مغرورة مكابرة

" كلام مباشر موزون "

لطفي زغلول



مغرورة مكابرة
تخال وهما أنها صارت من الجبابرة
وأنها المبادرة
وأنها تفعل ما تشاء وهي قادرة
كأنها استولت على عمان في سلامها
والقاهرة
وبالخليج العربي ظافرة
كأنها في نزهة مسافرة

مغرورة مكابرة
تحلم بالسلام والتطبيع بعد كل ما
أتت به من الفعال الماكرة
كأننا صرنا بدون ذاكرة
كأنها لم تغتصب بغدرها البلاد
لم تذبح الشيوخ والنساء والاولاد
كأنها لم تحرق الأقصى ..
ولم تحرم من العبادة العباد
كأنها ما شوهت تاريخنا
في موطن الآباء والاجداد

مغرورة مكابرة
قرصانها يظن نفسه من القياصرة
يقود قطعانا من المستوطنين
الفالتين كالذئاب الكاسرة
تسوسه عقلية السماسرة
تاريخه فصل من الارهاب والدماء
صبرا وشاتيلا استحالتا
عليه لعنة حلت من السماء
جرائم لن تغتفر
ولعنة التاريخ حلت
ليس منها مهرب ولا مفر

مغرورة مكابرة
لكل حق ناكرة
بلادنا سهولها جبالها
وديانها شطآنها
محفورة في الذاكرة
تظن انها غدت ناهية وآمرة
وأن أرضنا يهودا أصبحت والسامرة
شاءت أبت انا هنا
باقون فوق أرضنا
بطولنا وعرضنا
كشوكة في حلقها في صدرها في الخاصرة
حتى يعود الحق وهي صاغرة

مغرورة مكابرة
مهما تمادت لم تزل
هذه الجموع صابرة
على بلوغ شأوها مثابرة
ينساب كالدماء في عروقها الاصرار
لا ترهب الدمار
لا تغير القرار
لا تهاب لا تنهار
فلم يزل أطفالها أشبالها
نساؤها رجالها
يمارسون لعبة الحجار
ويزرعون الأرض كلما عدا عاد
على أوطانهم بالنار

مغرورة مكابرة
عاشت على وهم انتصار من عقود غابرة
في لحظة من الزمان عابرة
لكنها في عنفها وقهرها
وسرها وجهرها
تعلم أن شعبنا الجبار ..
كان قاهر الجبابرة