..
    وأنادي أستاذيّ الحبيبين الدكتور حسان والدكتور عبد القادر بالمشاركة بإجابة متى أمكن وبسؤال متى ألح..
    أحسب أن الفائدة ستكون أكبر، ولعل هذا يكون -على يدي أستاذنا الكريم الدكتور مصطفى- محددا حادا لبعض ملامح الواحة من زاوية جد مهمة..



    ولك واللـه احترام محب

  6. #26
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد حسن محمد مشاهدة المشاركة
    طيب أيها العالم الجليل..
    ما زالت تحيرني بعض الأسئلة:
    - هل قول سيبويه والبغدادي عن مطابقة مقتضى الحال ينطبق على كل ما كان من ضرورات شعرية؟ يعني هل كل من لجأ إلى ضرورة من الضرورات كان يحاكي موقفا ما.. أو كان ذلك حسب ما يقتضيه موقف ما؟ أم هناك من أتى الضرورة فقط لأنه سمح بها لغيره فاعتبرها في حكم المسموح به وكفى؟
    - في حالة أن الأمر مسموح به في النثر إلى حد ما، لم لم تسمَّ باسم عام غير "الشعرية"؟
    =
    وأنادي أستاذيّ الحبيبين الدكتور حسان والدكتور عبد القادر بالمشاركة بإجابة متى أمكن وبسؤال متى ألح..
    أحسب أن الفائدة ستكون أكبر، ولعل هذا يكون -على يدي أستاذنا الكريم الدكتور مصطفى- محددا حادا لبعض ملامح الواحة من زاوية جد مهمة..

    ولك واللـه احترام محب
    ============
    ابني الغالي ، سألت اعزك الله -:
    - هل قول سيبويه والبغدادي عن مطابقة مقتضى الحال ينطبق على كل ما كان من ضرورات شعرية؟ يعني هل كل من لجأ إلى ضرورة من الضرورات كان يحاكي موقفا ما.. أو كان ذلك حسب ما يقتضيه موقف ما؟ أم هناك من أتى الضرورة فقط لأنه سمح بها لغيره فاعتبرها في حكم المسموح به وكفى؟
    وأجيب والله أعلم بالآتي :
    أرى أن سيبويه - رحمه الله - عندما قال مقولته الإبداعية العظيمة كان يعني الضرورات التركيبية التي تتعلق بالتقديم والتاخير والحذف والحمل على المعنى والقلب النحوي البلاغي.
    نعم في هذه الأمور التركيبية التي يختار فيها الشاعر المتمكن نسقا ما لا بد أن يكون ذلك لا من عبث عابث بل لتحقيق غرض فني لا يتأتى إلا عبر هذا النسق المختار.
    وهنا يتفق الشعر مع النثر الفني (وليس الكلام العادي) في هذه الظاهرة ومن هنا أرى أن اشتراكهما في صفة"الأدبية" أولى وأكثر منهجية من استخدام مصطلح"الشعرية" الملتبس.
