|
وَداعُكَ قَلبي إِذ رَحَلتَ أَليمُ |
وَ حُزني عَلى تِلكَ الدِّيارِ جَسيمُ |
رَحيلُكَ لَم يَترُك لِعَيشي لَذاذَةً |
فَحَلَّ عَلى وَجهي بِهِنَّ وُجومُ |
وَلَيتَ فُؤادي إِذ رَماكَ بِسَهمِهِ |
يُصَوَّبُ سَهمٌ في الفُؤادِ مُقيمُ |
فَيا وَيحَ وَجهي إِذ تَشُقُ دُموعُهُ |
عُيوناً وَ ما دونَ العُيونِ هَشيمُ |
شَكَوتُ إِلَيكَ الرّوحَ أَمسَت بِعِلَّةٍ |
فَكُلُ صَحيحٍ في سِواكَ سَقيمُ |
وَكُلُ مُحِبٍّ قَد تَصِلهُ بِنَظرَةٍ |
سَعيدٌ وِ إِن جارَت عَلَيهِ هُمومُ |
فَأَنعِم بِمَن مالَت إِلَيهِ بِوَصلِها |
يُزَيِّنُهُ في العاشِقينَ نَعيمُ |
وَإِن يَجحَدِ الإِنعامَ لا عَاشَ بَعدَهُ |
وَمَن يَجحَدِ الإِنعامَ فَهوَ لَئيمُ |
وَ يُنجِبُ قَلبي في هَواكَ مَحَبَّةً |
وَ إِن كانَ في حُبٍ سِواكَ عَقيمُ |
إِذا أَنتَ لَم تَرعى وِدادً مُحَكَمً |
فَلَستُ أَرى شَوقي إِلَيكَ يَدومُ |
أَلَستَ تَرى خَوفي عَلَيكَ مَلامَةً |
وَ أَنَّ فُؤادي عَن سِواكَ حَليمُ |
فَإِنَّ قُصوري عَن سِواكَ مَلالَةً |
إِنّي وَ إِن أَقسو عَلَيكَ رَحيمُ |
وَإِنّي إِذا جَارَ المُحِبُّ نَصيرُهُ |
وَإِنّي عَلى ظُلمِ المُحِبِّ كَتومُ |
فَلَيتَكَ ما زَيَّنتَ لِلهَجرِ رَايَةً |
وَ لَيتَكَ في جَورٍ عَلَيكَ كَريمُ |
وَ لَيتَكَ ما سُقتَ الفُؤادَ لِغَيظِهِ |
وَ لَيتَكَ ما اغتاظَ الفُؤادُ كَظيمُ |
وَلَيتَكَ إِذ هَبَّت عَلَيكَ نَسائِمٌ |
مِنِ الشِوقِ إِذ تاقَت إِلَيكَ تَهيمُ |
فَهَيَّأتُ رَحلي كَي أُداويَّ عِلَّتي |
فَحَيثُ تَوَلّى الرَّحلُ حَيثُ أُقيمُ |
يُخالُ جَوادي في الفَيافي سَبيكَةٌ |
مِنَ اللَيلِ لا شَوبٌ عَلَيهِ دَهيمُ |
وَسِرجٍ كَمِثلِ التاجِ زَيَّنَ ظَهرَهُ |
وَ مَتنٍ كَمِثلِ البُرجِ فَهوَ عَظيمُ |
تَراهُ إِذا استَعصى يَقُدُ خِطامَهُ |
سَريحٌ وَ إِن يُبقي عَلَيكَ كَريمُ |
تَليعٌ ضَليعٌ لا يُشَقُ غُبارُهُ |
يَصولُ فَتُلقى في القُلوبِ سُمومُ |
وَ يَرجِزُ أَن لَو كانَ يَعلَمُ عِلَّتي |
فَيُسمَعُ شَدوٌ في الأَصيلِ رَخيمُ |
يُطَبِّبُ جُرحي لا يَمَلُّ وَإِنَّهُ |
سَديدٌ لَدَى الهَيجاءِ جَدُ غَشومُ |
فَإِن كُنتَ في عِشقِ المَهَاةِ مُعَبَّدٌ |
وَإِنّي لَفي عِشقِ الجِيادِ زَعيمُ |
عَلَيها يُشَدُّ الرَّحلُ وَ العِزُّ بَيتُها |
وَيُعقَدُ خَيرٌ في النَواصي يَدومُ |