|
ساءَلْتُها : مَنْ أَنْتِ ؟ قالتْ : حُرَّةٌ |
وَ لِأَرضِ ( دجلةَ ) وَ ( الفراتِ ) جُذوري |
أَنا مِنْ دِيارِ العِزِّ مِنْ أَرضِ النَّدى |
مِنْ نَصلةِ الأَبطالِ وَ التَّحريرِ |
مِنْ شَمْسِ أرضِ ( الرَّافدينِ ) جَدائِلي |
وَ مِن ( السَّماوَةِ ) كُحْلَتي وَ عُطُوري |
مِنْ نَخلِها صَاغَ الزمانُ قساوتي |
مِنْ طِيبِها نَفَحَ المكانَ بُخُوري |
( فَلُّوجَةُ ) الأَحرارِ لا زالتْ بِها |
داري وَ مَعْقِلُ ثَورتي وَ مَصيري |
مِنْ ( أُمِّ قَصْرٍ ) , مِنْ حدائِقِ ( بَابِلٍ ) |
شَعْري وَ كُحْلُ عُيونِيَ الأُسطوري |
هَذا ( عِراقُ ) الخيرِ يَنبضُ في دَمي |
فَسَلِ ( العِراقَ ) عَنِ الدَّمِ المَهْدُورِ |
قَالتْ وَ لا زالتْ تقولُ وَ إِنَّني |
بَيْنَ الحُروفِ وَ دَمْعِها تَفكيري |
شَلَّ الكلامُ حَصافَتي وَ تَعَقُّلي |
وَ بَكى الفؤادُ مُصابَها وَ ضميري |
حَتَّى إِذا قَفَلَتْ وَ فِكْريَ سَاهِمٌ |
أَرْنُو لها بِحفاوةِ التَّقْديرِ |
أَبْصَرْتُها رُمْحاً يَنُوشُ ( فِرنْجَةً ) |
وَ يَنَالُ قَلْبَ ( مِغُوْلَةِ ) التَّدْمِيرِ |
وَ رأيتُ ( هَارونَ الرَّشيدَ ) بِعَينِها |
وَ رأيتُ فِيها غَضْبَةَ ( المَنْصُورِ ) |
وَ تَبِعْتُها أَحْني الجبينَ كَرَامَةً |
لِحَضارةٍ أَعْلَيْتُها بِشُعُوري |
أَهفُو لها تَمشي كَمِشْيَةِ فَارِسٍ |
رَمَتْ العَبَاءَةَ في دُجى الديْجُورِ |
وَ بِقامةٍ مَمْشوقَةٍ خَطَرَتْ على |
أَعْتابِ نُزْلٍ لِلْبغا وَ فُجُورِ |
مَهْلاً .. رَأَيْتُكِ , يا رَخيصةُ , فَاسْمعي |
دَنَّسْتِ سُمْعَةَ شعبِنا المَغْدُورِ |
وَ لقدْ عَرَفْتُكِ يا دَنِيَّةُ بَعدَمَا |
بِعْتِ العَفَافَ بِساحتي وَ حُضوري |
يَا وَيحَ ( دِجلةَ ) إِذْ نَسبْتِ لَهُ الخنا |
يَا وَيحَ ماءَ ( فُراتِنا ) المَقْهُورِ |
هَلْ عَلَّمَتْكِ ( الرَّافِدينُ ) دَعارَةً ؟ |
وَ بِأنْ تَبيعي طُهْرَها بِقُشورِ ؟؟ |
إِنْ كُنْتِ ( مَاجِدَةَ العِراقِ ) فَأَيْنَهُ |
ذَاكَ ( العِراقُ ) بِمُقْلَتَيْكِ الحُوْرِ ؟ ! |
ضَيَّعْتِ - وَ اللَّهِ - الكَرامةَ عندَمَا |
بِعْتِ الهَوَى , وَ وَقَعْتِ في المَحْظُورِ |
فَلْيَبْرَأ التَّاريخُ مِنْكِ وَ إِنَّهُ |
لَا فُرْصَةٌ لَكِ فِيْهِ لِلتَّبْرِيرِ |