    إلا إذا عددنا الشعرية هنا مجازا كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه :"قال ابني الشعر ورب الكعبة"
    وقد قال ابنه عبد الرحمن بن حسّان، وهو صبيّ، يبكي وكان لسعه زنبور
    : لَسَعَني طائر،
    فقال حسان: صِفْهُ يا بُنيَّ،
    فقال" : كأنه مُلْتَفٌّ في بُرْدَىْ حِبرَة،"
    ويفسر عبد القاهر ذلك قائلا: " أفلا تراه جَعل هذا التشبيه مما يُستدَلُّ به على مقدار قُوّة الطبعِ، ويُجْعَل عِياراً في الفَرْق بين الذهن المستعدّ للشعر وغير المستعدّ له، وسَرَّه ذلك من ابنه .
    أما الضرورات الشكلية مثل صرف الممنوع من الصرف وقطع همزة الوصل فالغرض منها الحفاظ على الوزن من غير أن يضطر الشاعر إلى تغيير الكلمة التي هي أكثر مناسبة ، وأشد اتساقا مع تجربته الإبداعية
    فلو أخذنا على سبيل المثال قول امرئ القيس:
    وَيَومَ دَخَلتُ الخِدرَ خِدرَ عُنَيزَةٍ = فَقالَت لَكَ الوَيلاتُ إِنَّكَ مُرجِلي
    فالوجه هنا ليس مجرد الحفاظ على الوزن - رغم أهميته- فمثل امرئ القيس قادر على اختيار كلمة بديلة تتسق مع القياس والوزن معا ولكنه ضحى بالقاعدة الفرعية ، في سبيل المجيئ باسم المحبوبة بدون تغيير.
    وإلا فقد كان يمكنه أن يقول
    ويوم دخلت الخدر خدر حبيبتي
    أو خدر مليكتي
    أو خدر أميرتي
    ولكن لم يكن أي من ذلك ليتفق مع غرضه المراد.
    وكذلك لو أخذنا قول أمير الشعراء أحمد شوقي:
    الإشتراكيون أنت إمامهم
    كان لديه مندوحة عن ذلك ليقول : مثل:
    إن الشيوعيين أنت أمامهم
    ولكنه نفر من هذا الاسم الشنيع لهم مع أنه من أسمائهم ، وأصر على اختيار :الإشتراكيون رغم مخالفتها للقاعدة لأنها اخف وطأة من الأولى كما ترى. رغم أن الجملة ممتنعة بذكر لولا بعدها، وهذا معنى الإيثار هنا.
    أما الاحتمال الأخير في سؤالك الكريم فليس هذا من شأن العلماء الأجلاء أو النقاد الموضوعيين ، ولهذا اسمح لي مشكورا باستبعاده،
    ولهذا فإنني على سبيل الاقتداء بهم لم أدخل في شعري أل على الفعل مثلا ، ومع ذلك أقبلها ممن يفعل ذلك حبا وكرامة
    ودمت بخير
    وأنا معك في الإلحاح بأن يشاركنا أساتذتنا الكرام في الحوار لننهل من معين علمهم الجليل
    وفقنا الله جميعا إلى الخير

