كان لا بد من عودة لاسدال الستار !
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...ad.php?t=17738
شمسٌ ،
ولا أطلالَ تبدو للعيانْ
وكأهلهِ ، خسر المكانُ مكانَه والعاشقينَ ،
وعاشت الذكرى ،
ومات الحبُّ ، وانتصر الزمانْ
وصحا من الغيبوبة المَلِكُ المغني
قال ويلي ! كم لبثتُ ؟
وأين ذاك الطيفُ مني ؟
أينهم عشاق فني ؟
- لا أرى أحداً – وأيني ؟
كيف غبتُ ؟ وكيف عدتُ ؟
وأين ضيَّعْتُ الكمانْ ؟
وتحسس القلب الذي في صدرهِ :
" ما زلتَ حياً ؟ "
قال في عجبٍ ،
وقهقه ضاحكاً حتى بكى ..
فأجاءهُ وحي الغناء ، فقالَ :
أطول من حبال الموت أنتِ ،
فعلِّميني كيف أحيا ، يا حياةُ ،
وكيف أسقط واقفاً ،
إنْ طوَّحَ الماضي بسيفي ،
أو تعثر بي الحصانْ
مَلِكٌ أنا ، لمَّا أحبُّ ،
على يدي يجري الكمانُ بخفةٍ ،
وتجيئني النغماتُ طائعةً ،
إذا قلتُ : " ائتني " !
في أي آنْ
مَلِكٌ أنا ، لمَّا أحبُّ ، وحالمٌ
تبدو ليَ الأشياءُ أجملَ من حقيقتها ،
وتخدعني الصحاري ، وهي في عيني جنانْ !
مُتْ يا هوى ، مُتْ يا هوى !
- قال المغني وهو يرقب وجههُ ،
ويُقلِّبُ المرآة بين يديه مشدوهاً ،
ومعقود اللسانْ ! –
هذي التجاعيدُ الكثيرةُ لم تكنْ ،
يوم التقينا ،
أنتَ من سبَّبْتها لي ، يا جبانْ !
والشيبُ في رأسي ، كذلك ، لم يكنْ
أنتَ الذي أشعلتهُ ،
قبل الأوانْ !
وبما اقترفت بحق قلبي ،
أنت متهمٌ مُدانْ !
- وكمن يحدث نفسه ، قال المغني باكياً :
لكنَّ ألحاني وأشعاري الجميلةَ لم تكنْ
لولا وجودكَ ،
أنتَ من علَّمتني سحرَ البيانْ !
عد يا هوى ، لا ! لا تعدْ .. !
مت يا هوى ، لا ! لا تمتْ .. !
ما زلتُ أجهل ما أريدُ ، فعلميني
كيف أعرف ، يا حياةُ ،
وكيف أحيا ، يا حياةُ ،
وكيف أنجح مرةً ،
في الامتحانْ !