لكِ اللهُ يا أَمَلْ !
إلى الفتاة التي انقلبتْ على قبحنا وتجاعيدنا المجدبةْ..مؤثرة أسارير الغيم الضوئية..
محمد نعمان الحكيمي
(1)
قبْل أنْ تنقلبي
على القبحِ والبؤسِ
كان مهوى الصباباتِ مُستاثراً
بابتذالاتنا
والفيوضات كانت هباءً
لدى الشعرِ والبوحِِ
كان لا يرتقي لانسيابِ المضامينِ
إمعانُنا في الظنونِ
وكان الهديلُ الذي ظل تهويمُهُ
غائراً في مواجيدنا
يستلذ امتزاجاتِه في صميمِ
الأماسي/المآسي
وينثالُ في الشؤمِ
واللؤمِ
والحذلقة !
(2)
وتاهت جميعُ الحروفِ
النَدِيَّاتِ
عند انبجاسِ المداراتِ
يوم أضحت صدور القوافي
موائلَ
للقائمينَ بأهزوجةِ المِرِّيخِ
تستنفرُ الهَمَّ
في عمق أقطارنا
الكارثة !
(3)
أًوْلاءِ يظنونَ أنَّ انتعالَ الهُويَّاتِ
خروجٌ حميدٌ
من الجلدِ للرشدِ
يريدوننا أن نميدَ انقلاباً
على الشمسِ
بالرجسِ
وأنْ نلعنَ الصبغةَ الآدمية !
(4)
والنافخون اشتعالاتهم
في عيون المرايا
لهم حظهم من لهيب
الترابِ
ومن رغبة
في احتضان الأقاصي
البَهِيَّاتِ
في مقاماتهم..
دون جدوى
(5)
واقفين – أراهم – على مصعد البوحِ
يستلهمون المداءاتِ
في حضرة المدِّ والجزرِ
دون
اتئاد !
(6)
(أَمَلُ) امتطي الغيمَ
أسرجي ظهرَ هذا الجوادِ المُشبِّبِ
للحلمِ
لا شيء أولى بترنيمكِ العذبِ
غير الغيومِ
لا شيء مثل التجلي
نُسَمِّيْهِ – نحن المريدينَ – نظْم
السحابِ
وزهو المطرْ
(7)
خشوعكِ – عند المجاهد –
أرجى من الدندناتِ
وأجدى- ولو بعض وقتٍ –
من الكائن الوهج
هذا الـ(mute)
فرَّ مثلي إلى الشعرِ
من وجههِ المستعارِ
وأفضى إلى قبعات الهوى
مستبرئاً من صبيب
الغرام التليدِ
فتىً
يستطيب التماهي
بعيداً
عن الضوءِ
والقريةِ الصاخبة
(8)
هنيئا لكِ الحبّ بالغيبِ
والبوح بالوهجِ
والغناء الذي اختزلَ الوجدَ
في غيمةٍ
سافرة
هنيئا لكِ النُهْيَة الناظرة
هنيئا لك الغيم يااااا
شاعرة !
هنيئا لك الغيم ياااا
شاعرة !