  7. #27
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
    ============
    ابني الغالي ، سألت اعزك الله -:
    - هل قول سيبويه والبغدادي عن مطابقة مقتضى الحال ينطبق على كل ما كان من ضرورات شعرية؟ يعني هل كل من لجأ إلى ضرورة من الضرورات كان يحاكي موقفا ما.. أو كان ذلك حسب ما يقتضيه موقف ما؟ أم هناك من أتى الضرورة فقط لأنه سمح بها لغيره فاعتبرها في حكم المسموح به وكفى؟
    وأجيب والله أعلم بالآتي :
    أرى أن سيبويه - رحمه الله - عندما قال مقولته الإبداعية العظيمة كان يعني الضرورات التركيبية التي تتعلق بالتقديم والتاخير والحذف والحمل على المعنى والقلب النحوي البلاغي.
    نعم في هذه الأمور التركيبية التي يختار فيها الشاعر المتمكن نسقا ما لا بد أن يكون ذلك لا من عبث عابث بل لتحقيق غرض فني لا يتأتى إلا عبر هذا النسق المختار.
    وهنا يتفق الشعر مع النثر الفني (وليس الكلام العادي) في هذه الظاهرة ومن هنا أرى أن اشتراكهما في صفة"الأدبية" أولى وأكثر منهجية من استخدام مصطلح"الشعرية" الملتبس.
    إلا إذا عددنا الشعرية هنا مجازا كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه :"قال ابني الشعر ورب الكعبة"
    وقد قال ابنه عبد الرحمن بن حسّان، وهو صبيّ، يبكي وكان لسعه زنبور
    : لَسَعَني طائر،
    فقال حسان: صِفْهُ يا بُنيَّ،
    فقال" : كأنه مُلْتَفٌّ في بُرْدَىْ حِبرَة،"
    ويفسر عبد القاهر ذلك قائلا: " أفلا تراه جَعل هذا التشبيه مما يُستدَلُّ به على مقدار قُوّة الطبعِ، ويُجْعَل عِياراً في الفَرْق بين الذهن المستعدّ للشعر وغير المستعدّ له، وسَرَّه ذلك من ابنه .
    أما الضرورات الشكلية مثل صرف الممنوع من الصرف وقطع همزة الوصل فالغرض منها الحفاظ على الوزن من غير أن يضطر الشاعر إلى تغيير الكلمة التي هي أكثر مناسبة ، وأشد اتساقا مع تجربته الإبداعية
    فلو أخذنا على سبيل المثال قول امرئ القيس:
    وَيَومَ دَخَلتُ الخِدرَ خِدرَ عُنَيزَةٍ = فَقالَت لَكَ الوَيلاتُ إِنَّكَ مُرجِلي
    فالوجه هنا ليس مجرد الحفاظ على الوزن - رغم أهميته- فمثل امرئ القيس قادر على اختيار كلمة بديلة تتسق مع القياس والوزن معا ولكنه ضحى بالقاعدة الفرعية ، في سبيل المجيئ باسم المحبوبة بدون تغيير.
    وإلا فقد كان يمكنه أن يقول
    ويوم دخلت الخدر خدر حبيبتي
    أو خدر مليكتي
    أو خدر أميرتي
    ولكن لم يكن أي من ذلك ليتفق مع غرضه المراد.
    وكذلك لو أخذنا قول أمير الشعراء أحمد شوقي:
    الإشتراكيون أنت إمامهم
    كان لديه مندوحة عن ذلك ليقول : مثل:
    إن الشيوعيين أنت أمامهم
    ولكنه نفر من هذا الاسم الشنيع لهم مع أنه من أسمائهم ، وأصر على اختيار :الإشتراكيون رغم مخالفتها للقاعدة لأنها اخف وطأة من الأولى كما ترى. رغم أن الجملة ممتنعة بذكر لولا بعدها، وهذا معنى الإيثار هنا.
    أما الاحتمال الأخير في سؤالك الكريم فليس هذا من شأن العلماء الأجلاء أو النقاد الموضوعيين ، ولهذا اسمح لي مشكورا باستبعاده،
    ولهذا فإنني على سبيل الاقتداء بهم لم أدخل في شعري أل على الفعل مثلا ، ومع ذلك أقبلها ممن يفعل ذلك حبا وكرامة
    ودمت بخير
    وأنا معك في الإلحاح بأن يشاركنا أساتذتنا الكرام في الحوار لننهل من معين علمهم الجليل
    وفقنا الله جميعا إلى الخير

    بخير هي الدنيا لأنكمُ فيها
    سكبت عليها من علوم ترقّيها
    وجُلتَ تؤدي تي الرسالة راضياً
    كأن دعاء الخير جا لك من فيها

  8. #28
    الصورة الرمزية د. مصطفى عراقي شاعر
    في ذمة الله

    تاريخ التسجيل : May 2006
    الدولة : محارة شوق
    العمر : 64
    المشاركات : 3,523
    المواضيع : 160
    الردود : 3523
    المعدل اليومي : 0.54

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أحمد حسن محمد مشاهدة المشاركة
    [SIZE="4"]
    - هل من حق العربي الذي يعيش في العصر الحديث أن يبتكر ضرورات أخرى تلجئه إليها بعض التشكيلات النفسية أو ما يقتضيه على سبيل المثال حالة لا واعية أو حتى واعية؟
    فمثلا أنا وجدت خطابا من شخص يعاني نوعا ما من أنواع الفصام الشخصي، ولكن باختلاف طبعا فهو يعانيها على الورقة.. ويعرف حدود وإمكانيات الذاهب والآتي ..
    فمثلا هو في حالة التعبير عن الفصامي الذي ينتظر وقت برئه مما في، وهو الآن على الورقة أو داخل النص اثنان، بأن يكون الراوي والمروي عنه ويتدخل الراوي بالخطاب إلى نفسه في قديم..
    فوجدت هذه تعبيرا عن انتظار الحاضر لمرحلة ماضية يتم التعبير عنها مثلا
    يا وداعي
    بعد حرف ثم حرف
    من صراعي
    ألتقيكا
    عم بلا خوف وبري
    ليس يبقى يا امتدادي
    غير بيكا
    =======
    نعم يجوز له ذلك بشرط ألا يخرق أصلا من الأصول
    وبدون أن يجور على الكلمة جورا يخرجها من البيان العربي
    ولهذا يقول سيبويه:"ولو اضطرّ شاعر فأضاف الكاف الى نفسه قال: ما أنت كِي. وكَي خطأ؛ من قبل أنه ليس في العربية حرفٌ يُفتح قبل ياء الإضافة.".
    قلت: إن سيبويه الذي أجاز الكثير من الضرورات الخارجة عن القياس لم يجز هنا أن يقول شاعر:"هذا كي" أي هذا مثلي أو شبهي. معللا ذلك بأنه ليس في العربية.
    فيكون في ارتكاب مثل ذلك خروجا عن دائرة العربية كلها فلا يجوز بحال من الأحوال.
    ومثال الجور على الكلمة ما صنعه شاعر في قوله :
    فيه الرماحُ وفيه كلّ سابغة = جدْلاء مُحكَمةٍ من نسْجِ سلاّمِ
    أرادا داود لأنه المعروف بنسج الدروع ، فغلط إلى سليمان، ثم لم يكتف بذلك الغلط بل ألجأه الوزن والقافية إلى أن حرّف اسمه فقال : سلاّم بغير مبرر إبداعي
    وهذا الغلط المركب دليل ضعف شديد ، ولا يعد من التصرف الإبداعي ، بل تصرف العجز!
    ولهذا فأنا أتفق مع صاحب هذه السطور الشعرية الجميلة
    وقد صنع ذلك الشعراء القدامى وأجازه النحاة وعبروا عنه بأنه:
    بـ " أن المتكلم جرد من نفسه نفسًا خاطبها" (البغدادي : خزانة الأدب: الشاهد 950)
    وأفرد له ابن جني بابا جميلا سماه
    باب في التجريد
    قال فيه: " اعلم أن هذا فصل من فصول العربية طريف حسن. ورأيت أبا علي رحمه الله (يعني شيخه أبا علي الفارسي) به غرياً معنياً، ولم يفرد له باباً، لكنه وسمه في بعض ألفاظه بهذه السمة، فاستقر يتها منه وأنقت لها.
    ومعناه: أن العرب قد تعتقد أن في الشيء من نفسه معنى آخر، كأنه حقيقته ومحصوله. وقد يجري ذلك إلى ألفاظها لما عقدت عليه معانيها.
    وذلك نحو قولهم:" لئن لقيت زيداً لتلقين منه الأسد، ولئن سألته لتسئلن منه البحر.
    فظاهر هذا أن فيه من نفسه أسداً وبحراً، وهو عينه هو الأسد والبحر لا أن هناك شيئًا منفصلا عنه وممتازًا منه.
    وعلى هذا يخاطب الإنسان منهم نفسه، حتى كأنها تقابله أو تخاطبه.
    ومنه قول الأعشى:
    وهل تطيق وداعاً أيها الرجل
    وهو الرجل نفسه لا غيره." الخصائص 1: 235
    هذا من حيث المبدأ
    ولكنني لا أرى مسوغا لمجيء كلمة بيكا بإشباع كسرة الباء ، هنا حيث تغلب عليها العامية الدارجة التي لا تتسق مع المستوى اللغوي للنص ، ولو قال:
    غير " فيكا " لكانت عندي أقوم
    والله أعلم
    ودمت بكل خير أيها المُجامل الجميلُ ، والمبالغ البليغ.

  9. #29
    عضو مخالف
    تاريخ التسجيل : Mar 2006
    العمر : 42
    المشاركات : 1,799
    المواضيع : 128
    الردود : 1799
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    أتابع دافقاً قلبي سرورا
    لقولك مثل نهر لن يغورا
    فـَقـُدْ تلك السفينة مستعيناً
    بعلم كالحياة لنا أميرا
    وخض بي في متاهات التجلي
    بسحر الفكر نسترضي الشعورا

  10. #30
    الصورة الرمزية عبد القادر رابحي شاعر
    تاريخ التسجيل : Jul 2006
    المشاركات : 1,735
    المواضيع : 44
    الردود : 1735
    المعدل اليومي : 0.27

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. مصطفى عراقي مشاهدة المشاركة
    ============
    ابني الغالي ، سألت اعزك الله -:
    - هل قول سيبويه والبغدادي عن مطابقة مقتضى الحال ينطبق على كل ما كان من ضرورات شعرية؟ يعني هل كل من لجأ إلى ضرورة من الضرورات كان يحاكي موقفا ما.. أو كان ذلك حسب ما يقتضيه موقف ما؟ أم هناك من أتى الضرورة فقط لأنه سمح بها لغيره فاعتبرها في حكم المسموح به وكفى؟
    وأجيب والله أعلم بالآتي :
    أرى أن سيبويه - رحمه الله - عندما قال مقولته الإبداعية العظيمة كان يعني الضرورات التركيبية التي تتعلق بالتقديم والتاخير والحذف والحمل على المعنى والقلب النحوي البلاغي.
    نعم في هذه الأمور التركيبية التي يختار فيها الشاعر المتمكن نسقا ما لا بد أن يكون ذلك لا من عبث عابث بل لتحقيق غرض فني لا يتأتى إلا عبر هذا النسق المختار.
    وهنا يتفق الشعر مع النثر الفني (وليس الكلام العادي) في هذه الظاهرة ومن هنا أرى أن اشتراكهما في صفة"الأدبية" أولى وأكثر منهجية من استخدام مصطلح"الشعرية" الملتبس.
    إلا إذا عددنا الشعرية هنا مجازا كما قال حسان بن ثابت رضي الله عنه :"قال ابني الشعر ورب الكعبة"
    وقد قال ابنه عبد الرحمن بن حسّان، وهو صبيّ، يبكي وكان لسعه زنبور
    : لَسَعَني طائر،
    فقال حسان: صِفْهُ يا بُنيَّ،
    فقال" : كأنه مُلْتَفٌّ في بُرْدَىْ حِبرَة،"
    ويفسر عبد القاهر ذلك قائلا: " أفلا تراه جَعل هذا التشبيه مما يُستدَلُّ به على مقدار قُوّة الطبعِ، ويُجْعَل عِياراً في الفَرْق بين الذهن المستعدّ للشعر وغير المستعدّ له، وسَرَّه ذلك من ابنه .
    أما الضرورات الشكلية مثل صرف الممنوع من الصرف وقطع همزة الوصل فالغرض منها الحفاظ على الوزن من غير أن يضطر الشاعر إلى تغيير الكلمة التي هي أكثر مناسبة ، وأشد اتساقا مع تجربته الإبداعية
    فلو أخذنا على سبيل المثال قول امرئ القيس:
    وَيَومَ دَخَلتُ الخِدرَ خِدرَ عُنَيزَةٍ = فَقالَت لَكَ الوَيلاتُ إِنَّكَ مُرجِلي
    فالوجه هنا ليس مجرد الحفاظ على الوزن - رغم أهميته- فمثل امرئ القيس قادر على اختيار كلمة بديلة تتسق مع القياس والوزن معا ولكنه ضحى بالقاعدة الفرعية ، في سبيل المجيئ باسم المحبوبة بدون تغيير.
    وإلا فقد كان يمكنه أن يقول
    ويوم دخلت الخدر خدر حبيبتي
    أو خدر مليكتي
    أو خدر أميرتي
    ولكن لم يكن أي من ذلك ليتفق مع غرضه المراد.
    وكذلك لو أخذنا قول أمير الشعراء أحمد شوقي:
    الإشتراكيون أنت إمامهم
    كان لديه مندوحة عن ذلك ليقول : مثل:
    إن الشيوعيين أنت أمامهم
    ولكنه نفر من هذا الاسم الشنيع لهم مع أنه من أسمائهم ، وأصر على اختيار :الإشتراكيون رغم مخالفتها للقاعدة لأنها اخف وطأة من الأولى كما ترى. رغم أن الجملة ممتنعة بذكر لولا بعدها، وهذا معنى الإيثار هنا.
    أما الاحتمال الأخير في سؤالك الكريم فليس هذا من شأن العلماء الأجلاء أو النقاد الموضوعيين ، ولهذا اسمح لي مشكورا باستبعاده،
    ولهذا فإنني على سبيل الاقتداء بهم لم أدخل في شعري أل على الفعل مثلا ، ومع ذلك أقبلها ممن يفعل ذلك حبا وكرامة
    ودمت بخير
    وأنا معك في الإلحاح بأن يشاركنا أساتذتنا الكرام في الحوار لننهل من معين علمهم الجليل
    وفقنا الله جميعا إلى الخير
    استاذنا الفاضل الكريم..
    أود أن اطرح بعض المساءلات التي تفرض نفسها بخصوص ما يمكن للشاعر ان يضيفه للغة من صياغة دلالية و"حروفية"قد تتجاوز منظور القاعدة ، بما يمكن ان تحتوي عليه القاعدة من تخطييء فلسفي للمقعّدِ لهُ، من أجل أن تكسر التأطير المقولب الذي يعتقد المُقعد أنه أسر (سجن)فيه اللغة أسرا نهائيا من خلال امتثالها لـ"لشاهد" المتقادم عبر العصور ،و الذي ينقل معيارية المحاججة إلى علن الممارسة اللغوية لأقناع المتكلمين الذين هم نحن بصدقية المحاججة و لانهائية التنظير للآخر..
    ألا يمكن أن نطرح هنا إشكالية الضرورة الشعرية من وجهة نظر فلسفية؟؟؟
    ألا يمكن اعتبار الضرورة الشعرية هي الممارسة الحرة الوحيدة التي تتيح للشاعر الخروج من أسر القاعدة بمحاججة معاكسة، و هي استثنائية الإبهار و الادهاش؟؟
    ما مدى صدقية الحجة النحوية أمام معركة التعبير عن بلاغة العصر( و أقصد بـالعصر هنا..عصر الشاعر المرتبط بالتمثل الوجودي لشعرية اللحظة، و ليس و ليس العصر الزمني..)
    لماذا تنتصر في كل الأحوال الضرورة(و هنا أستطيع أن اسميها لحظة الحرية الخارقة للعادة.) الشعرية على محدودية التقعيد ؟؟
    و هل التقعيد هو نهائي بحكم من يعتقد بـ"توقيفية اللغة" و من ثمة توقيفية ما ينجر عنها من أطرِ تقنينية لا يمكن لأي مجتهد أن يتجاوزها بأية حال من الأحوال؟؟
    و لماذا اختص الشاعر دون غيره برفع لواء المجازفة و الدخول في معركة التجاوز من خلال مفتاحية الكشف التي توفرها له "الضرورة الشعروجودية" المفتوحة عليه وحده و المنغلقة على العالم الآخر؟؟
    و هل المعنى(أقصد المعنى الذى يتجاوز المعنى المعياري الشكلي أو معنى المعنى بحسب تعبير الجرجاني و ابن طباطبا) لا يمكن ان يكون إلا في بطن الشاعر دون غيره من البطون؟؟
    لماذا يستطيع الشاعر دون غيره أن يكمم اللسان من أجل أن تستمع الأذن .... و يُسكت الأذن من أجل أن يَنطق اللسان..
    و لماذا تنجر القاعدة لإغراء الشاعر و ترضخ له رضوخا يكاد يكون توقيفيا في نظر المُقعد المتقادم،لكنه سرعان ما يتنكر لهذا الخرق من أجل قصة خرقِِ أخرى..
    و أخيرا ..لماذا يضيّق الشاعر على نفسه بكل هذه القسوة..؟؟؟ و هل التضييق هذا..هو لغرض جمالي فقط..أم لأغراض أخرى لا يعلمها إلا الشاعر في تعامله الحميمي(الصُرِّي) مع اللغة؟؟
    أريد من خلال طرح هذه الأسئلة أن أجدد دائرة النقاش الهامة التي فتحها الاستاذان الفاضلان الدكتور مصطفى عراقي نفعنا الله بعلمه، و الأخ العزيز المتمكن الحامل لحرقة الحرف الاستاذ أحمد حسن محمد..
    لكنني من خلال هذه الأسئلة أريد ان أضيف بعدا آخر لهذا النقاش..و هو بصيغة مخنصرة:هل النص يخضع للقاعدة خضوع الدوام أم أن القاعدة هي التي يجب أن تُستمد من النص..

    و شكرا لكم..

صفحة 3 من 6 الأولىالأولى 123456 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أول من وضع النحو للغة العربية
    بواسطة عادل العاني في المنتدى النَّحوُ والصَّرْفُ
    مشاركات: 21
    آخر مشاركة: 26-01-2018, 08:36 PM
  2. البدائل و مراتبها / الحاجة والضرورة
    بواسطة سعد عطية الساعدي في المنتدى التَّفكِيرُ والفَلسَفةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 16-08-2017, 08:49 AM
  3. د.جمال صقر : النحو وعلم النحو (ومثلهما العروض)
    بواسطة خشان محمد خشان في المنتدى العرُوضُ وَالقَافِيَةُ
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 22-07-2011, 12:23 PM
  4. باركوا لأخيكم القلم الباكي تعيينه متابعاً لدوحة النحو والنقد والعروض
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى أَخْبَارٌ وَإعْلانَاتٌ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 15-07-2003, 08:52 PM
  5. الاعراب خارج نطاق النحو والصرف
    بواسطة لاجيء فلسطيني في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 27-01-2003, 05:48 AM